السليمانية : عذراء جمعة
ما زال التغير المناخي له تأثيرات على العراق والاستقرارالاجتماعي فيه من جراء التدهور البيئي الحاصل من النشاطات البيئية والصناعية والنفطية، وإن الحفاظ على البيئة أمرٌ تشاركيٌ يجب أن يحرص عليه جميع افراد المجتمع، وان محافظة السليمانية تمتلك بيئة وطبيعة جميلة، وحمايتها من التلوث واجب وطني وانساني يقع على عاتق افراد المجتمع، وان ثقافة المحافظة على البيئة هي ثقافة المحبة للحياة واحترام قيم الحياة والمعالم الحضارية.
وقال مدير الغابات والمراعي في السليمانية هاوكار جلال في حديثه لـ»الصباح» بدأنا بحملة تشجير واسعة في عموم السليمانية منذ عام لزراعة مليون شجرة متنوعة، وتغطي مساحة 400 دونم في مختلف المدن والاقضية والنواحي التابعة للمحافظة وخصوصا في الغابات الصناعية ، منوها بأن الهدف من ذلك وجود مساحات شاسعة غير مزروعة من اجل زيادة الرقعة الخضراء لخدمة البيئة، مشيرا الى زراعة 200 شجرة صنوبر والعمل على اطلاق سراح 1000 طائر سنويا للحفاظ على الطيور في المحافظة، فضلا عن ان الحيوانات البرية أصبحت أكثر أمانا لسيادة قانون منع الصيد الجائر، لافتا الى منع قطع الاشجار واستخدامها للتدفئة او الشواء وخاصة في المناطق السياحية.
واستعرض المختص بالقضايا البيئية والمناخ خالد سليمان خلال حديثه لـ»الصباح» إن التغير المناخي له تأثيرات على العراق والاستقرارالاجتماعي فيه، فضلا عن اسباب التدهور البيئي الحاصل جراء النشاطات البيئية والصناعية والنفطية، منوها بأن مشكلة العراق تكمن في غياب برنامج حكومي ستراتيجي، إذ الى الآن نتحدث عن الأزمات والمشكلات، والاهم من هذا كله أن نبحث عن الحلول والمبادرات، مشيرا الى أن الدولة العراقية لا بد أن تكون لها رؤية واضحة للموارد الطبيعية، مثل المياه والزراعة المتجددة، لا أن تقول إن ايران وتركيا فعلتا كذا وكذا، وعند توفر ادارة مستدامة للموارد الطبيعية نتمكن من محاورة دول الجوار، مبينا أن على صناع القرار التركيز والاهتمام على مشكلة الزيادة السكانية في البلاد، اذ يزيد كل سنة بمعدل مليون مواطن والموارد تقل، فاصبح اختلالا بين التكاثر السكاني والموارد، مؤكدا أننا لا نتحدث عن تحديد النسل بل عن الصحة الانجابية للعائلة العراقية، اذ مهما كان عدد افرادها المهم أن توفر لها سبل العيش الجيد، من اجل بناء مجتمع سليم، يكون جميع افراده أصحاء جسديا ونفسيا، ويتمكنون من بناء الوطن وحمايته.
