الصباح تعيش معنا

ثقافة 2023/05/17
...

سامر المشعل 

ارتبطت جريدة "الصباح" بمخيلتنا وأقلامنا ومشاعرنا.. بشكل جذري كارتباط الجنين بالمشيمة، لأن ما نفكر به ويجول بخواطرنا نسكبه على بياض الصحيفة، وما نحن إلّا صدى لما يجول في أروقة الواقع وتفكير الناس والأسئلة التي تبحث عن إجابة واقعيَّة.

ميلاد جريدة "الصباح" وهي توقد شمعتها الحادي والعشرين، مبحرةً بعالم الصحافة يثير بالنفس مشاعر الفرح والاعتزاز بهذه التجربة الاعلاميّة التي ترصّنت على مدى عشرين عاماً من المثابرة والاجتهاد والعمل الدؤوب، توجب علينا الاحتفال بهذا المولود وكأنه جزء منا عاش معنا طيلة هذه السنوات مثل الحبيب أو الكائن الحي الذي يتنفس ويكبر ويعيش حالاتنا الوجدانية والانسانية من فرح وتألق وبهجة وألم وحزن.. الخ.

نكتب هذه الحروف والعبارات بفخر واعتزاز بعدما باتت جريدة {الصباح} مدرسة إعلاميَّة بالكتابة الصحفيَّة المقروءة، ورائدة بعد التغيير السياسي الذي حصل بالعراق، وظلت تواكب الاحداث التي مرت على العراق بكل تحولاتها الغرائبيَّة والسرياليَّة لتكون صدى لهموم وتطلعات وآمال الشعب العراقي وهو يصوغ تجربته الديمقراطية وما يعتريها من تحديات ومواجهات مصيريَّة، واصبحت مرجعا مهما يستقي منه طلبة الاعلام والاكاديميون بحوث التخرج لما تمتاز به من مهنية وحرفية في نقل وكتابة الاخبار والتقارير بمصداقية من مصادرها الصحيحة.

بذات الوقت واجهت "الصباح" تحديات عالم السوشل ميديا والتحولات الكبيرة والمتناسلة نحو عوالم الرقمية والمواقع الالكترونية، فكانت تجدد نفسها بالاساليب الحديثة والمواكبة لحركة تطور الصحافة العالمية بالكتابة والتحرير ونقل الاخبار والبحث والتحليل.. لتؤكد تجربتها الرصينة والعميقة بعالم الصحافة وهي تواصل خطابها الاعلامي للجمهور.

تنفتح "الصباح" بابوابها المعروفة على مجالات الحياة المتعددة مثل السياسة والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون.. وقد دأبت صفحة موسيقى وغناء على الانفتاح على المشهد الموسيقي العراقي وتعمل بجهد وحرص على تأكيد الهوية الإبداعية العراقية وكانت وما زالت قريبة لنقل الفعاليات الفنية والندوات والجلسات والمهرجانات الى القراء، واسهمت بشكل فاعل بتشجيع الطاقات والمواهب الشابة، كذلك نحتفل بمهابة باستذكار رموز الثقافة الموسيقية العراقية، من دون أن نغفل الجانب النقدي لما يطرأ من ظواهر وحالات بالساحة الغنائيّة بموضوعية وتجرد بهدف تقويم وبناء تجاربهم الفنيَّة.

وينتابنا شعور بالبهجة والاعتزاز عندما نستمع الى آراء واطراءات الفنانين والموسيقيين والملحنين والعاملين في حقل الموسيقى والغناء وهم يشيدون بدور "الصباحط عموما وصفحة "موسيقى وغناء" خصوصا، لما تقدمه من قيمة معرفية وذوقية وجمالية في المساهمة في نشر الوعي الفني وبث أفكارهم وما يقدمونه من أعمال غنائية وموسيقية وفعاليات على نحو متواصل لرفد مسيرتهم الفنية وتقديم فعالياتهم بصيغ إبداعية بالكتابة وتناول الحدث الموسيقي. ومنهم من تحدث بمشاعر الامتنان لأن الصحيفة كان لها الفضل في بناء تجاربهم الفنيّة منذ البداية ومازالوا يتابعونها بلهفة وحرص.. وكل عام والصباح وقرّاؤها بألف خير.