قضايا الشباب في الدراما العراقيَّة

ولد وبنت 2023/05/08
...

  بغداد: وائل الملوك


المخرج والناقد نزار الفدعم، أكد أن الأعمال الدرامية التي عرضت بشهر رمضان المبارك هذا العام، خصت فئة الشباب من ناحية الافكار الاجتماعية واختيار الممثلين، كونهم يشكلون النسبة الكبيرة من الحضور والتاثير، لكن أغلبها تناولت موضوعات الشباب بشكلها العام، وتمت تعرية بعضها دون موعظة وبلا معالجات درامية وفنية، اما فئة المراهقة فمن خلال متابعتي، ليس هناك مسلسل قائم على مثل هذا الموضوع كمسلسل "مدرسة الروابي"، الذي عرض سابقا، تجدهم داخل موضوعات المسلسل الواحد بتعدد المحاور والأفكار الشبابيَّة وحتى المراهقين مع وجود المعالجات الحقيقية، التي بإمكان أرباب الأسر من استخدامها مع ابنائهم.

بينما اعتقد الباحث والأكاديمي الدكتور محمد عمر ايوب، أن الأعمال الرمضانية لم تسلط الضوء على جوهر مشكلة الشباب العراقي، بل ذهبت إلى التسطيح الخارجي من غير الدخول إلى العمق المضاميني، فكل ما عرض كان توصيفا لأسر تعيش أزمات إنسانية، من خلال تغليب لغة الدراما العاطفية لكسب المشاهد، والحلول كانت غائبة لأن المضمون كان يبتعد عن تفكيك الأزمات الراهنة، حيث إن المراهقين تحاصرهم حروب متعددة، منها إلكترونية وأخرى واقعية فتاكة كالمخدرات، إضافة إلى أزمات الإنسان الراهن، لذلك كان الغرض كسب المتلقي على حساب نظام قيمي ثابت بهاجسه الجمالي، ولذلك الحلول ضعيفة بدرجة متراسلة، ومفاتيح التنقيب التأليفي غائبة، حيث لم نجد ما يثبت أن هناك موقفا نظريا مرسوما، بمنهج يقترب من الواقعية بطروحاته الاجتماعية، ما دعا الى خلق جدل واسع بين النقاد والمنظرين والحرفيين في تذوق المضمون، خصوصا المراهقين المرحلة الخطرة في عدم وجود روية ثابتة، وعلى الشركات المنتجة والفضائيات بناء منهاج علمي درامي، من خلاله تطلق زخما هائلا من الأهداف الحيوية، التي ترسم لهم طريقا واضحا، لانتشال الشباب والمراهقين من فقر فكري مدقع لا وجود لحل في المستقبل القريب.

من جانبه بيَّن المخرج علي فلاح أن الأعمال الدرامية العراقية تفتقر إلى المعالجات الفنية والفكرية والثقافية لمرحلة فئة الشباب، التي هي في الواقع الحالي محاصرة من مشكلة المخدرات ومروجي السرقات وطرق غسل الدماغ، ودخول بعضهم مرحلة الابتزاز الالكتروني، من خلال استخدام التكنولوجيا بالشكل السيئ، كما في مسلسل "غيد"، وتعامل الفتاة الشابة المراهقة مع والدها وعدم احترامه، لأنها تابعة لإحدى مؤسسات المجتمع المدني، التي تنادي بالحريات، وأن كلَّ من تابع العمل، سيجد أن المؤلف ومخرج العمل طرحا المشكلة ولكن لم يذكرا العلاج لها، لافتا خلال حديثه إلى أن البعض من المؤلفين والمخرجين يشخصون المشكلة، ويتركون العلاج للمتلقي، وهذا في الأعمال الدرامية لا أجده صحيحا، متمنيا أن يلتفت الزملاء المختصيين إلى صناعة الأعمال الدرامية لهذا الخلل، ويتم طرح التشخيص والعلاج لأنهم بهذا قد يسهمون في الحد من الظواهر 

السلبية.

بينما اختلف المخرج حسنين الهاني، بمضمون التشخيص ووضع المعالجات الفكرية، قائلا "وفق العلم الحديث والتطور التكنولوجي لم يعد من واجبات الدراما الرئيسية أن تعالج الأخطاء، لا بل تكتفي بتشخصيها والوقوف عندها وتحديد أسبابها، فنحن كمتلقين، خصوصا فئة الشباب والمراهقين نتأثر بهذا التطور التقني ونتعاطف مع الممثلين بأدائهم، خصوصا أن المتلقي أصبح اليوم هو البعد الرابع للأعمال، وهو نفسه من يجب عليه أن يفكر ويجد حلولاً ناجحة، لكي يأخذ على عاتقه محاسبة نفسه وتقييم وتقويم سلوكياته وتصرفاته والعودة بمرجعياتنا التربوية والفكرية والتراثية.