حسين علي الحمداني
العنوان أعلاه سؤال نطرحه على أنفسنا بين الحين والآخر، ونجد إجابات واضحة وصريحة بأنها دائرة حكومية وتطبق عليها القوانين والأنظمة والعاملين فيها، يخضعون لقانون انضباط موظفي الدولة وتخضع للمتابعة المستمرة.
أما واقعيا ومنذ سنوات طويلة نجد أن المدرسة لا تتمتع بمواصفات الدائرة الحكومية من حيث ما يتوفر لها من مرجعياتها الإدارية، سواء وزارة التربية أو المديريات العامة في المحافظات وعلى سبيل المثال لا الحصر، يتولى أعضاء الهيئات التعليمية والتدريسية وأولياء الأمور شراء أدوات التنظيف والسبورات والمصابيح وصبغ المدرسة وبناء السياج في حال سقوطه وتوفير مستلزمات الامتحانات لنصف السنة ونهايتها من ورق وطباعة أسئلة واستنساخها، مضافا لذلك شراء جميع السجلات التي تخص العام الدراسي بما في ذلك السجلات الحصرية، التي لا يمكن طباعتها إلا من خلال وزارة التربية، وعليهم زراعة الحديقة المدرسية وأمور أخرى كثيرة جدا، أما في بقية دوائر وزارة التربية والوزارات الأخرى هنالك لجان مشتريات ونثرية مخصصة لهذه الأعمال. وبالتالي نجد أن باقي موظفي الدوائر لا يصرفون من جيوبهم على دوائرهم وليس هنالك (مجلس مراجعين) على غرار (مجلس الآباء) يتولى مهمة (الشراكة المجتمعية) لتطوير الدائرة التي يراجعها.
أما الجانب الثاني ويتمثل بأن في دوائر الدولة الأخرى لكل شعبة أو قسم على الأقل موظف خدمة واحد لعدد قليل من الموظفين، أما في المدارس موظف خدمة واحد لكل 150 تلميذا، وهنالك فرق كبير بين ما يقوم به التلميذ في الصف وما يقوم به الموظف في دائرته. مضافا لهذا وذاك أن المدرسة الدائرة الوحيدة، التي لا يراجعها أحدٌ من الشباك، ومقابلة مديرها سهلة جدا، حيث لا يمر المراجع باستعلامات، ولا ينتظر ولا يطرق الباب لأنها أصلا مفتوحة للجميع.
من هنا نجد أن رفع مستوى أداء المدرسة كونها مؤسسة تربوية، يتطلب أن نعاملها بشكل أفضل مما نعامل الجهات الساندة للمدرسة، فلا يعقل أن تكون الجهات الساندة لعمل المدرسة واقعها أفضل من الجهة الرئيسية وهي المدرسة، الجهات الساندة مجموعة موظفين في أقسام واجباتها توفير متطلبات المدرسة، التي فيها مجموعة (معلمين ومدرسين) يقترن وجودهم بوجود تلامذتهم، ولهذا لديهم عطلة صيفية تبدو للبعض طويلة لكنها ضرورية بحكم إن مهنتهم تتطلب هذا. وهذه العطلة باتت اليوم متعبة على المعلم والمدرس الذي عليه أن يحضر يوميا للمدرسة الخالية من التلامذة والتبريد وحتى المولدات رغم إن كل دوائر وزارة التربية الأخرى تتمتع بميزة التبريد والمولدات، بينما المدرسة محرومة من هذا والعذر المشروع في ذلك أنها تتمتع بعطلة في الصيف الحار.
لذا نجد رفع أداء المدرسة يتطلب دعمها واعتبارها دائرة حكومية تتمتع بحقوقها شأنها في ذلك شأن كل دوائر الدولة الأخرى. ومن جانب آخر أن يدرك الجميع إن واجب المعلم والمدرس مقترن بوجود التلامذة عكس باقي الموظفين الذين يؤدون عملا مكتبيا على مدار السنة.