رشيد العزاوي
أتابع تلك الأخبار التي يعاد تكرارها وتحمل مضموناً متشابهاً، ولكن بصيغٍ مختلفة تؤكد أن مصدرها يكاد يكون واحداً وهدفها كذلك، كل ذلك يحاول بث الرعب في نفوس العراقيين من القادم والمجهول.
فبين سيناريوهات الاضطرابات المتوقعة وخيالات الأخبار المزيفة، يقع المواطن العراقي ضحية حملة ممنهجة تحاول صناعة الخوف تعويقاً لأي جهد مخلص يريد إنقاذ وطننا العزيز.
ويدرك الجميع أن الأزمة العراقية وصلت مرحلة عالية من التعقيد والتشابك، ولذلك أسباب كثيرة ليس هنا مجال ذكرها، ولكن يمكن ايجازها بكلمة واحدة هي التراكمات، تراكمات الاستبداد والاخفاق والعجز والوصفات الخاطئة للعلاج.
ونحمد الله تعالى أن العراق اليوم تمكن من اجتياز أعتى التحديات، وفي مقدمتها الطائفية والارهاب، وأنه لم يتبقَ منها إلا فلول هاربة ونفوس مريضة نهايتها الفشل والخسران، وهو اليوم يحاول جاهداً استعادة عافيته، وذلك لا يكون بقرار فردي ولا بعصا سحرية، وإنما بمشروع متكامل يشترك الجميع فيه.
ولعل في مقدمة ما نحتاجه اليوم حكومة وشعباً التحلي بالوعي والصبر، الوعي لكل ما يخطط لنا من أجل ابقاء العراق ضعيفاً هشاً مرتهناً لغيره، والصبر على تكاليف العلاج المطلوب، وصولاً إلى مرحلة الشفاء التام.
لقد بات من المطلوب على الأجهزة الرسمية اليوم الانتباه والحذر من كل ما يشاع، وتكثيف جهود محاربة كل ذلك السيل المتواصل من الاخبار الكاذبة والمخططات التي تقلق أبناء شعبنا، مثلما أن وصفة العلاج المطلوب لا يمكن أن تكون دون سماع مطالب العراقيين والعمل الجاد لتلبيتها، فذلك حقهم الذي لا يمكن تجاوزه أو التردد في السعي لتنفيذه.
كذلك لا يمكن تجاوز هذا الموضوع دون الإشارة إلى المهمة الوطنية النبيلة الملقاة على عاتق وسائل الإعلام، أن تكون منبراً للخير، وزرع الاطمئنان في نفوس أهلنا، لا العكس، والتفريق بين مهمة الدفاع عن مصالح شعبنا، وبين ترديد أقوال من لا يريد الخير لهم، وعلى الأجهزة المختصة الاهتمام بمراقبة هذا الأداء ووأد أي توجهات سلبية قد تظهر هنا أو هناك.
عراقنا أمانة في أعناقنا جميعاً، مواطنين ومسؤولين على حدٍ سواء، وكل له دوره، وتعافي بلدنا الذي طال انتظاره لم يتأخر إلا بوجود عشرات الأصوات والمواقع المأجورة، والتي حولت الخوف إلى صناعة واعلان مدفوع الثمن لغايات خبيثة تريد ابقاء العراق ساحة للفوضى والنزاع.
وعلى الرغم من ادراكنا ان بر الأمان العراقي ما زال بعيداً، لكننا في الوقت نفسه لا يمكن أن نصل إليه إلا بالتحلي بالشجاعة والعبور إليه واثقين مطمئنين، جميعاً يداً بيد، فهذا وطننا ومستقبله مستقبلنا جميعاً.
الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي