أحفاد طغاة القرن العشرين.. حياة ليست متوقعة
بانوراما
2019/04/22
+A
-A
باراج خانا
ترجمة: شيماء ميران
في الوقت الذي ستنتهي فيه اسماء الطغاة الاكثر وحشية خلال القرن العشرين الى الأبد، إلا ان ما نعرفه عن ابنائهم وأحفادهم قليلا نوعا ما، فلكل من بينيتو موسوليني وجوزيف ستالين وبول بوت والشخصيات سيئة السمعة الاخرى احفاد على قيد الحياة، بعضهم دخل عالم السياسة والبعض الاخر فنان او عالم والبقية يعيشون حياة مجهولة نسبيا، لنستعرض مجموعة منهم
هنا..
ونبدأ بأليساندرا موسوليني حفيدة الديكتاتور الايطالي بينيتو موسوليني وهي سياسية تنتمي للتيار اليميني المتطرف. ولدت في روما وهي ابنة رومانو؛ الابن الرابع لموسوليني، تخرجت من جامعة سابينزا في روما سنة 1986، حصلت على شهادة ماجستير بعلوم الطب والجراحة، وتزوجت من شرطي يعمل لدى الجمارك ولها ثلاثة اطفال حملوا معها كنية جدها موسوليني، عملت كممثلة عند انطلاقتها متأثرة بخالتها الممثلة المشهورة صوفيا لورين. دخلت عالم السياسة سنة 1992 وانتخبت عضوا لمجلس الشيوخ الايطالي سنة 2013، وفازت بعضوية البرلمان الأوروبي بعدها بسنة، ثم غادرت ايطاليا سنة 2018 لتكون معارضة لحكومة جوزيبي كونتي.
اشتهرت أليساندرا موسوليني بحواراتها الهجومية المتشددة ولم تكترث بآرائها اليمينية المتطرفة، فمثلا في العام 2006 ردت على انتقادات احد السياسيين، وكان متحولا جنسيا بقولها: “كان من الافضل ان تكون فاشيا، بدلا من ان تكون شاذا”. كما تسببت بانقسام داخل اليمين المتطرف الاوروبي لاتهامها جميع الرومانيين بالإجرام وطالبت بطردهم خارج ايطاليا. ودافعت بعنف عن سمعة جدها الذي حكم البلاد كديكتاتور فاشي من العام 1922 حتى اعدامه سنة 1945، وبعد انضمامها الى حزب اليمين المتطرف هددت أليساندرا بإبلاغ السلطات عن اي شخص يشوه سمعة جدها على وسائل التواصل الاجتماعي، وكان آخر تراشق اعلامي لها مع الممثل المشهور جيم كيري ووصفته بالوغد بسبب نشره رسما كاريكاتيريا عن حكم جدها
الفاشي.
مصير مهمش
أما جوزيف ستالين الذي كان احد أعتى طغاة القرن العشرين لتسببه بمقتل الملايين من ابناء بلده، كانت حياة اولاده الثلاثة مثالا مأساويا لعائلة مختلة، فبعد وفاة ولديه بقيت عنده ابنته سفيتلانا، الوحيدة والمحببة له وكان يسميها العصفورة الصغيرة، وقد توفيت والدتها وهي بعمر ستة اعوام، ولم تكن تعلم حقيقة وفاتها حتى بلغت مرحلة المراهقة، ما دفعها لاتخاذ اسمها كنية لها بدل
ستالين.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فان ستالين كان متحكما بحياتها، وكان معروفا بعدائه المتأصل لليهود فرفض حبيبها الاول لأنه يهودي وأمر بإرساله الى سيبريا لمدة عشرة أعوام، وارغمها على دراسة التاريخ والفكر السياسي رغم ولعها بدراسة الأدب، وعندما تزوجت برجل آخر يهودي الديانة رفضه ستالين ايضا وصفعها عندما عرف بذلك، وفيما بعد تطلقت منه عام 1974.
وبعد وفاة والدها احبت شيوعيا من الهند وتزوجته لكن المسؤولين السوفييت رفضوا ذهابها معه، وسمحوا لها بعد وفاته عام 1967 بنقل رفاته الى الهند، ومن هناك ذهبت الى السفارة الاميركية وانشقت عن الاتحاد السوفييتي تاركة طفلين من زواجين فاشلين.
ثم تزوجت من وليام ويسلي بيترز لتنجب ابنة اخرى وغيرت اسمها الى لانا بيترز، وبعد طلاقها منه انتقلت الى كاليفورنيا ومن هناك الى إنكلترا، ثم عادت الى وطنها عام 1984 لرؤية ابنها الكبير لكنها لم تحتمل الحياة هناك وغادرت بعد سنتين، لقد عانت من الفقر كثيرا بسبب تنقلها المستمر فلم تكن تمكث في اي بلد اكثر من عامين، توفيت بعد اصابتها بسرطان القولون في ولاية ويسوكنسن عام 2011 بعمر 85
عاما.
أقدار متباينة
وفي رومانيا نجد فالنتين تشاوتشيسكو الابن الوحيد للرئيس الروماني نيكولاي تشاوتشيسكو من زوجته ايلينا الذي لا يزال على قيد الحياة، ولد فالنتين سنة 1948 ودرس الفيزياء في كلية بوخارست وتخرج من كلية لندن الملكية، والآن يقوم بأبحاث الفيزياء النووية في رومانيا.
اما الابنة الوحيدة لبول بوت الديكتاتور الكمبودي سار باتشاتا، حسب ما نقلته صحيفة الديلي ميل، فإنها عملت فلاحة تزرع الأرز وتزوجت سنة 2014، وتحدثت عن والدها، مع الصحفي نيت ثاير، قائلة: “أرغب بلقاء أبي وقضاء وقتي معه في الحياة الأخرى، لو كانت الحياة الاخرى موجودة
فعلا”.
وبالنسبة لغواتيمالا، فنجد ان زوري ريوس؛ ابنة إفراين ريوس مونت، الذي تولى السلطة بانقلاب عام 1982 هي شخصية سياسية بارزة في بلدها الأم، تزوجت من السياسي الاميركي جيري ويلير العضو الجمهوري ضمن مجلس النواب الاميركي لولاية
إلينوي.
لكن حفيد دكتاتور الفيلبين السابق فرديناند ماركوس وهو فرناندو مارتن مانوتوك، يقول موقع انكواير “Inquire” عنه انه يعمل عارض ازياء وله شركات ومحال عدة في الفيلبين من بينها متجرDoc Martens للأحذية.
وعند الحديث عن أدولف هتلر فكلنا نعرف بأنه لم ينجب اطفالا لكن هناك خمسة من سلالته لا يزالون على قيد الحياة، وهم احفاد لوالد هتلر من زواجه الاول والذين تعهدوا بعدم الانجاب لينتهي بهم ميراث هتلر. إلا ان إيدا غويرينغ ابنة القائد هيرمان تعتبر بمثابة ابنة له، وكانت ولادتها عام 1983 معجزة بسبب عمر والدتها (45 عاما) آنذاك وإصابة والدها هيرمان في خاصرتيه خلال انقلاب بيل هول في عام
1923.
كانت والدتها الممثلة إيمي سونيمان تعتبر سيدة ألمانيا الاولى رغم عدم زواجها من أدولف هتلر، ووصف المؤرخ البريطاني جايلز ماكدونو البهجة التي عمت المانيا بولادة إيدا في كتابه (مغامرة هتلر) عام 1938، ووصلتها التهاني من كل بقاع الارض وكان عرابها هتلر نفسه في قداس تعميد فاخر اقيم لها وعرفت على صعيد البلاد بالأميرة
النازية.
وبعد انتهاء الحرب تخرجت من جامعة ميونخ وعملت ممرضة رغم ما كانت تتمتع به من معاملة خاصة، لكنها كانت ترغب برعاية والدتها المسنة فحصلت على وظيفة لدى إحدى عيادات الرعاية في مدينة فيسبادن وبقيت فيها حتى وفاة والدتها في عام 1973، كانت نادرا ما تتحدث عن والدها ودوره خلال الفترة النازية، ومن بين تصريحاتها: “كنت احبه جدا، وحبه الكبير لي كان واضحا، والذكرى الوحيدة له هو عمق محبته ولا استطيع أن أراه بشكل آخر، واستطيع تخمين رأي اغلب الناس الملائم بوالدي، وربما ما عدا في أميركا، لكنه كان لي ابا
رائعا”. وتوفيت الاميرة النازية إيدا أواخر العام
الماضي. ونختتم موضوعنا مع جعفر أمين ابن الديكتاتور الاوغندي عيدي أمين، فبحسب ما ذكرته مجلة Foreign Policy)) كان قد عمل مديرا لشركة DHL (خدمة البريد الدولي السريع) لمدة 11 عاما، اما الآن فيقوم بالتعليق الصوتي لإعلانات الشركات التجارية مثل الخطوط الجوية القطرية وشركة اثاث هوانغسانغ “Hwangsung” الكورية الجنوبية.
عن موقع فوين
بوليسي الأميركي
ومواقع أخرى