علي لفته سعيد
لا صوتَ لغيرِ الماء
فلا تقلْ له إصعد حيث يراك الناس
إنه حاضرٌ كالضّوء
هادئٌ كالربيع
مشاغبٌ مثل حلُم
عاشقٌ مثل إله
لا صدى إلّا للصّوت
لا تقلْ له لا أسمعك
ولا تغضب من روحِك
ولا تكدّس الحروف بلا معاني
ولا تنشغل بآهاتٍ لا تعطيك الحب
انشغل بالسلام
وحده يعطيك المراد
وحده يقبل عليك مثل أناشيد المدارس
يبتسمُ لك مثل طفلٍ بريء
مثل جائعٍ حطّ على أصابعه عصفور
مثل ناسكٍ يدرك الطريق الى الله
فيرى قوس قزحٍ بعد ترتيل مرتعشٍ في الحنجرة
لا لون إلّا للبياض
لا تقل للدفاتر أين الخطوط
وحدها تمنحك الحب
حيث ترسم شكل الجمال على صدرها
وتهيّء لها من لدنك فرحًا بالكلمات
البياض دليل
هادئٌ مثل سماء
مشاغبٌ مثل لوحة
عاشقٌ مثل ملاك
هل جرّبت أن تكون هادئًا أمام غاضبٍ؟
ناسكًا أمام محتال؟
محبًّا أمام كاره؟
سعيدًا أمام حزين؟
هل جرّبت أن تكون صامتًا أمام صارخٍ؟
أو تكون قصيدةً في كأس ماء؟
أو جملةً في دفتر عاشق؟
لا سبيل إلّا الجمال
فلا تقلْ للسماء أين الطريق
ولا تلوّح للطريق بغيرِ الأنبياء
وابتسم حيث يراك النخيل
ويلمسك المدى
ولا تذهب لوحدك
فالروح عاشقة للجميع
لنا وطنٌ يراد لنا أن نغنّيه
وننام مثل جملةٍ مفيدة
كلّما أطلقنا عليه سيل الحروف
صارت شجرةً
لنا الينابيع ألحان
ولها الرذاذ خضرةُ ريح
ما أجمل أن نزرع في بطنٍ الخوذة وردةً
أو حتى نرسم ما يوحّدنا في السلام
لنا الحلم امرأةً ممشوقة السلام
لها تفاحةٌ لم نأكلها بعد
ولم نسيّر عليها مكوث الأوّلين
فلا تقل للغراب تعال مع أنثاك
فقد تعلّمنا كيف ندفن الأحزان
لا سبيل لنا
غير صوت الماء وصوت الروح
والدفاتر البيض
وهجرة نحو الخلود
تأخذنا غيمةٌ كي نمطر مصافحة العمر
أنا ابن السقشخيين
مذ أزلت
وكلّ ما يأتي لهم
ازلُ
وكلّ صوتٍ لها طربٌ
وصداها الآن
يا أجلُ
وأنا ابن عراق
الشجون
وكلّ صدى إكبارنا
عِللُ
نمشي كأنّ الأرض
معتركٌ
نبكي
ويغسلُ وجهها
أملُ