بغداد: ضياء الأسدي
(خطوة.. اثنتان.. ثلاث) هو العنوان الذي اختارته الفنانة التشكيليَّة العراقيَّة سهى المحمدي لمعرضها الشخصي الرابع والذي أطلقت ألوانه يوم أمس الأربعاء في قاعة بابل بفندق الرويال وسط العاصمة الأردنيَّة عمَّان.
المحمدي دأبت خلال هذا المعرض على تأثيث المنفى بألوان خطواتها البكر التي قطعتها خلال مسافة زمنيَّة كبيرة بين الوطن مأوى أحلامها وبين المنفى الذي ارتفعت بين طرقاته الطويلة ضجيج الخطوات.
وفي بوحٍ شفيفٍ لـ"الصباح" عبر الهاتف، أكدت أنَّ "الخطوة هي الذاكرة، هي بداية الطريق نحو اللقاء أو الغياب، وصولاً للأمان أو الشقاء".
مشددة على أنَّ "الخطوة تنحت الجسد، وتجبل الروح على المضي، هي الحكاية والخارطة الخاصة بنا، وهي فعل أمر الحياة لنا، تقدم أو تراجع كل شيء سيبدأ
بخطوة.. اثنتين.. ثلاث الى نهاية لا مرئيَّة".
مؤكدة "خطواتي رغم السفر والتنقل المقلق، كانت تنبع من الداخل عن طريق الرسم، الفكرة تنقلني وتدفعني للالتحام مع اللوحة، عليها أنقل تغيراتي التي يلحظها المتلقي في كل مجموعة جديدة".
وبشأن بعض لوحاتها التي يلّفها الغموض، بيّنت أنَّ "هاجس الحركة والتغيير دخل بحياتنا كشرقيين، نعاني من وجودنا في بقاع تعيش على صفيحٍ ساخنٍ دائماً، وتبشرنا بمستقبلٍ غامض، كسببٍ للبقاء وليس خياراً، ولكنْ تبقى هذه الخطوة غامضة نعرف بدايتها ولا نعرف نهايتها ولكنها خطوه كتبت علينا".
مختتمة بالقول: تناولت في معرضي أغلب هواجس الخطوات، بدءاً من أحلام الطفولة عن تغيير المكان، وصولاً الى الأشواق والفراق والاغتراب واللجوء والمنافي، وكأني في هذا المعرض أرسمنا كلّنا".