الشُـبُـهات.. تصريحاً وتلميحاً

الرياضة 2023/05/15
...

علي رياح
لم تـُثـَر شُبُهات العَبث بعدّاد العمر حول أية نسخة من بطولات كأس العالم للشباب بكرة القدم بحجم تلك التي دارت خلال وبعد النسخة التي أقيمت عام 1989 في السعودية، وخاض خلالها منتخبنا مبارياته الأربع في مدينة الطائف وهي البطولة التي حققت نجاحاً تنظيمياً فاق التصورات.

لا أعني هنا، بكل تأكيد، ما تعرّضت له مشاركتنا من تساؤلات حول صحة أو قانونية أعمار بعض اللاعبين فحسب، إنما أشدد أيضاً وبلسان صريح على ما تناولته أطراف أخرى كانت تتقاذف التصريح أو التلميح بأن عدداً من المنتخبات جاءت بلاعبين تجاوزوا السن القانونية المسموح بها.. استعين هنا بجانب من التصريحات التي نشرتها الصحف السعودية في سياق تغطيتها للمؤتمرات الصحفية للمدربين وفي تصريحات المسؤولين عن المنتخبات، وكانت تصريحات مبنية على الانطباع الشكلي أو أنها كانت تأتي لتبرير الخسارة، وهما أمران كنا نعتاد عليهما في أية بطولة قارية أو عالمية للفئات العمرية في سنين طويلة قبل أن يطوّر الفيفا ضوابطه لتصبح أكثر صرامة، في محاولة للحدّ من هذه الظاهرة.

حين أعود إلى ما احتفظ به من صحف صدرت خلال تلك البطولة، يستوقفني حجم الاهتمام الذي حظي به المنتخب الشبابي العراقي من قبل الجمهور السعودي ومؤازرته الكبيرة للاعبينا ، حتى أن صحيفة (المدينة) كتبت بعد فوزنا على الأرجنتين أن (الطائف تحمل الفأل الحسن على عموم المنتخبات العراقية)، وكتبت صحيفة (عكاظ) تقول: (إنجازات العراق في الطائف أكثر منها في بغداد) والحق كله مع الصحيفتين في هذا الوصف، ذلك لأننا أحرزنا في الطائف كأس العرب بمنتخبنا الثاني عام 1985، كما جاء تأهلنا الوحيد إلى نهائيات كاس العالم في العام نفسه انطلاقاً من مدينة الطائف) فيما تكتب صحيفة أخرى هي (الرياض) أن (العراق تخطـّى إسبانيا في لقاء قاده جمهور سعودي كبير).. وحين أُجري مراجعة للصحف التي احتفظ بها أجد أن منتخبنا ونجاحاته في دور المجموعات قد هيمنَ على جو التغطية الصحفية على نحو منقطع النظير. 

غير أن حديث المؤتمرات الصحفية في تلك البطولة لم يخل من تفصيلات مهمة لم يتطرق إليها الإعلام العراقي مطلقاً في تلك الأيام. مثلاً، وبعد الخسارة أمام أمريكا ومغادرة البطولة، ألقى مدربنا أنور جسام بكثير من تبعات النتيجة على كاهل الحارس عماد هاشم.. كان نص ما قاله أنور جسام بعد المباراة: (كان مريضاً بآلام في بطنه.. ولم يخبرني إلا أثناء المباراة عندما طلب التبديل فرفضت لأنني استشرته من البداية عن صحته وقدرته على اللعب).

ظواهر ولمحات عراقية شتى شهدتها المشاركة العراقية في تلك البطولة لا يستوعبها حيّز هذا المقال، من أهمها إقرار الأرجنتيني دييغو سيميوني (مدرب اتلتيكو مدريد الحالي) وكان نجماً لمنتخب شباب بلاده بأن العراق سيفوز على الأرجنتين وسيتصدّر المجموعة مشيداً بأداء المنتخب العراقي ولاعبيه).. ويبقى حصول لاعبنا المبدع ليث حسين على لقب أفضل لاعب في المجموعة الرابعة التي ضمّت الأرجنتين وإسبانيا والنرويج بين أهم الإنجازات التي تحققت لنا، ففي استفتاء أجرته صحيفة (عكاظ) للوفود المشاركة حصل ليث على عشرة أصوات بينما اكتفى سيميوني بخمسة من الأصوات.