بغداد: مآب عامر
اعتادت أسيل، وهي أم لثلاثة أطفال، بعد الانتهاء من تجميع ما تبقى من وجبة العشاء وغسل الصحون والأطباق، أن تُجلِس أطفالها حولها وتناقش معهم خططهم لليوم التالي. لقد ربتهم الأم على الارتماء في حضنها بشكل مستمر وأكثر من مرة في اليوم، لاعتقادها بأن هذه الطريقة تساعد على تنشئة أولادها بصحة نفسية سليمة، تمكنهم من التعبير عن أنفسهم وإطلاق مشاعرهم بحرية، قائلة: "هذا التقليد اليومي المتكرر يمنحهم إحساساً بالطمأنينة وارتياحاً حيوياً".
وتؤكد الباحثة الاجتماعية سعاد إسماعيل: "الاحتضان لمدة ثلاث دقائق، يساعد على إفراز هرموني السعادة "السيروتونين" و"الدوبامين" ومكافحة العدوى وتقوية الجهاز المناعي"، مضيفة: "اتصال جسد بجسد آخر من ضمنها اللمسات البسيطة، يقلل من الإصابة بأمراض القلب، لأن افراز هذا الهرمون يخفض ارتفاع ضغط الدم".
ولفت د. حسين المطوع: "الطفل بحاجة للمساعدة على تجاوز مرحلة عدم القدرة على التعبير عن مشاعره، للحد الذي يصل في بعض الحالات الإنسانية إلى الحاجة لتدخل الطب النفسي"، مفيداً: "احتضان الأم أو الأب لأطفالهما قبل النوم كعادة ليلية غايتها توفير الطمأنينة والشعور بالسلام الذاتي وتخفيف التوتر أو الخوف، الأمر الذي ينسحب على الكبار أيضاً". ونوه د. المطوع: "هرمونا السيروتونين والدوبامين، يزيدان عند التعرض لأشعة الشمس، ما يبعث الشعور بالسعادة"، مواصلاً: "وتناول الشوكولاتة يساعد على زيادة إفراز
هذين الهرمونين".
