كرة القدم والعاطفة المدمرة

الصفحة الاخيرة 2023/05/17
...

زيد الحلي 

هناك من سينبري قائلاً : مالك والرياضة وكرة القدم تحديداً؟ أقول لهؤلاء  "حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل"، لأنني كصحفي (عتيك) تابعت مئات المباريات العالمية من خلال التلفزيون والسينما وآلاف المباريات في الداخل من خلال مرافقتي لزملائي القدماء محرري الرياضة في الصحف التي عملتُ فيها، ومنهم من يقفز اسمه أمامي الآن الأستاذ مؤيد البدري وضياء حسن ويوسف جويدة وشاكر اسماعيل وعبد الجليل موسى، وابراهيم اسماعيل ويحيى زكي وعبد القادر العاني وطارق حسن وصفاء العبد وقاسم العبيدي وغيرهم الكثير، فلو احتفظت بملاحظة واحدة من كل هؤلاء، لألفتُ كتاباً في الرياضة!.

الذي دعاني إلى كتابة سطوري (الرياضية) هذه، هو متابعتي لمباريات الدوري بكرة القدم في الموسم الحالي، إذ لاحظتُ وجود لاعبين يمتلكون طاقات شبابية رائعة، نرى على وجوههم علامات البشر، والإصرار والعزم على بلوغ أهدافهم في التألق والإبداع الكروي.

وملخص ما أريد قوله: إننا عاطفيون، فلو لعب الفريق (س) بأعلى مستوى ولم يحقق الفوز، فسنكيل الهجوم عليه بأقسى الكلمات، فلاعب الأمس الكبير ينقلب أمره  180 درجة  اليوم إن لم يسجل هدفاً، والمدرب الكفء هو ممتاز طالما حقق فوزاً، وإن لم يحقق ذلك فهو(إمعة) لا يفقه في التدريب شيئاً. 

لقد خسرنا عشرات الطاقات التي لم تعوض وفق (نظرية الشتيمة والمدح) ومن نافلة القول، أن التشجيع دون المساس بأحقية مشجعي الفريق المنافس في تشجيع فريقه، بأن تكون نظرة الجماهير وتعاملها مع كل لاعبي الفرق المنافسة وجماهيرها بالقدر نفسه من العدالة والتقدير، وبالقدر نفسه من الاهتمام والاحترام، ينبغي أن يكون هو السائد. 

إن معظم فرق الدوري، ظهرت بمستوى رائع في مبارياتها، فلتقف الأقلام والقلوب مع فتية المستقبل، ونستقبلهم بسلال الورود، لا سيما أن منتخبنا الوطني الذي يضم دماء شبابية، سيلعب إلى جانب اليابان وفيتنام واندونيسيا في المجموعة الرابعة لكأس آسيا، فالتشجيع الجمعي يؤدي إلى بناء قاعدة من الدعم اللامحدود لرفع الهمم وتنشيط العزائم وبث روح الحماس لدى اللاعبين، وبناء علاقات متينة بين المشجعين مع بعضهم البعض، وبالتالي سينعكس مردود ذلك في المدرجات ولا يخرج من إطار الالتزام بهذه القيم المرتكزة على الفهم الواعي للرياضة.