فرح دوسكي
تعقد انتخابات المجلس المركزي لــ الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق يوم 26/4/2019، هذه الانتخابات التي تعد الأهم في مسيرة اتحاد الادباء، إذ تضمنت هذه الدورة عددا كبيرا من الأسماء الأدبية الرصينة الجديدة التي خرجت عن صمتها وموقفها المتفرّج سابقا، بناءً على ما حدث من ترشيحات لأسماء مكرّرة للدورات الماضية والتي، بنظرها، لم تخدم المشهد الأدبي طيلة السنين الماضية، فارتأت مسيرة مغايرة وبرنامجا يتضمّن العديد من الطروحات التي ستعمل على تنفيذها مستقبلا من أجل التغيير والتصحيح، ومن اهمها تحويل هذه المؤسّسة الأدبية الى “نقابة” مهنيّة، همّها الأساس حقوق الأدباء في الصحة والتقاعد والسكن لغرض التفرّغ
الأدبي.
هذه الصعوبات التي شهدها الأديب العراقي طيلة السنين الماضية كان لها تأثير سلبي على منجزه وشهرته وضعف تواصله بالنوادي الأدبية العالمية بصورة عامة، والتي جعلت من أغلب مبدعي العراق تحت وطأة التهميش والتشرّد والمنفى والعوز والمرض والإقصاء عن أفق الابداع، وبالرغم من فوزه المتكرر في المحافل الدولية عربيا وعالميا، نراه بات منغلقا على مايجري في مؤسسته “اتحاد الادباء” التي لاقت صعوبات كبيرة هي الاخرى في السنين الماضية بتسهيل مستلزمات الحياة المحترمة لأغلبية أقلامها المبدعة، تلك المحاولات التي نوقشت من قبل اعضاء المجلس المركزي السابق للاتحاد مع اصحاب القرار مرارا لتسهيل متطلبات الأديب العراقي لم تلقَ صدى او قبولا للتغيير، فكان تجاهلها من أكبر الأخطاء التي مورست بحق المبدع العراقي وذلك بعدم الاستجابة لما يمرّ به من أحوال متردّية لاتليق بكونه فخرا لبلده.
الدورة الانتخابية المقبلة والتي سوف نشهد لها تنافسا كبيرا للفوز بمقاعد المجلس، سوف تعتمد على قوّة العلاقات الشخصية بين اديب وآخر في كل محافظات العراق لتمرير بعض الأسماء المكرّرة ومن بينها بعض الأسماء الحيادية ولدورتين سابقتين، أسماء يرى الشارع الأدبي والمثقف العراقي الآن، انها لم تَفِ بمسؤولياتها المهنية أمام الآخرين فيما يخصّ المشاركات الأديبة والسفر والامتيازات .. بعدما حصرت كل نشاطاتها العربية سريا بعيدا عن الآخر؛ أي الأديب الاكثر ترقبا للتغيير والاصلاح، مكتفية باستدعائه (اي الاديب) لمهرجان محلي بين آونة وآخرى لغرض اسكاته، ليبقى منزويا متفرّجا على ما يحدث.. هذه الدورة المقبلة التي تسهم فيها الشخصية النسوية الأدبية وبحدود 15 مرشحة بأعمار مختلفة، أرتات ان تدخل هي الاخرى معترك الرجل لنيل عضوية اللجنة المركزية، والتي سوف نشهد لها قتالا للفوز “بمعية ذكوريّة مشهد ادبي” لم يستطع أن يحقق لها شيئا عبر تواجدها بــ اجتماعاته السابقة.
ان هذه الممارسات الأديبة والتي سوف نراها لاحقا تُسقط الكثير من المرشحين تباعا، لتنتخب شخصيات لها تاريخ عريق في الاتحاد مفعم بـــ الانسانية والابداع والاستحقاق والنضال كما نجدها في بعض الاسماء الحالية والقديمة الرصينة، عبر جو ديمقراطي من أولولياته خدمة الشريحة التي يمثلها والتي لم تنل أبسط الحقوق الادبية متمثلة (بطبع منجز) مقارنة بما تمتع به الكثير من طباعة منجزاتهم على نفقة الاتّحاد، وأغلبهم من المتنفّذين بعلاقتهم
الشخصية.
لذا يتوجب التغيير في ظلّ مبدعيه” الاتحاد” بضمان خطاب المصداقية لرفد الساحة العراقية والعربية والعالمية بالإبداع العراقي الشامل لكل اقلامه التي اعطت للادب الانساني أجمل وأعظم
الكتابات.