حسين الذكر
دعيت قبل أيام لحضور جلسة سميت (بمنتديات بغداد) المخصصة كمشروع من قبل رئيس الوزراء لاستماع المسؤولين لمشكلات وحاجات الناس بشكل مباشر، منهم لا سيما في المناطق الشعبية..
و حضر حشد كبير من المعنيين وشرائح وصنوف متعددة، ألقيت الكلمات وتعددت الحاجات التي اغلبها وطنية ومصلحة عامة، الا ما ندر من مصالح ضيقة مريضة وإن لم تطرح بشكل مباشر..
قطعا الحضور لم يبنوا آمال كبيرة لحل المشكلات، ولا يعتقدون بأن الأجهزة الحكومية تمتلك عصا سحرية، إلا أن مجرد المحاولة تعني أملا ولو بحجم القشة التي تستغرق بها امال الغريق.. السيد المستشار الذي حضر بمعيته عدد من القيادات الأمنية والمجتمعية والادراية، لم يعدهم بالكثير، لكنه ابقى الباب مفتوحا من خلال وصايا معززة، بوعود حكومية ستبقى مجرد وعود لا يصدقها الا التنفيذ.
في إحدى كلماته الموجزة وقد وجهها للمواطنين عليكم: ( بالتعاون بينكم لحل مشكلاتك عبر زيادة الوعي والتكاتف وقد ضرب امثلة لذلك ).. مع أن الكلام وقع قاسيا على مسامع البعض إلا إني رأيت فيه نوعا من الواقعية، فعلى سبيل المثال لا يمكن للحكومة ان تبني حديقة نضرة مرتعة تصرف عليها الملايين في ما يخربها أبناء المنطقة، باستخدامات خاطئة ولمصالح شخصية وتدخين اركيلات وتحويلها مخرب للانقاض وغير ذلك الكثير مما يحزن له.
مضيفا بأن الطاقة الكهربائية أصبحت تنتج بشكل جيد يفي، بالغرض لكن الاستهلاك العشوائي والتعدي على المنظومة الوطنية خارج الضوابط والحسابات المنطقية، جعلها متلكئة فهي تحتاج لوعي مجتمعي وتنظيم داخلي قبل أي حلول أخرى.
حينما أتيح لي الكلام قلت: ( إن مشكلة جميع المدن العراقية، لا سيما الفقيرة منها عدا - محافظات كردستان - تكاد تكون متشابهة وبحاجات ملحة واحدة.. لذا فإن ما نقوله هنا ينطبق على البقية مما يجعل الحلول أيسر، لأنها عامة، فنحن نحتاج إلى تنظيم السير مثلا وضبط إيقاع المجتمع، والحد من تسارعه حد الطيش وتصاعد وتيرة المشكلات المرورية بشكل مثير مما يؤثر في البنية المجتمعية كلها.