جريدة الصباح.. شروقٌ بلا مغيب
بغداد: محمد إسماعيل
تصوير: خضير العتابي
ارتقت جريدة "الصباح" من شبكة الإعلام العراقي، مدارج المهنة بين تاريخين، بدءاً من 17 أيار 2003 وليس انتهاءً بهذا اليوم.. الأربعاء 17 أيار 2023، فالريح تنسم تفاؤلاً بمستقبلٍ آتٍ لحاملي رسالة الكلمة الحرة الصادقة والحقيقة الجليَّة المتألقة في فضاءات لا نهائيَّة حرصاً على إرضاء شغف القارئ بالحقيقة.
وبمناسبة العيد العشرين لـ"الصباح" سنديانة الإعلام وسط غابة الصحف، وأيقونة الجمال المهني الراسخ الرصين، كتب رئيس التحرير الشاعر أحمد عبد الحسين: "تحلّ اليوم ذكرى تأسيس صحيفة "الصباح" التي عملتُ فيها منذ أيامها الأولى محرراً لآراء ثم مسؤول ملحقها الثقافيّ ثم مسؤول قسمها الثقافيّ ثم سكرتير تحريرها وها أنا أرأس تحريرها"،وأكد "لم يخطر في بالي وأنا أدخل مبنى الجريدة آنذاك أني سأكون رئيساً للتحرير ولم أسع إلى ذلك، كما أنني منذ نهاية 2021 لم يخطر في بالي أني سأستمرّ رئيساً للتحرير لسنةٍ أو أكثر ولم أسعَ إلى ذلك أيضاً". وأضاف: "أظنّ أني حاولت قدر ما أمكنني أنْ تكون الصباح صحيفة الدولة فعلاً، وأنْ أبعدها عن تجاذبات الساسة، وأنْ أطوّرَ عملها ما استطعت، يعينني في ذلك كادرٌ من الزميلات والزملاء الأعزة ممن يحوز على قدرٍ عالٍ من الكفاءة والمهنية"، ولفت "قد يكون مناسباً أنْ أعيدَ ما كتبته السنة الماضية في هذه المناسبة: حكايتي مع الصباح.. اليوم ذكرى تأسيس جريدتنا "الصباح" في أوّل يومٍ عدتُ فيه إلى العراق، بعد اغتراب عقدين تقريباً، ذهبتُ إلى مقرّ "الصباح" لأزور رئيس تحريرها صديقي الشاعر جمعة الحلفيّ "رحمه الله" الذي تشاركتُ وإياه سنوات منفى طويل في دمشق. وبعد أنْ عرف أني تركت كندا نهائياً وقررت الاستقرار في وطني حتى يأخذ الله أمانته، عرضَ عليّ العمل محرراً لصفحة آراء، ومن يومها ابتدأتْ رحلتي المتعبة اللذيذة في هذه الصحيفة التي أحبّ".
وأفاد الزميل رئيس التحرير: "كان ذلك في أيلول 2005، حين كانت كبيرةً آمالنا بعراق معافى من أمراض الديكتاتورية، وحين كان الدفاع عن حريّة الرأي بحاجة إلى تأسيس وتضحيات وخسائر، لأنّ تلك الثقافة لم تُستنبَتْ بعدُ في أرضنا، وكنا نُجابَه من قوتين اثنتين: الأولى التي تخوّننا لأننا نعمل في جريدة رسمية "تحت حراب الاحتلال آنذاك" وقوامها مثقفون أغلبهم خارج العراق، والثانية: شخصيّات إعلامية ـ بعضها نافذ ـ يريدون جعل الصباح مُلكاً للحكومة وللأحزاب المتنفذة. والقوة الأخيرة هي الأخطر لأنها تفرغ العمل الصحفيّ من معناه وتخلق تقاليد مرَضَية شاذة تجعل من الصحفيّ كائناً خائفاً من قول كلمته ما لم ترضِ صاحب الأمر!" منوهاً: "عملتُ في الصباح محرراً لآراء، ثم محرراً للثقافة ثم مسؤولاً للملحق الثقافيّ فسكرتيراً للتحرير. وتعرضتُ للفصلِ المتعسّف منها مراراً بسبب مقالات كتبتها ومواقف اتخذتها، وها أنا أرأس تحريرها بمسؤوليةٍ مضاعَفة وواجبٍ تمليه عليَّ المهنيةُ والضميرُ في أنْ تستمرّ "الصباح" صحيفة العراق الأولى والمعبرة عن هموم المواطنين".
واصل: "مرّت "الصباح" بفترات مدّ وجزر في علاقتها بالسلطات، فكلٌّ يريدها له خالصة من دون الناس، لكنّ وضع الصباح باعتبارها جريدة الدولة يأبى لها أنْ تكون برسم خدمة أحدٍ سوى الدولة. ولذا فإنّ طرائق الحفاظ على هذه الهويّة كانتْ شاقّة للغاية، نجح بها البعض وأخفق آخرون، وأرجو أنْ أكونَ من الناجحين"، وتابع "الآن، في ظل انحسار الصحافة المطبوعة، تكافح "الصباح" على جبهتين: استمرار خدمتها لشريحة القرّاء "ورقياً وإلكترونياً" بسويّة فنيّة نسعى لأنْ تكون عالية، ومحافظتها على الهدف الذي من أجله تأسستْ، أعني أنْ تكون صحيفة دولة لا صحيفة حكومة أو حزب".
وأشار الشاعر أحمد عبد الحسين: "في عيد تأسيسها، ينبغي أنْ نحيّي كلّ من أدام مسيرتها، نخصّ بالذكر أولاً الزملاء الشهداء الذين قطفتْ زهرات أرواحهم قوى الإرهاب والظلام، والمختطفين الذين لم يزلْ مصيرهم مجهولاً كالزميل العزيز توفيق التميمي، ونحيّي رؤساء التحرير الذين تعاقبوا على إدامة مسيرتها بإخلاصٍ، ونخص بالذكر رئيسَيْ تحريرٍ راحلين هما الزميلان إسماعيل زاير وجمعة الحلفيّ" مبيناً أنَّ "الصباح.. صباح العراقيين ولن تكون في خدمة أحدٍ سواهم".
مواهب متفانية
أوضح مدير التحرير الروائي نزار عبد الستار: "قطعت الصباح شوطاً مهنياً يفوق عمرها الزمني، بجهد وخبرة وتفاني ومواهب وعلمية أداء منتسبيها، بدءاً من رؤساء التحرير المتعاقبين عليها، مروراً بملاكاتها التحريريَّة والفنيَّة والإداريَّة والماليَّة والقانونيَّة وتاج العمل المطبعة ذات الكوادر الأصيلة مهنياً واجتماعياً.. كزملاء وإخوة وأصدقاء"، ذاكراً: "أهنئ كل محرر وإداري وفني وكل زميلٍ ما زال على قيد الصحافة أو تقاعد وظيفياً وتواصل ثقافياً، بالعيد العشرين لجريدة الصباح".
أفكار لامعة
سكرتير التحرير التنفيذي وسام الفرطوسي، هنأ نفسه وزملاءه وقراء الجريدة بالقول: "بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيس جريدة الصباح أهنئ نفسي أولاً لأنني أعمل في هذه المؤسسة المحترمة منذ سبع عشرة سنة، وقد علمتني الصباح كيف أكون صحفياً، وثانياً أهنئ زملائي وقراءنا الكرام، لقد كنا في جريدة الصباح لمدة عشرين عاماً، نتطور ونزدهر، ودائرة قرائنا ومتابعينا آخذة في التوسع.. أتمنى للجميع الاستمرار في العمل بموهبة".
وبوصفه سكرتيراً للتحرير يقول الفرطوسي: "لقد تمكنت من تنفيذ الكثير من الأفكار اللامعة، يمكننا حقًا أنْ نفخر بالفريق، شكراً لكم جميعاً لعملكم الشاق وتفانيكم، أتمنى أنْ تسعوا جاهدين للنمو الوظيفي، وهناك إنجازات جديدة تنتظر الجميع. وهناك عددٌ لا يحصى من الصفحات التي أنجزناها بنجاح، على الرغم من أنَّ العمل في بعض الأحيان صعبٌ للغاية".
وأضاف "أشعر بالفخر لوجودي بين زملائي الصحفيين الصادقين الدؤوبين والمهتمين بسمعة ورصانة الجريدة، لقد ازدهرنا في العام الماضي بسبب عملهم الجاد وإبداعهم وتفانيهم... بالتفكير في السنة الفائتة، من الواضح أنْ ترى مدى صعوبة العمل، لقد ساعدنا الدافع والتصميم في الوصول إلى ما نحن عليه اليوم، ولم يكن بإمكاننا القيام بذلك لولا جهودكم الهائلة الجبارة وأتمنى للجميع التطور والازدهار".
مدرسة طباعية
تع مديرية المطابع من أهم الدوائر التابعة لشبكة الإعلام العراقي، حيث تشكلت في 2015. وتستمد أهميتها من ظيفتها كونها قطاعاً إنتاجياً يقوم بتلبية الطلبات الطباعة وبأرقى وأعلى المواصفات العالمية ذات الجودة العالية حيث استطاعت أنْ تنافس القطاع الخاص فنياّ وتجارياً، إذ تم رفدها بمكائن طباعة متنوعة: (مكائن طباعة رول صحف وكتب ومكائن طباعة شيت)، مع مكملات العملية الطباعية المختلفة. بدأت باكورة عملها بطباعة صحيفة الصباح بحلتها الجديدة 48 صفحة ملونة ومتداخلة بالإضافة الى طباعة مجلة الشبكة ومن أهم أهدافها ومهامها المهمة هي: 1- طبع صحيفة الصباح بصفحاتها المطلوبة كافة وكذلك طباعة صحف المحافظات التي تصدر عن شبكة الإعلام العراقي ومطبوعات مديريَّة الشبكة كافة وكذلك طباعة الكتب المدرسيَّة.
2- تحقيق إيرادات ماليَّة الى خزينة الشبكة من خلال طبع المطبوعات التجاريَّة وكذلك المساهمة في طباعة عناوين الكتب المدرسيَّة التي تصبح من المشاريع المهمة والوطنية ترفد القطاع التربوي لكتب المدرسية ذات جودة عالية في الطباعة وحسب التوصيات المحددة من قبل الوزارة.
الإنجــــازات
1 - طباعة مطبوعات وثائق انتخابات سنة 2021 ولأول مرة تطبع هذه الوثائق داخل العراق .
2- طباعة إصدار موسوعة العراق المصورة .
أـ المتحف العراقي
ب ـ ذاكرة مدينة / فواد شاكر
3- طباعة منهاج الكتب المدرسية للأعوام 2019، 2020 ،2022 ولأربعة أعوام على التوالي .
عشرون عاماً من التألق
الزميل يوسف المحمداوي، هنأ بالمناسبة قائلاً: "الصباح هذا الاسم الذي يتربع على عرش الصحافة منذ تأسيسها في العام 2003 الى يومنا هذا، وهي تبرهن للجميع بأنها الأعلى كعباً بين قريناتها من بنات عالمنا المقروء سواء في روافدها السياسيَّة والاقتصاديَّة والثقافيَّة والرياضيَّة والفنيَّة والاجتماعيَّة وكل مايمس حياة المواطن".
وأشار "اليوم ونحن نحتفي بذكرى ميلادها لايسعنا إلا أنْ نقول الرحمة والذكر الطيب لشهداء الصباح، والنجاح والتوفيق والألق لجميع الزملاء الذين يحثون الخطى لإيصال الكلمة الصادقة بمهنية وحيادية صوب الإبداع الإعلامي الحر".
لحظة الميلاد
رجح مسؤول صفحة فنون سامر المشعل: "بهذه المناسبة.. ولحظة الميلاد.. ميلاد جريدة الصباح ينتابنا شعور بالفخر والاعتزاز، بتجربة صحفية امتازت بالريادة خلال سنوات ما بعد التغيير وظلت تواصل عطاءها وخطابها الإعلامي على مدى عشرين عاماً لتؤكد مهنيتها وترصن التجدد في أساليب الكتابة، مبحرة في مسيرتها لمخاطبة الجمهور متحدية عوالم السوشيال ميديا والحياة الرقمية والالكترونية للعصر الحديث؛ لتصوغ تجربتها الصحفية بتميز وتفرد، بل أصبحت مرجعاً لطلبة الإعلام والأكاديميين.. كل عام والصباح وملاكاتها بخير".
شعبية الجمال
رجح مسؤول صفحة ثقافة شعبية سعد صاحب: "قدمت جريدة الصباح خلال مسيرتها الحافلة بالعطاء، سلة غذائية دسمة لمحبي القراءة، وذلك من خلال تنوع صفحاتها التي تغطي مجمل ما يحتاجه القارئ الكريم، فهناك الصفحات الثقافية، التي تغطي مجمل الفعاليات الأدبية، وتنشر القصة والنقد والفلسفة والسيرة، وكذلك فنون ومتابعات في الميادين المتنوعة من غناء ومسرح وتشكيل وفعاليات فنية كثيرة، وقدمت صفحة "ثقافة شعبية" على مدى صدورها دراسات نقدية مهمة عن معظم الشعراء المبدعين أمثال مظفر النواب وشاكر السماوي وعلي الشبني وسواهم، فضلاً عن التغطيات السياسية والاقتصادية، ولا ننسى أسرة ومجتمع ودراستها للواقع العراقي الجديد، وصفحة ولد وبنت التي قدمت لنا إبداعات الشباب العراقي الواعي، كذلك الصفحة الأخيرة، التي تعدُّ روح الجريدة، والفضل يعود لمسؤولها الذكي ذي الطاقة التي لا تنضب محمد إسماعيل، الذي يعادل فريقاً صحفياً كاملاً بمتابعته المثيرة للدهشة، ولا يفوتنا ذكر "سينما" وما قدمه أبو بهاء علي حمود الحسن، من كتابات عميقة في تحليل الأفلام، وكل الصفحات مجتمعة.. ترجمة وآراء وكتابات واستراحة وعلوم ومنصة المثيرة بكتاباتها المتنوعة.. كل هذه الإبداعات تلبي ما يريده المثقف والإنسان البسيط في وقت واحد".
تجاوز الأطر
وأكمل مسؤول صفحة الباب المفتوح قاسم موزان: "الشمعة الواحدة والعشرون التي أوقدها منتسبو الصباح هذا اليوم شكلت فارقة كبيرة في تاريح الصحافة العراقية ومسيرتها حافلة بالنجاح متجاوزة الأطر والسياقات القديمة وأسهمت الصحيفة في تبني المفاهيم الديمراطية، وأحدث صدورها قبل عشرين عاماً لدى القراء انقلاباً في الوعي التقليدي وفتح الآفاق واسعة في التفكير والتصور عبر صفحات ناضجة لا تخدم إلا الحقيقة. أجمل التهاني لمنتسبي الجريدة والقراء الكرام".