علي الوني يعيد أمجاد الخط إلى الواجهة

ثقافة 2023/05/20
...

 أربيل: كولر غالب الداودي 


ما بين الاندثار ونزعة البقاء تتأرجح مهنة الخطاط ما بين المواجهة وطغيان التطور التكنولوجي المتمثل بأجهزة الحاسوب والطباعة، الذي كان له الاثر الكبير على الخطاطين وابداعاتهم في كتابة وتصميم واخراج لوحات ومخطوطات معبرة عن نواحي الحياة المختلفة، إذ بدت هذه المهنة في الاضمحلال تدريجيا وفقدان الخط اللمسة الفنية، التي يتركها الخطاط والتي كانت يعتمد على الحس والابداع البشري.

علي كاظم من أربيل، الملقب علي الوني، 50 عاماً، وحاصل على بكالوريوس تربية فنية يمارس مهنة الخط مند عام 1987، ولكن في عام 1990، كما يقول: تركت هذه المهنة لعشرين عاماً نتيجة الظروف، ولم اقترب من الأقلام واللوحات. 

 درس الوني في معهد فنون جميلة بأربيل قسم السيراميك ومارس مهمة التعليم حتى فترة تفشي فايروس كورونا، ودخل معهد تعديل الشهادة وحصل على بكالوريوس تربية فنية، وذكر أن لفايروس كورونا الدور في عودته لفن الخط "بسبب جلوسي في المنزل والحجر المستمر"، وبعد انتهاء فترة الحجر الصحي فتحت معرضاً خاصاً بي في أربيل وكان الاقبال كبيراً عليه. 

 ويضيف: بدأت امارس هذا الفن وتطوير عملي ولوحاتي وفتحت معرضاً آخر في عام 2022، وتحديداً في بارك لأنني أحب أن يكون المعرض في الفضاء، وليس في قاعات مغلقة، فضلاً عن قدرة أي شخص مشاهدة لوحاتي، وقد كان اقبال الناس آنذاك كبيراً. 

وأشار إلى أن فن الخط يتجه نحو الانقراض بسبب التطور الالكتروني الذي له الدور بمسح هذا الفن، حيث بدأ كل من يشتغل على الكومبيوتر وبرامج الفوتوشوب يطلق على نفسه خطاط ويعمل اعلانات عن طريقها، "وهو في الحقيقة لا يتمكن من أن يكتب الاحرف كخطاط". 

ويتابع: أحاول احياء هذا الفن عبر المشاركة مع فنانين اكراد في معارض اقيمت في دبي وبغداد، كما وشاركنا مع مؤسسة عشتار في وزارة الثقافة.

ويوضح أنه "يعبر عن أية معاناة وحزن أو فرح بالخط عبر الحروف"، كما وثني الوني على الاساتذة الذين دعموه، ويقول إن لدي مخزنا خاصا بأعماله في جامعة جيهان يُعرض لوحاته، كما يؤكد: لقد أصبحت عندي طفرة فنية والناس رحبت بعملي، كما أن لدي رغبة في أن أكون عنصراً فعالاً في إحياء هذا الفن. 

وذكر بأنه ضد أن يبقى الخط فقط حبرا أسود وورقًا وكتابة الآيات القرآنية، ويقول إنني "أحاول أن يكون هناك ربط بين الألوان والحروف، أي مزج الالوان مع الحروف بصورة تعبيرية رغبة في كسر الحاجز بين نقابة الفنانين التشكيليين ونقابة الخطاطين "فالخط أيضا فن تشكيلي وأرغب في المزج بين الفن التشكيلي والخط".