بغداد: نورا خالد

بحضور جماهيري ونخبوي، احتفت دائرة الفنون الموسيقية بقارئ المقام الفنان حسين الأعظمي على قاعة الرباط، تثمينا لدوره الفني الكبير في البحث والتحليل والغناء للمقام العراقي، مفتتحة الأمسية بفيلم تناول مسيرته الابداعية التي امتدت لعدة عقود.

صقل الأعظمي الذي ولد في العام 1952 موهبته الغنائية من خلال البيئة التي عاش فيها، اذ تتلمذ على يد الدكتور طارق حسون فريد، وقارئ المقام والباحث في التراث الغنائي شعوبي إبراهيم. 

تخرج في معهد الدراسات الموسيقية في دورته الرابعة، بعدها انضم إلى فرقة التراث الموسيقي العراقي، الفرقة التي أسسها الفنان العراقي منير بشير، قام بتدريس المقام العراقي في معهد الدراسات الموسيقية، وحاز في العام 2015 على شهادة الدكتوراه من الجامعة الأمريكية.

وكيل وزارة الثقافة الدكتور عماد جاسم أشار من خلال كلمته التي افتتح بها الامسية إلى أن "للاعظمي دورا كبيرا ومسيرة فنية ابداعية، استمرت لعقود طويلة، فضلا عن اصداراته التي وصلت إلى 18 كتابا، آخرها سيرته الذاتية والابداعية مع الفنان الكبير منير بشير ".

لُقب حسين الاعظمي بسفير المقام العراقي بفضل جهده المتواصل وبحثه الاكاديمي، لإدراج المقام على لائحة التراث العالمي في اليونسكو، من قبل الامم المتحدة العام 2003.

وتذكّر الاستاذ مفيد الجزائري فترة وجود الاعظمي في وزارة الثقافة، واصفا اياها بـ" الصفحة المضيئة"، كونه رمزا فنيا كبيرا لاصالة المقام العراقي، بل واصالة العراقي المحب لبلده.

غنى الاعظمي المقام العراقي بأكثر من 70 بلدا، ونال أوسمة وجوائز وشهادات تقديرية عدة من المهرجانات والمؤتمرات الفنية لأكثر من 42 عاما، وألقى العديد من المحاضرات عن المقام والموسيقى العراقية بالمؤتمرات الدولية والجامعات العربية والأجنبية والمؤسسات الفنية.

أدى أعضاء الفرقة المركزية لدائرة الفنون الموسيقية، وفرقة الطلبة لمعهد الدراسات الموسيقية عددا من المقامات، لاقت استحسان الجمهور الغفير الذي غصت به مدرجات قاعة الرباط، ليؤدي بعدها الفنان حسين الاعظمي المقام مع البستات الغنائية برفقة فرقته الموسيقية، لتتعالى اصوات الحضور بمشاركته الغناء، ليصفقوا طويلا بعد انتهائه من الغناء.

وشكر المحتفى به وكيل وزارة الثقافة ومدير عام دائرة الفنون الموسيقية وكالة، الدكتور عماد جاسم، على تنظيم الحفل، الذي وصفه الاعظمي بـ" الاكثر من رائع " كما قدم شكره إلى المطربين والموسيقيين المشاركين في الامسية الاحتفائية. 

خاتما قوله "أقف إجلالا واكراما للاحتفاء الذي لقيته منذ ان جئت إلى بغداد ولن انسى هذه الليلة ابدا".

 في ختام الامسية قدم له وكيل الوزارة لوح الإبداع، بينما اهداه الدكتور هيثم شعوبي "لوح شعوبي"، وعبر أهالي الاعظمية عن حبهم للمحتفى به  بباقة ورد.  

أصدر الاعظمي العديد من المؤلّفات، منها "المقام العراقي ومبدعوه في القرن العشرين - دراسة تحليليّة لأبرز مبدعي المقام"، و" المقام العراقي بأصوات النساء "، و"الطريقة الزيدانية في المقام العراقي وأتباعها "، و" أفكار غناسيقية "، و"حكايات ذاكرة صورية "، و" المقام العراقي إلى أين؟ ".