علي عدنان
في أوروبا هناك أحزاب مسيحية، مثل الحزب الاجتماعي المسيحي والحزب الديمقراطي المسيحي (حزب ميركل)، لكنها أحزاب لا تريد تطبيق المسيحية، كما هو مفهوم العرب للأحزاب الدينية وإنما تريد المحافظة على بعض القيم التي جاءت بها المسيحية.
( لا تنطق باسم الرب إلهك باطلا، اكرم أباك وأمك، لا تقتل، لا تزن، لا تسرق، لا تشهد شهادة الزور، لا تشته بيت قريبك)، لكنها في أدارتها للدولة هي أحزاب مدنية تماماً، وهذا ما ينطبق على الأحزاب الإسلامية في تركيا كذلك، وليس كما يتصور كثير من العرب، أنها تريد تطبيق الشريعة، وشعارها الإسلام هو الحل، فحزب اردوغان مثلاً، هو حزب أكثر علمانية من غالبية الأحزاب العلمانية العربية، فهو يدافع عن حرية بيوت الخدمات الجنسية المنتشرة في تركيا، ونوادي التعري، وبيع المشروبات الكحولية.
والى جانبها هناك دور العبادة، وتضمن قوانين الدولة في تركيا، حماية حرية كل انسان في أن يفعل ما يشاء، ولو فتشت في اليوتيوب لوجدت أكثر من مقطع يدافع فيه أردوغان عن العلمانية، فهو متدين نعم لكنهُ يدير الدولة بطريقة مدنية كما يفعل عشرات الرؤساء الغربيين (ترامب مثالاً).. والسؤال هنا من أتمنى أن ينتصر في الجولة الثانية من هذه الانتخابات، ما يهمني أكثر من أردوغان وكمال قلجدار أوغلو هي تركيا، وأن تكتمل الانتخابات بطريقة محترمة، أردوغان بالتأكيد دفع تركيا إلى الأمام، وأي زائر لها سيعرف ذلك في المقابل لديه تصرفات أراها خاطئة، منها تدخله في الاقتصاد وعمل البنك المركزي، مما ساهم مع عوامل أخرى في انهيار الليرة التركية أكثر، وكذلك تدخله في دول الجوار، ومحاولته التغول على القضاء والإعلام، في المقابل ما يجعلني غير متحمس للمعارضة هو بناء حملتها الانتخابية على طرد العرب، خصوصاً السوريين وهو فعل عنصري لا أستطيع التعاطف معهُ.