الكوت: محمد ناصر

المكتبة التراثية في واسط مركز مدينة الكوت واحدة من أقدم وأعرق المكتبات في المحافظة وعلى مستوى العراق، وتحتوي على مخطوطات وكتب نادرة، بعضها ليست في مكتبة أخرى، تضم صحفاً ومجلات قديمة وكتباً علمية واجتماعية وأجنبية، فضلاً عن بحوث وروايات حيث إن الزائر لها حين مقدمه لا يمكن أن يغادرها من دون أن يجد ضالته، أو ما يبحث عنه.

تأسست في التسعينيات وانتقلت من مكان إلى آخر حتى استقرت قبل سنوات في سوق “الشيشان الكبير” المحاذي للسوق المسقف في الكوت القديمة. ومن محتويات المكتبة كتاب نادر في اللغة العربية طبع 1841 ميلادي يتحدث عن تفاصيل اللغة وأحرفها ودقة معانيها. وفي جولة لـ “الصباح” في أروقة المكتبة حدثنا صاحبها علي فرحان قائلاً: نحن من أقدم المكتبات في محافظة واسط، وأقصد هنا الأهلية، تأسست في التسعينيات، وسبق أن كانت بالقرب من مستشفى البتول وسط الكوت، تضم قرابة 10 آلاف كتاب معروض، وفي المخزن هنالك أكثر من 20 ألف كتاب. وتابع “توفر المكتبة التراثية لزوارها إمكانية الاطلاع على العديد من الكتب النادرة والمهمة مثل كتب علوم القرآن الكريم والسيرة النبوية والعقيدة الإسلامية”.

وتحتوي المكتبة على آلاف المخطوطات والكتب النادرة التي ترجع للعديد من الحقب الزمنية وتضاعف عدد الكتب الموجودة في المكتبة .

وأضاف :البعض الأغلب يبحث عن الكتاب القديم كونه بعيداً نوعاً ما عن التحريف، بينما أغلب الكتب الحديثة نظرية ومصادرها متشعبة. وأرى أن الجمهور الواسطي مثقف ومطلع، وزوارنا من مختلف الأعمار من الصغير إلى الكبير. ومنهم طلاب علم ودين وأساتذة جامعات وموظفون وباحثون. كما في النية ونخطط لنعرض الكتب بطريقة “اون لاين” ليسهل على الباحث ايجاد ما يرغب. وفي الحقيقة نجد إقبالاً زاخراً على شراء الكتب، وقد أقمنا معارض علمية وبازارات في الجامعات للمشاركة في عرض الكتب. ولدينا أنشطة مشجعة للقارئ ومنها الاستعارة والمشاركة في محافل علمية ومهرجانات كان لها صدى واسع على مستوى المحافظة.

البعض يأتينا من خارج الكوت بغية الحصول على كتاب معين، ونحن بدورنا نشتري الكتب المهمة والنادرة لعرضها على رفوف المكتبة.

وتابع علي: نعمل على مشروع ترميم جميع الكتب التالفة، كما تمت فهرسة جميع الكتب والمخطوطات الموجودة بالمكتبة ونحرص على زيادة أعداد الكتب فنحن نبيع ونشتري ونقيم الكتب، وفي النية خلق توأمة مع المكتبات المركزية لتبادل الكتب والمخطوطات.