حفلات الطلاق.. ظاهرة تنافي عاداتنا

ولد وبنت 2023/05/15
...

  بغداد:  سرور العلي

{طلاق سعيد}، {أخيراً تحررت}، عبارات انتشرت في الآونة الأخيرة على كعكات أعياد الميلاد، تحيطها الشمعدانات المضيئة وسط ابتهاج من قبل الشابات، اللواتي انفصلن عن أزواجهن، وعادة ما يرافقهن أمهاتهن وصديقاتهن الفرحات بعودتهن معهن، وكأنهن حطمن الأغلال من معاصمهن، وعادن ليتنفسن رياح الحرية.

ظاهرة جديدة يخشى كثيرون من أن تأخذ مساحة أكبر، وتصبح تقليدا أعمى وموضة رائجة في مجتمعاتنا المحافظة.

حيث لفت الطالب الجامعي حسن محمد إلى أن تلك السلوكيات، تعتبر نوعا من الانتقام والثأر، وهو شعور يراود معظم النساء، ولإحساس المراة بأنها قوية وقادرة على البدء بحياة جديدة، وهناك من تنفصل عن شريكها، وتقيم حفل طلاق كنوع من التشفي بالزوج، والتأكيد على التخلص من معاناتها معه.

في حين تروي العشرينية ميس سلام تجربتها، إذ تشير إلى أنها قبل أربعة أشهر انفصلت عن زوجها الذي عانت معه، فكان يعنفها وينعتها بصفات بشعة، وتضطر لتغطية آثار الضرب بمساحيق التجميل، محاولة إصلاح العلاقة الزوجية، لخوفها من ضياع طفلتها بعد الانفصال، لكن طفح الكيل على حد تعبيرها، ولم تستطع الصمود طويلا، كون زوجها تسوء معاملته لها يوماً بعد يوم، لذا تجرأت أخيراً وقامت بخلعه، لتقيم حفلة طلاق بحضور بنات جيرانها وصديقاتها، بالرغم من الانتقاد الذي جاءها من قريبات لها.

وأوضحت فاطمة علي ضاحكة أن تلك خطوة جميلة، ولكنها تحتاج إلى جرأة، وامرأة قوية، وقادرة على مواجهة المجتمع وانتقاداته وعاداته.

بينما يرى عمار مصطفى أن تلك التصرفات لم نعتد عليها من قبل، وربما لكون الزواج رابطة مقدسة في مجتمعنا، وحفل الطلاق هو طقس غريب، ولم نألفه سابقاً، وهو نوع من الانحلال الفكري والثقافي، والاحتفال بدمار الأسر، والتشجيع على الانفصال، وضياع الأطفال.

ويجد صلاح جاسم من النادر مشاهدة شاب يهتم باقامة الاحتفال بالطلاق، حتى وإن لم ينل الراحة بتلك الحياة الزوجية، لأن لديه طرقا كثيرة للتعبير عن سعادته بمناسبة الخلاص والتحرر من المشكلات، التي كان يعيشها خلال الفترة الماضية،  لكن أغلب من يقدم على ذلك التصرف هن النساء والبنات بسبب الضغوطات الكثيرة عليهن، وقلة المنافذ التي تسمح لهن بالخروج من حالة الحزن والألم، الذي رافقهن 

بالزواج. 

وأكدت د.ناز بدر خان السندي أستاذة العلوم التربوية والنفسية في جامعة بغداد ذلك بالقول "حقيقة هذه الظواهر الجديدة، التي تعبر عنها المرأة، هي نهاية ورفض لما كانت تعيشه من ظلم وقسوة، وما طرى عليها خلال فترة الحياة الزوجية، فبدأت هذه الظاهرة بعمل حفلة، كما كانت تقوم به بحفلة الزواج وعقد القرآن، والحفلات الأخرى أثناء الزواج، وبالطبع هي من الظواهر المخالفة

لمجتمعنا.

وأشارت السندي إلى أنه ومن الممكن أن يبدأ التقليد لهذه الظاهرة في المستقبل، لذلك السبب من الناحية النفسية والاجتماعية، ونحن كأخصائيين نجد أنها ليست بصحيحة، لأنه سيكون تشجيعا لباقي النساء بما أن هناك احتفالا، فيعتبر أمرا إيجابيا بنظرهن،  لكن في الحقيقة إقامة حفلة لانتهاء الحياة الزوجية وبأنها شيء مفرح هذا تتنافى مع مبادئ واساسيات المجتمع، ومن المتوقع أن تكون عواقبه وخيمة مستقبلا، خاصة اذا كان هناك أولاد بين الطرفين.