آفاق السلام

اسرة ومجتمع 2023/05/13
...

سعاد البياتي 

السلام عنوانٌ للتسامح والتراحم، وكل ما يمكن أن يعزز الحياة والعيش بشكل آمن ومطمئن، وهي رغبة أغلب الشعوب، التي تطمح بالعمل لبناء عالم مليء بالمحبة والتضامن، ونبذ العنف وغيرها من التداعيات، التي تفضي إلى معادلات معاكسة وغير سليمة.

ومن هذا المنطلق المجتمعي والعالمي، أقرت الأمم المتحدة يومًا دوليًا للسلام، الذي سيكون بالتحديد يوم السادس عشر من شهر آيار من كل عام للعيش معًا في سلام، هو احتفال عالمي يقام لتعبئة جهود المجتمع الدولي لتعزيز السلام والتسامح والتضامن والتفاهم والتكافل، والإعراب عن رغبة أفراد المجتمع في العيش والعمل معا، متحدين على اختلافاتهم لبناء عالم ينعم بالسلام، واذا عبرنا عن معنى كلمة السلام في حياتنا اليومية، علينا أن نعايشه داخل انفسنا أولًا، لأن النفس لاتطمئن إلا بوجود السلام داخلها ليبثها نحو آفاق واسعة تحيط به، في البيت والعمل والجامعة والسفر والاختلاط بالآخرين، وكل ما يمكن أن يجعل الحياة تسير بشكل طبيعي بعيداً عن التوتر والاختلافات، فإنه يجمل يومياتنا ويمنحنا الراحة النفسية والعمق الذاتي، حينما تتغلب صفة الحب عن الكراهية، وحينما يعيش الفرد سعادة دائمة مع عالم مفعم بالمحبة والانجازات والتوافق الفكري بمحتواه السليم  والحقيقي، يكون قد أنعم بالعيش الصحيح والقدرة على الإبداع والنجاح، فالمحافظة على السلام أصعب من صنعه، وهذه أرقى مقولة يمكن أن نطبّقها على انفسنا، حينما نجتاز امتحان الحياة بجدارة، ونصنع النجاحات والعيش السليم بكل مفردات السلام والحرية الحقة! وهو تحدٍ لعتاد الحرب النفسية والفشل داخل بودقة الكسل، وفقدان الأمن والطمأنينة، فكل ماعداه من الأمور الخاطئة والتحديات غير المنطقية، تجعل من السلام رقمًا صعبًا لا يمكن تطبيقه في الكثير من الحالات، لاسيما نحن نعيش في مجتمع متعدد الطوائف، فمن الواجب ان نعيش معًا بحرية ونشعر بكل مديات الأمان والراحة. 

 وهي دعوة للبلدان لزيادة تعزيز التسامح والعلاقات المتينة في ضمان السلام، وتحقيق أهدافه المرجوة من تحديد يوم عالمي له، وعن طريق التشجيع على التسامح والتعاطف بين الأفراد، وتقديم الدعم للأفراد والمجتمع، ليعيشوا حياة طيبة ومتسامحة وبجدية تامة وينعم العالم بأسره بكل مفردات الأمن والسلام.