صراع العواجيز

آراء 2023/05/14
...






 عبدالله حميد العتابي


على الرغم من ان الحملة لا تزال في مراحلها الأولى، فإن الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تتجه نحو منافسة بين الرئيس الحالي جو بايدن (80 عامًا) ممثلًا للحزب الديمقراطي، وسلفه دونالد ترامب (76 عامًا)، عن الحزب الجمهوري.

كِبر سن (الثمانيني بايدن والسبعيني ترامب) أثار انتباه صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، التي وصفت الانتخابات المحتملة بينهما بأنها «مباراة جديدة بين العواجيز»، في إشارة إلى المنافسة السابقة بينهما عام 2020. 

وأشارت الصحيفة إلى أنه حال استمرار بايدن على رأس السلطة لولاية جديدة، فإنه سينهي منصبه في السادسة والثمانين من العمر تقريبًا، وإن عاد ترامب إلى البيت الأبيض فإنه سيتخطى - نهاية ولايته- ثمانين عامًا.

وقد أطلق بايدن حملته للفوز بترشيح الديمقراطيين، بينما يظل دونالد ترامب الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري. 

وأظهر استطلاع حديث للرأي، أن 5 بالمئة فقط من الأمريكيين، يريدون أن يترشح كل من بايدن وسلفه ترامب مرة أخرى، وأن 38 بالمئة لا يرغبون بترشح أي منهما.

في مؤتمر صحفي، إلى جانب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول في حديقة الورود بالبيت الأبيض نهاية الشهر الماضي، بدا أن جو بايدن يستمتع بإمكانية إعادة «مباراة الرئاسة» ضد خصمه السابق دونالد ترامب، حسب وصف «فايننشال تايمز».

وعندما سُئل عما إذا كان هو الديمقراطي الوحيد القادر على هزيمة ترامب عام 2024، ابتسم الرئيس وهو يرتدي نظارته الشمسية وقال: «قد لا أكون الوحيد، لكنني أعرفه جيدًا وأعرف الخطر الذي يمثله على ديمقراطيتنا»، وأضاف: «لقد سلكنا هذا الطريق». 

جاءت تصريحات الرئيس، بعد يوم واحد من إطلاقه رسميًا حملته لإعادة انتخابه، في خطوة أبطلت التكهنات بما إذا كان الرئيس البالغ من العمر 80 عامًا سيرشح نفسه مرة أخرى أم لا. 

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أنه رغم أنه لا يزال هناك 18 شهرًا قبل الانتخابات الرئاسية وكثير من التحولات المحتملة في المناخ السياسي، فإن عديد المحللين يعتقدون أنه من المرجح -بشكل متزايد- تكرار الانتخابات الرئاسية لعام 2020، التي دارت بين بايدن وترامب، وانتهت بفوز الأول بعد منافسة شرسة كادت أن تتحول لمأساة، خصوصًا بعد اقتحام عدد كبير من أنصار المرشح الخاسر (ترامب) مبنى 

الكابيتول. 

ونوهت بأنه رغم خسارته قبل ثلاث سنوات، لا يزال ترامب المرشح الأوفر حظًا بلا منازع، ليكون المرشح الجمهوري للرئاسة عام 2024، حتى في الوقت الذي يواجه فيه مشكلات قانونية متصاعدة، بما في ذلك التهم الجنائية بمانهاتن والتحقيق الجاري في جورجيا، بشأن جهوده لإلغاء نتائج انتخابات 2020.

ويُعد بايدن بالفعل أكبر رئيس سنًا في تاريخ الولايات المتحدة، ومن المقرر أن يبلغ من العمر 82 عامًا حال تنصيبه مجددًا - وهو رقم غير مسبوق في تاريخ البلاد- بينما سيكون عمره 86 عامًا، نهاية ولاية ثانية مدتها أربع سنوات. 

وأشارت «فايننشال تايمز» إلى أنه رغم أن الحملة التمهيدية للحزب الديمقراطي لا تزال في مراحلها الأولى، فإن بايدن يجهز نفسه بالفعل لخوض المنافسة ضد ترامب مجددًا.

ورغم كل ذلك، فإن «فايننشال تايمز» ترى أن سِن بايدن ما زال تحديًا كبيرًا أمام استمراره على رأس السلطة في الولايات المتحدة، لأنه سيقف عائقًا أمام حركته وانتقاله من ولاية إلى أخرى، مشيرة إلى أنه استفاد عام 2020 جزئيًا بسبب قيود جائحة كورونا، التي حدت من السفر والحملات الشخصية.

ونوهت الصحيفة بأن سِن بايدن ضمن الحملات المركزية للجمهوريين، مستشهدة بتصريحات المرشحة الجمهورية لانتخابات الرئاسة الأمريكية، نيكي هايلي، الأخيرة، التي قالت فيها: إن الرئيس الحالي، جو بايدن، قد لا يستطيع العيش حتى آخر الولاية الثانية له في البيت الأبيض، حال أعيد انتخابه مرة أخرى.

وقالت نيكي هايلي، في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، إن الشخص الذي يريد منح صوته لبايدن، عليه أن يضع في الحسبان أنه يصوت لكمالا هاريس من الناحية الفعلية، مضيفة أنه من غير المحتمل أن يستطيع العيش حتى السادسة والثمانين. 

وبموجب الدستور الأمريكي، فإن نائب الرئيس هو الذي يتولى مهام الرئيس، حال شغور المنصب. 

وأمام ذلك، يُسارع عديد من الديمقراطيين إلى الدفاع عن الرئيس، قائلين إنه في حين أنه قد يكون أكبر سنًا، إلا أنه يتمتع بالقدرة العقلية والبدنية على التحمل، أربع سنوات أخرى في البيت الأبيض.

من التحديات التي قد تواجه بايدن أيضًا، بعيدًا عن سِنه، الركود الاقتصادي المتوقع خلال هذا العام، بخلاف ارتفاع سقف الديون، ووصول التضخم إلى أرقام قياسية، وهي أمور قد تقف عائقًا أمام إعادة انتخابه.

وحسب الصحيفة البريطانية، لا ينحسر جدل سِن بايدن بين الجمهوريين فقط، بل ثمة ديمقراطيون كثيرون كانوا يفضلون ألا يترشح الرئيس الحالي مجددًا، بسبب سِنه. 

فقد أظهر استطلاع لمركز نورك لبحوث الشؤون العامة، أن 47 بالمئة فقط من الديمقراطيين، يؤيدون ترشح بايدن. 

ويقول معارضو ترشح بايدن، إنه متقدم في السن، كما أن علامات عدة للمرض ظهرت عليه، بحسب قولهم، حيث ظهر الرئيس الحالي أكثر من مرة «شارد الذهن» غير قادر على التركيز. 

لكن بايدن دافع عن صحته، وقال في مقابلة صحفية إنه يتمتع بالصحة، التي تتيح له أن يؤدي واجباته في البيت الأبيض، على أكمل وجه. 

اشتد الصراع بين بايدن وترامب خلال الأيام القليلة الماضية، وهاجم كلاهما الآخر بعبارات غير لائقة وألفاظ حادة، الرئيس بايدن يتحدث فى مدينة فيلادلفيا واصفا مؤيدي ترامب بأنهم يشكلون تهديدا للبلاد.

 ويصف بايدن أنصار ترامب بالفاشيين المتعصبين ورغم الكراهية البادية بين الرجلين، فإن حظوظ بايدن متعلقة بترشح ترامب فلا يمكن لبايدن التنافس فى انتخابات 2024 إلا أمام ترامب، معتمدا على شرعية انتصاره السابق، وإذا اختفى ترامب من المشهد السياسي أو قرر مفاجأة العالم بعدم ترشحه فسيضر ذلك بحظوظ بايدن فى الترشح مرة ثانية، ويرجح مراقبون أن المنافس الجمهوري لسباق 2024 قد يكون حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتيس أو السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، وكلاهما فى الأربعينيات من العمر وساعتها سيكون لا مبرر لترشيح بايدن الذي تنم التسريبات الصحية بخصوصه عن حالة زهايمر وخرف عميق مؤكد ستضر بمستقبل الولايات 

المتحدة.