رؤية مُشوشة

الرياضة 2023/05/11
...

علي حنون

أكثر ما يُصيبنا بسهام الإحباط المهني ويُثير الشجن في النفس، ويأتي بالألم للفؤاد،هو اعتداد المسؤول، في مفصل معين بموقعه، والابتعاد - تفكيراً وسلوكاً - عن مكانته المهنية بابعادها الوظيفية وإتيانه بسلوكيات مبنية على الاعتبارات الشخصية، ولعل في طليعتها تعاطيه مع الإعلام استناداً إلى الضرورة، التي يرسم بتطلعاته المحدودة، ملامحها.. نعم، اشرنا في غير مرة، تعمد مسؤولين سواء  كانوا سياسيين أو أمنيين وأيضاً في الآونة الأخيرة رياضيين باعتماد لوحة مُؤطرة بألوان غير واضحة تعكس تفاصيل خاصة بهم عند الشروع بدعوة وسائل الإعلام للفعاليات العامة عبر ركونهم إلى توجيه دعوات شخصية إلى مؤسسة إعلامية بعينها دون الأخريات، لتنفيذ تغطية صحفية وتعمدهم حصر هذه الموضوعة (الدعوة) بمقامه ودون الأخذ بمشورة الآخرين وكأن الأمر يتعلق بنشاط شخصي !!.

لقد كان لنا أكثر من وقفة حول هذا السلوك (المريض) عند بعض من يعنيهم الأمر، ولاسيما من جاءت بهم إلى المنصب الرؤية غير الشفافة للأمور وجعلتهم المُحاصصة المقيتة يعتلون ناصية المسؤولية على حساب من يصلحون أكثر للموقع الرسمي، والأكثر غرابة هو إصرار بعض المسؤولين على السير في سبيل (العزة بالإثم) في هذا الجانب عبر إمعانهم في إعطاء التعليمات لمن يسيرون في فلك إدارتهم إلى توجيه الدعوة لنافذتين إعلاميتين والإمعان في مصادرة المعلومة والإتيان بكل الأساليب لحجبها عن المؤسسات الأخرى، لأسباب غريبة وكأن الأمر يجري في ساحة نفوذهم.

ولم تعد المفاجأة تجد طريقها إلى تفكيرنا عندما تظهر فعالية معينة من خلال باحة فضائية دون غيرها، لأننا بتنا نقف على حقيقة تفكير من يتصدى للمسؤولية في بعض المرافق العامة إزاء هذا الأمر، لأنه يجد أن في الوسيلة الإعلامية، التي دائماً ما يطل من خلال باحتها إلى الرأي العام أكثر ميولاً إلى توجهاته ومسايرة لفكره وهذا الأمر يقيناً غير دقيق لان جميع مؤسساتنا الإعلامية تتحلى بالمسؤولية المهنية وتتخذ من سراج مهمتها الصحفية نوراً تهتدي به إلى طريق الحق والموضوعية، لذلك من الإنصاف أن تكون هناك فلسفة تعاطي واضحة من قبل عينة من الذين يتصدون للمسؤولية في بعض المرافق الرياضية وينظرون بذات عين الشفافية والموضوعية لكل منصات الصحافة والإعلام، بهدف تحقيق العدالة وإصابة التوازن في تشييد جسور التعاون بين الشركاء.

إن الأنكى في هذا الموضوع هو انسحاب الدعوات الخاصة على المحفل الرياضي، حيث بتنا نقف إزاء محاباة بعض الوجوه لمؤسسة بعينها حاضراً في تحقيق تغطية صحفية خاصة لحدث عام، وهي حال يجب على أصحاب المهنة الوقوف عندها لأن الأمر تكرر غير مرة وصار لزاماً على المعنيين التعامل بحكمة مهنية معه قبل أن يستفحل ويُمسي واقع حال لا يمكننا حينها تغييره، وهي برأينا معالجات مطلوبة، لأننا نخشى أن تنعكس مثل هكذا سلوكيات في تعاطي من بيدهم الأمر مع تفاصيل استحقاقات رياضية آتية بصورة غير موضوعية وحصرها بتوجه إعلامي يعتقد المسؤول أن فيه الملاذ لإصابة التغطية الصحفية المطلوبة، ومصادرة المعلومة عن المنابر الأخرى.