سرور العلي
تمزج الشابة شهد الخليفة الماضي بالحاضر بتصاميمها، وتحاول إيصال تاريخ العراق وتراثه إلى العالم، من خلال رسم اللوحات على الثياب والأزياء، كنقوش بابل وأكد وسومر وآشور، مؤكدة أن تاريخنا العظيم يستحق ذلك، وشهد هي رسامة تشكيلية بالفطرة، وحاصلة على شهادة البكالوريوس بفرع إدارة أعمال، ومصممة أزياء واكسسوارات.
بدايات
وعن بداياتها تحدثت بالقول:
«اكتشفت موهبتي سنة 2017، لا سيما بعد قراءة قصة الراحلة المهندسة المعمارية زها حديد، فألهمتني حياتها، وجعلتني أبحث عن نفسي وشغفي الحقيقي، وهنا كانت البداية، أما خوضي مجال تصميم الأزياء، فكان جدًا متعبا، إذ إنني أردت إثبات نفسي وسط كثير من المصممين المعروفين الجيدين، وأن أصبح اسما لامعا بينهم، واليوم أصبحت كما أريد بفضل الله، وبسبب مساندة أهلي ومن حولي».
ولفتت إلى أن التحديات التي واجهتها كثيرة، ومنها أننا في مجتمع قبلي يفتقر إلى التطور والثقافة، ومتمسك بعادات وتقاليد لا تسمح بغير المطلوب منها، ولكن مع التحدي والاصرار اثبتت نفسها، وحققت حلمها كما ترغب.
إبداع
أبدعت الخليفة بتصميم أزياء واكسسوارات أهم حدث رياضي عالمي لهذا العام، وهو خليجي 25 في مدينة البصرة، وأشارت إلى أنها كانت أجمل تجربة بحياتها، واختيارها لتصميم الأزياء بين الكثير من المصممين المعروفين في العراق، وتفتخر بكل لحظة بأنها كانت جزءا منه، وأحد أسباب نجاح كأس خليجي 25 في الافتتاح والختام، وأوضحت:
في أسبوع واحد فقط أنجزت 1500 قطعة إكسسوار وملابس، وكان تحديا عظيما بالنسبة لي، ولم أكن أتوقع أن انجز هذا الكم الهائل من الأزياء، فكنت أسافر لمصنع الحلة ثم اعود إلى بغداد، للعمل بمعمل شارع النهر، وكانت أيامي مرهقة ومنهكة، والخوف والتوتر يتمكنان مني بكل لحظة، ثم أكملت بقية الأعمال المطلوبة مني في ملعب جذع النخلة، بمشاركة مجموعة من الخياطين، وكل الموجودين هناك شهدوا على لحظات جهدنا وإبداعنا».
كما ساهمت بتصميم أزياء العديد من المشاهير، وإعلاميات وفنانات معروفات في الوسط الفني، وفي افتتاح مهرجان بابل، وتطمح أن يكون اسمها عالمياً، ولها علامة تجارية خاصة بها، والمشاركة بعروض أزياء في المحافل الدولية، كفرنسا وإيطاليا، لرفع اسم البلد، وتعريف العالم بالمواهب والطاقات العراقية.
تطور
وبشأن تطوير إمكانياتها بمجال تصميم الأزياء، بينت أن العقبات والصعوبات التي واجهتها جعلت منها مصممة متمكنة جدا، وكل مرحلة من عمرها تعلمها الأفضل، وتدفعها لتقديم كل ما هو جميل، ويستحق الإطراء والتقدير، ووفقاً لخليفة فأنها تستوحي أفكاراً لتصاميمها من حضارة بلاد الرافدين العظيمة، وأيضاً من مزج الزي العربي بالغربي، ومن العروض العالمية تستلهم كذلك القطع العربية، وهذا ما يجعلها مميزة بين الآخرين، كما أن أسرتها لها الدور الكبير بدعمها وتشجيعها على الاستمرار.
مشاركات
شاركت بمؤتمرات عديدة، ومهرجانات كثيرة محلية ودولية، ومنها مؤتمر بابل الدولي في جامعة بابل، وفي عدد من البلدان العربية، وفي افتتاح مهرجان بابل الدولي بعد انقطاع 20 سنة، وفي افتتاحية كأس الخليج العالمية والختامية، وفي عروض أزياء، لجعل بابل تراثا عالميا وإضافتها على لائحة اليونسكو، وعمل عرض أزياء في ساحة التحرير، لدعم المنتج الوطني، وحصلت على الكثير من الشهادات التقديرية من سفراء دول، ومنها فلسطين وسفيرها أحمد عقل، ومن محافظ بابل، والعديد من الشخصيات.
وفي سؤالنا لها عن ردود أفعال الآخرين في ما يتعلق بتصاميمها أجابت:
«رسالتي لجميع النساء لا سيما في بلدنا، عليهن إظهار الثقة بالنفس، والبحث عن التميز في الحياة، وتنمية مواهبهن وهواياتهن، والتعلم من الرجال الناجحين، والمكافحة من أجل اهدافهن وأحلامهن، وتطوير مهاراتهن الفنية، والحرص على الاعتراف بإنجازاتهن».