ماريا غيرث
ترجمة: شيماء ميران
اكتشف الذهب في قرية «بانتاكو» السنغالية الصغيرة عام 2008، ورغم أن العديد من نساء البلدان المجاورة تقصدها للعمل هناك، لكن غالبا يقعن ضحية العنف العنصري.
في العام الماضي، غادرت»غينيا» «أميناتا بالدي»، وهي إحدى النساء العاملات في منجم بانتاكو للذهب في السنغال، وكانت تأمل بالعودة إلى اطفالها هذا الصيف، قبل موسم الأمطار، ورغم عملها لمدة ثماني ساعات يوميا تحت درجة حرارة شديدة، لكن ما تجنيه قد لا يكون كافيا لدفع تكاليف العودة إلى غينيا، كما أن العودة إلى عائلتها خاوية الوفاض ليس خيارا.
تقول «بالدي»، وهي ترتدي وشاحا أصفر لامعا حول وجهها: «أنا قلقة، وأحيانا اشعر بالرغبة في البكاء. لقد تركت أطفالي وقدمت للعمل هنا في مناجم الذهب، دون أن أعرف متى سأتمكن من العودة».
صعوبة العمل في المناجم
يمتد منجم « بانتاكو» على مسافة تبلغ مئات الامتار، تكون أكوام الحجارة البيضاء مموهة مع خطوط الثقوب السوداء التي يتم حفرها حتى عمق 50 مترا.
تتمثل مهام «أميناتا بالدي» بشكل أساسي على سحب الأكياس الحجرية من الآبار باستخدام رافعة معدنية، ثم فرز الأحجار حسب ما تحمله من الذهب. ومع أن تكسير الأحجار وتحويلها إلى مسحوق تعد مهمة شاقة، إلا أنها تُدر أرباحا تتجاوز الدخل المكتسب من الزراعة التقليدية بكثير.
وفي حديث «اوسينو با»، عاملة منجم تامباكوندا، مع موقع «دويتشه فيله» الالماني: «أحيانا أشعر بالألم في كتفي وجميع اعضاء جسدي، وأبقى أعاني من آلام العضلات طوال الليل. اما في الصباح، ليس لدي وقت للراحة، إذ يجب أن أبدأ عملي الروتيني مرة أخرى لأتمكن من إطعام اطفالي، فالعودة إلى الزراعة ليست خيارا بالنسبة لي».
مضيفة: «في الزراعة، نحتاج إلى شراء البذور والأسمدة ومبيدات الأعشاب، وهو أمر لا يستحق العناء».
فالغرام الواحد من الذهب يُباع مقابل ثلاثين الف فرنك افريقي، أي ما يعادل خمسين يورو (خمسة وخمسين دولارا تقريبا)، يبلغ متوسط الراتب الشهري في السنغال ما يقارب تسعين الف فرنك افريقي، والعثور على غرام واحد من الذهب يوميا، أمر غير معتاد ولكنه يحدث غالبا مع عشرات الآلاف من الأشخاص. لذلك يأتي الى مدينة «كيدوغو»، الواقعة جنوب شرق السنغال أكثر من عشرين جنسية طلبا للعمل في المناجم، أصبحت مدينة «كيدوغو»، المتاخمة لدولتيّ مالي وغينيا، وجهة رئيسة لسوق الذهب في غرب إفريقيا. وقد اُستقدمت هذه الأعمال إلى المنطقة، توضح «آليو باخوم»، مديرة منظمة «لا لوميير» غير الحكومية أن: «النساء ضعيفات البُنية للغاية داخل المناجم وحولها. والعنف القائم على العنصرية موجود هناك، وخاصة من دول أجنبية مثل «نيجيريا».
توفر المنظمة المأوى للفتيات اللاتي يتم الإتجار بهن وتساعدهن على العودة إلى بلادهن، كما فضلا عن انتشار الامراض المنقولة مثل نقص المناعة البشرية وغيرها.
العمل أثناء الحمل
تقول رئيسة القابلات في مستشفى «ديابو سيسوكو» إن نصف مريضاتها تقريبا يعملنَّ في المناجم. وعادة تُحال النساء الى هنا بسبب نقص المواد الموجودة في المنطقة المحلية
توضح «ديابو سيسوكو»، التي كانت تشق طريقها عبر مجموعة من النساء خارج المكتب: «إنهنَّ يقمنَّ بعمل شاق». في حين تمنع بعض المناجم عمل النساء الحوامل.
تقول «باخوم»: «تناضل النساء الحوامل عادة اللاتي يأتين إلى مواقع العمل في الحفاظ على انفسهنَّ، ثم يعدنَّ إلى العمل فورا متى ما وضعن أطفالهن».
عن موقع دويتشه فيله الالماني