بغداد: سرور العلي
عام 2014 ألهمت بيوت القصب وزوارق الأهوار الشاب علاء ضياء أثناء تجواله في مدينة الجبايش، لا سيما أن لديه موهبة النحت وصناعة المجسمات، ومنذ ذلك الحين شغف بتجسيد معالم حياة وسكان الأهوار، بمصغرات من أعواد الخشب، وعن ذلك تحدث لـ{الصباح}، بالقول:
"شاركت بتلك الأعمال بأحد المعارض بنصب الشهيد، وأثناء العمل على إدراج الأهوار، ضمن لائحة التراث العالمي، وكان بحضور وزير الثقافة السابق عبد الأمير الحمداني، فقام باقتناء عملين من أعمالي، وهما بيت من القصب، وزورق، ثم بعد أشهر قامت عصابات داعش الإجرامية بتدمير معالم العراق، ومنها منارة الحدباء، وهيت، والثيران المجنحة وغيرها، ما دفعني لتخليدها بمجسمات، وبعد عام 2016 بدأت بصناعة منحوتات من الطين، وفي ما بعد أطلقت مشروعي وهو "ورشة الرافدين"، ليهتم بآثار وتراث العراق، ولإيصال معالم البلاد وحضارته القديمة إلى العالم".
ولفت إلى أنه قام بتطوير إمكانياته، من خلال التجارب، والممارسة المستمرة، وأجرى أكثر من 100 تجربة على خامات ومواد الحجر الصناعي البولستر، والريزن، والمواد الإنشائية، ومنها الجبس والبورك، ولكنه استقر أخيراً في عمله على البولستر، كونه مادة أكثر كفاءة، وأطول عمراً من بقية المواد الأخرى، فضلاً عن جودتها العالية.
مضيفاً زاد شغفي بصناعة المصغرات حين قمت بزيارة لمتحف الناصرية الحضاري، وكان الاستاذ عامر عبد الرزاق مدير المتحف متعاونا جدا معي، وعملت سفرة لفريق من الأطفال عددهم 40 ما بين أطفال وشباب للمتحف وقتها، وسفرة إلى الزقورة ثم تطوعت بورشة هناك، لصناعة نماذج تراثية وآثارية من البورك داخل المتحف، ونجحنا بتوزيع أكثر من 10 آلاف قطعة تراثية، وكانت تجربة رائعة مع مجموعة من المتطوعين المحبين للفن
والسياحة.
ومن النماذج الفنية التي قام علاء بصناعتها هي، زقورة أور، وبوابة بابل، والملك كوديا، وكلكامش، وآشور بانيبال، والملكة بو آبي شبعاد، والملكة بونا، والقيثارة السومرية، وأسد بابل بنسخ متعددة، ومسلة حمورابي، والثور المجنح بنسخ متعددة، وملوية سامراء، وبيت القصب، وساعة القشلة التراثية، ونحت نصب إنقاذ الثقافة، والعديد من المعالم المتبقية.
ويطمح بأن يقوم بإنتاج لكل نصب، ولكل معلم، ولكل قطعة أثرية في أرض العراق نسخة مصغرة، ويسعى أن يقتني كل بيت عراقي نسخة من هذه النسخ المصغرة، كونها تمثل حضارتنا
العظيمة.
وأشار إلى أن لمنصات التواصل دوراً بارزاً بنقل أعماله إلى أنحاء العراق كافة، وحتى خارجه، والكثير من المغتربين يتواصلون معه، لاقتناء ما يقوم بإبداعه.
شارك ضياء بالعديد من المعارض الفنية والمهرجانات والمؤتمرات وبالكثير من البازارات، ولديه شهادة تسويق من منظمة الهجرة الدولية IOM، وعدد من الشهادات التقديرية من منظمات المجتمع
المدني.