كتّاب عراقيون معاصرون يجب معرفتهم

ثقافة 2023/05/13
...

  د. منذر ملا كاظم

 

سيرغي اندرييفيتس تشيريدنيشونكو* 

تولد 1981 - ناقد أدبي، كاتب نثر، مدرس في المعهد الأدبي، مدير تحرير مجلة "قضايا الأدب" ومحرر فيها. من محاضرة القاها في جامعة الصداقة وهي محاضرات تلقى كل يوم سبت هناك. (شباط 2023)

 على الرغم من الحروب العديدة التي قاسى منها مجتمعهم، أظهر الكتاب العراقيون براعة أدبية وشمولية لا تصدق، حيث مزجوا بين الأنواع والأجواء الأدبية لعكس صورة لأمة سريعة التغير.

بطبيعة الحال، يكاد يكون من المستحيل جمع مثل هذه الوفرة من المواهب من هذه المجموعة الصغيرة من المؤلفين، ومع ذلك سنذكر هنا عشرة كتاب عراقيين معاصرين شغلوا أماكنهم بجدارة ليس فقط في البلدان الناطقة بالعربية، ولكن أيضا في جميع دول العالم بفضل الترجمة الدقيقة لأعمالهم.


نجم والي 

 نجم والي من مواليد العمارة.

درس اللغة الألمانية في جامعة بغداد. بعد حصوله على شهادته الجامعيةعام 1978، تم استدعاء والي إلى الخدمة العسكرية، حينها تم اعتقاله وتعذيبه كمعارض.

وبسبب المشكلات التي نشأت خلال فترة دراسته، أدى اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في 1980 إلى فرار والي من البلاد بسبب خشيته من معاملة مماثلة، ووصل إلى هامبورغ في تشرين الثاني 1980 حيث بقي هناك في المهجر.

ربما تكون قصة الرحلة التي قام بها والي، ليحكي لنا رواية "تل اللحم" هي أشهر أعماله منذ نشرها لأول مرة في عام 2004. الحكاية هي وصف "حر" للعراق في ظل ديكتاتورية صدام حسين، على غرار قصة "على الطريق" لجاك  كيرواك. 

الشخصيتان الرئيسيتان، نجم ومعالي، يقودان سيارة مرسيدس مسروقة متجهين لتل اللحم، حيث يستمتعان بذكريات وقصص مجزأة من الماضي.

يتم تجميع هذه الأجزاء من قبل القارئ لينتج عن ذلك رواية مصاغة بشكل جميل تنتقد الظلم المرير والعنف الشديد الكامن وراء نظام صدام.

 

لؤي حمزة عباس 

حصل لؤي حمزة عباس على شهرة دولية لمجموعاته الأدبية المثيرة للاهتمام والشبيهة بالاغنية. ولد حمزة عباس في البصرة وحصل على الدكتوراه من جامعة البصرة (2002). يحاضر حاليًا في النقد الأدبي وينشر أعماله الإبداعية ليس فقط في العراق، ولكن في جميع بلدان العالم الناطقة بالإنجليزية. ترجمت المجلة الأدبية "بانيبال" قصصه القصيرة إلى اللغة الإنجليزية، كما ترجمت ياسمين حنوش مجموعته "إغلاق العينين" في 2008 إلى اللغة الإنجليزية بتمويل من الصندوق الوطني للفنون. حازت مجموعاته القصصية الأربع ورواياته الأربع على جوائز فخرية مختلفة، بما في ذلك جائزة القصة القصيرة الإبداعية من وزارة الثقافة العراقية 2009 وجائزة كيكا لأفضل قصة قصيرة من لندن 2006.


 محمد خضير

ولد محمد خضير ونشأ في البصرة ولا يزال يمارس نشاطه الأدبي في محافظته وفي العراق ككل. 

وعلى الرغم من أنه لم يُكتب سوى القليل عن خضير باللغة الإنجليزية، إلا أن بعضًا من أعماله الأدبية متاحة من خلال بانيبال، حيث يمكن للقارئ الشغوف أن يشعر بأسلوبه الطموح ونثره الراقي. 

ربما تكون "بصرياثا" من أشهر منشوراته: ولعلها تعتبر دليل سفر، ولم يستطع الكاتب فيها ان يتحدث بهدوء وبدون انفعال على العراق فقط.

ومن خلال ذكريات الكاتب المراوغة وغير الواضحة عن مدينة دمرتها الحرب، يشعر القارئ بشعور باطني بأن الذاكرة والتاريخ هما منهجان حقيقيان للتوجيه في مسارات الحياة.

 

حسن بلاسم 

حسن بلاسم، الذي وصفته صحيفة الغارديان بأنه "أعظم كاتب عربي على قيد الحياة"، لم يبدأ في الواقع حياته المهنية كمؤلف. 

أثناء دراسته للسينما في أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، سرعان ما لفت بلاسم الأنظار من خلال فوزه بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم عن فيلمه غاردينيا (سيناريو) والطحين الابيض (سيناريو واخراج). 

يمكن العثور على مقالات بلاسم الشاملة والملفتة للانتباه عن السينما في كتيبات الأفلام (مؤسسة الإمارات الثقافية) وفي رواياته على مدونة التاريخ العراقي. تم إدراجه في الجائزة المستقلة للأدب الأجنبي في عام 2010، ومنذ ذلك الحين تُرجم إلى خمس لغات، تم تحرير مجموعاته القصصية الاكثر شهرة "مجنون ساحة الحرية" بدقة وإصدارها في السوق العربية في عام 2012 - تم حظرها فورا في العديد من البلدان العربية. بغض النظر عن وضعه المثير للجدل ككاتب، لا يمكن إنكار طريقته في التوظيف الناجح لأساليب سرد القصص الفريدة. كما أن تفانيه في نشر أعماله على نطاق واسع جلب له الشهرة، حيث فاز بجائزة PEN Writers in Translation مرتين.

 

بتول الخضيري 

بتول الخضيري لها تراث مدهش نصفه عراقي ونصفه اسكتلندي ولدت في بغداد عام 1965. تتحدث الفرنسية بشكل ممتاز، بعد أن حصلت على بكالوريوس في الأدب الفرنسي من الجامعة المستنصرية، وهي تعيش حاليًا في عمان، بعد فترة من التنقل المتواصل بين الأردن والعراق والمملكة 

المتحدة. تُرجمت رواية الخضيري الأولى "كم بدت السماء قريبة" من العربية إلى الإنجليزية والفرنسية والهولندية وهي الآن تحظى بمكانة مهمة كموضوع ومركز للدراسات الأدبية في الجامعات العالمية.


علي بدر

علي بدر شديد الحرص على أن تكون مادته مدروسة وموثوقة بدقة. في روايته المذهلة والمليئة بالبلاغة"حارس التبغ"، يستكشف الهويات الزائفة وأمركة العراق بعد الصراع الطائفي، ويسلط الضوء على الضحايا العراقيين الصامتين في المقام الأول من خلال اظهارالرغبة العالمية في تهدئة الوضع المدني في العراق بدلاً من التحدث عنه مباشرة. بدر شغوف بالمواضيع السردية، ولكن ليس بطرق مبتذلة من الاتهام بشأن الصراع في الشرق الأوسط، مفضلاً بدلاً من ذلك إبقاء النقاش والحوار مستمرين في أعماله ومناقشة الآمال والأحلام المشتركة في كل من الغرب والشرق.


أحمد سعداوي

 اظهر أحمد السعداوي، المولود في بغداد، موهبة لغوية في مجموعة واسعة من الأنواع الإبداعية، وأصبح أيضًا صحفيًا محترمًا ومتفوقا ومراسلًا لهيئة الإذاعة البريطانية في بغداد. ربما اشتهر بكتابة السيناريوهات. 

السعداوي شاعر غزير الإنتاج وكاتب قصة قصيرة ومؤلف ثلاث روايات: البلد الجميل 2004، انه يحلم أو يلعب أو يموت 2008 وفرانكشتاين في بغداد 2013. في عام 2010 تم اختياره كواحد من أفضل 39 مؤلفًا عربيًا تحت سن 40، وما زال يكافأ على رؤيته المبتكرة. تم تأكيد قدرته على إعادة صياغة صراعات الأمة المتنامية بشكل بليغ مرة أخرى في عام 2014 عندما تم الإعلان عن فوز السعداوي بالجائزة الدولية السابعة للرواية العربية.

 

انعام كجه جي 

الصحفية العراقية المولد إنعام كجه جي، جعلت حياتها انصهارا باريسياً عربياً عندما انتقلت من بغداد إلى باريس عام 1979 لإكمال الدكتوراه. 

وأثناء وجودها في باريس، كانت كجه جي كاتبة مستقلة ومراسلة للعديد من الصحف الناطقة باللغة العربية، وتكتب الروايات الخيالية وغير الخيالية بغزارة، لتصقل بذلك اسلوبها الواقعي والشجاع في الكتابة. 

تم ترشيح روايتها الثانية، "الحفيدة الأمريكية" لجائزة البوكر العربية، وتم ترشيح أحدث أعمالها "تشاري" للجائزة العالمية للرواية العربية 2014.

 

إقبال القزويني 

إقبال القزويني، عراقية منفية في ألمانيا، ناشطة في مجال حقوق الانسان، صحفية مستقلة ناجحة لعدد من وسائل الإعلام العربية والألمانية، وعضوة في نادي القلم الدولي PEN. 

وعضوة في رابطة المرأة العراقية. تم إرسال القزويني إلى برلين الشرقية كمندوب وتم منعها من العودة بعد تولي صدام حسين الرئاسة في عام 1979. ومنذ ذلك الحين، عاشت وعملت في ألمانيا، وأبدعت أعمالًا مناصرة لقضايا النوع الاجتماعي وعمالة الأطفال وحقوق الإنسان. 

وترجمت أشهر رواياتها "ممرات السكون"، حول نفي شابة عراقية، إلى الإنجليزية تحت عنوان "الأرملة زبيدة"، وفيها لحن معقول يبرز جمال الرواية.