الزحام المروري يخنق شوارع بغداد
ريبورتاج
2019/04/22
+A
-A
بغداد / رلى واث
الزحامات المرورية التي تشهدها العاصمة بغداد باتت مشكلة كبيرة يعاني منها الطالب والموظف والكاسب، على الرغم من اتخاذ الاجراءات برفع الكتل الكونكريتية، هذا ما قاله محمد طلال أحد الموظفين وزاد حديثه
“ما زالت العاصمة تعاني من ارتفاع اعداد السيارات وازدياد المدارس والجامعات الاهلية في المناطق السكنية وكثرة المولات التجارية والطرق المتهالكة ،كل هذه واسباب كثيرة وراء هذه الزحامات، إذ لاتوجد خطط مدروسة حتى الان او اجراءات واضحة تبشر بخير بهذا الجانب”.
الاراء كثيرة حول مشكلة وحل الزحامات المرورية التي تعاني منها بغداد فتحدث المعنيون عنها.
استيراد السيارات
وصف رئيس مكتب الاعمار في مجلس محافظة بغداد محمد جابر العطا تصميم الطرق الاعتيادية والسريعة والجسور والانفاق بالمتأخر جدا قياساً لما موجود في دول الجوار على الاقل ،مردفا قوله:
“المجلس ناشد مرارا وتكراراً مديرية المرور والكثير من الدوائر المعنية بضرورة منع او تقييد استيراد السيارات لتقليلها في الشوارع، بعد ان اصبح لكل فرد وخصوصا في بغداد سيارة اي بمعدل 7 ملايين سيارة في العاصمة، هذا وان عدد السيارات المستوردة من اقليم كردستان فقط تقدر بـ400 الف سيارة، ناهيك عن مشاكل الخريجين الشباب الذين يقتنون سيارات الاجرة في حال عدم وجود فرص عمل لهم، في حين ان مثل هذا العدد من سيارات الاجرة غير موجود في جميع الدول، والذي يؤدي بالنتيجة الى استهلاك الوقت والبنى التحتية للعاصمة”.
يضيف العطا: “ رغم مرور 16 سنة الا ان الجهات المعنية لم تبن اي جسور على نهر دجلة، على العكس من دول اخرى تتفنن ببنائها وتخفيف الزحامات فيها، اذ يقدر طولها بـ2 كم متر، ناهيك عن الانفاق والتقاطعات التي تضاهي ماموجود في العالم”. والمح العطا الى أن” العراق يشهد تخلفاً في النهوض بالنقل العام فيه، وتخصيص اماكن عمودية لوقوف السيارات وهو ما يتسبب بالكثير من الزحامات في المناطق التجارية، وعدم تشجيع الانتقال بين منطقة واخرى بالدراجات الهوائية، بل على العكس إن من يستخدم هذه الواسطة يكون عرضة للاستهزاء!!”. ويؤكد العطا “ ان شركات عالمية اقترحت في بغداد بناء 5 دوائر حلقية حول بغداد لتلافي دخول سائقي المركبات القادمين من المحافظات الى مركز العاصمة والعكس صحيح، الا انها لم تنجز سوى دائرة واحدة وهي جسر محمد القاسم”. ونبه في ختام حديثه”الى ضرورة الانتباه الى ماحصل في دول الجوار والعالم والتي بدأت بالانتقال من الطرق السريعة “High way”الى الطرق الدولية “International way” والطرق الاحدث “Express way”، متمنيا ان يحذو العراق حذوها”.
خطط وإجراءات
الناطق الرسمي باسم امانة بغداد حكيم عبد الزهرة بين أن” خطط الامانة تتماشى والتوسع الحاصل في مدينة بغداد، مع وضع ستراتيجية بناء مجسرات ببغداد، اذ نجحت المرحلة الاولى منها، فتم بناء 12 مجسرا من ضمن 24 مجسرا ونفقا، لكن توقفت المرحلة الثانية منه بسبب قلة التخصيصات المالية، ومجرد توفيرها تستكمل المشاريع”.
ويضيف عبد الزهرة أنه”في ما يخص مترو بغداد فإن الشركة الفرنسية التي تعاقدت معها الامانة لوضع متطلبات المشروع وما يعقبه من اضافات جاهزة من حيث التصاميم والمخططات، ولكن الامر يتطلب قرار احالة الى شركات اجنبية عن طريق الاستثمار او المشاركة او التمويل وهذا ليس من مهام عمل الامانة، هذا وانها استقبلت في وقت سابق عددا من السفراء منهم الفرنسي والالماني وطالبناهم بحث الشركات المتخصصة لتقديم عروضهم بهذا الشأن على ان تكون السفارات هي الجهة الضامنة لهذه الشركات، وبذلك نحن نعمل بخطط صحيحة، لكن يبقى القرار النهائي للجهات العليا”.وتطرق عبد الزهرة الى أن”الامانة وجهت كوادرها بترميم الحفر وترقيع الشوارع التي تحتاج الى ذلك، هذا وان التخسفات التي تحدث في الشوارع تعود لاسباب كثيرة منها الاليات الكبيرة التي تحمل فوق اوزانها وتدخل شوارع غير قادرة على تحمل هذه الاوزان، ومنع هذه الظاهرة مرتبط بالمرور وعمليات بغداد ووزارة النقل”.
مخططات قديمة
الخبير في التخطيط الحضري والاقليمي الدكتور كامل كاظم الكناني يرى أن”الحلول متشعبة ومتنوعة ونحن كمخططين نعمل على الاولويات، فهذه مشكلة متراكمة لعدم تنفيذ المخطط الاساسي لمدينة بغداد مع كل المتغيرات التي حدثت، فنحن نعمل منذ عام 1977 بنفس المخطط الاساسي (برسيرفس) والذي يفترض ان ينتهي العمل به عام2000”. ويتابع الكناني أن” المشكلة الحقيقية تكمن في عدم اجراء عمليات تطوير للبنى التحتية من طرق وجسور، اذ ان ما موجود الان لايتناسب مع عدد السيارات التي يتم استيرادها، ولايمكن القول ان دخول السيارات ظاهرة سلبية، ولكن لعدم مواكبة الشوارع وتوفيرها لاستقبال هذا العدد نعدها كذلك، وهذا يعود لاسباب متعددة منها الدوائر المعنية وامانة بغداد والمحافظة وما يتعلق بمداخل مدينة بغداد”.
ويردف الكناني أن” اول اولوية لمعالجة هذا الاشكال هو وجود التنسيق المتكامل بين الجهات ذات العلاقة في موضوع النقل فليس من المفروض اعتماد جانب على حساب آخر، اذ لابد من فتح شوارع جديدة وتحسين وضع الشوارع الموجودة، وقصور في عمل مديرية المرور العامة، فالشوارع تعاني من الفوضى، اذ لاتوجد مناطق للعبور ومسار السيارات متداخل، والشوارع عموما غير مصممة لطرق النقل المتنوعة، فيفترض ان يكون هناك طريق لسيارات الاسعاف واخر للدراجات، والمشكلة الاخرى كان الاجدر بأمانة بغداد ان تركز على الحالة الانشائية للشارع، فهو يحتوي مطبات وتخسفات كبيرة وهي مسؤولة عن الزحامات
بشكل كبير”.
قطارات حديثة
المتحث باسم وزارة النقل سالم موسى يوضح أن”الوزارة سيرت قطارات حديثة لتخفيف الزخم الحاصل في العاصمة بغداد تنطلق قبل بدء الدوام الرسمي في الدوائر، تسع من 350 ـ 400 شخص وتتحرك 3 منها من ساحة عدن الى المحطة المركزية في علاوي الحلة، وقطارين من التقاطع الموجود في اليرموك قرب جامع ام الطبول وصولا الى ساحة عدن، مع 6 قطارات تنطلق من المناطق الجنوبية الى مركز بغداد”. وتابع أن” الوزارة لم تكتف بكل ذلك فقد سيرت 175 باصا من ذوي الطابق والطابقين في عدة مناطق من بغداد، من جامع النداء وساحة عدن ومنطقة العلاوي وام الطبول ومناطق اخرى، فضلاً عن الاف السيارات التابعة لادارة النقل الخاص لنقل المواطنين الى تقاطعات في مناطق التاجيات والعلاوي وساحة عدن والنداء انطلاقاً الى مناطق متفرقة من بغداد، وامتلاك باصات احتياطية اذا ما استدعت
الضرورة لزجها”.
37 مقترحا
المتحدث باسم مديرية المرور العامة الرائد فادي عماد يقول: “ان التخطيط العمراني للعاصمة بغداد يتسع لـ400 الف مركبة فقط، بينما واقع الحال لدينا اكثر من مليوني مركبة تتجول في بغداد وهذا اهم اشكال واسباب الزخم المروري الحاصل في الوقت الحالي”.
ويردف أن”هذا الزحام استمر حتى بعد حملة فتح الطرق ولم نلحظ الكثير من التغيير الذي طرأ عليه، ولم يستفاد سوى بـ30 بالمئة من حملة فتح الطرق التي مازالت مستمرة لغاية الان، متوقعاً ان يشهد منتصف او نهاية هذا العام حملة لرفع جميع الكتل الكونكريتية والطرق المغلقة”.
واستطرد عماد” ان مديرية المرور العامة لم تقف مكتوفة الايدي تجاه هذا الموضوع، بعد ان رفعت 37 مقترحاً لتقليل الزخم المروري في العاصمة لرئيس الوزراء الذي اخذ على عاتقه تنفيذ هذه النقاط، وابرزها تنفيذ مشروع مترو بغداد وانشاء مشاريع مماثلة وتفعيل النقل الجماعي الخاص بالدوائر والكليات، لتقليل حركة مركبات الصالون التي يستقلها الموظفون والطلبة، ونقل المجمعات التجارية الكبيرة التي تقع في وسط بغداد الى اطرافها، وانشاء مجمعات سكنية متكاملة مشابهة لمجمع بسماية، وتفعيل النقل النهري عن طريق زيادة محطات الركوب وعدم الاكتفاء بمحطتي الصعود والنزول في كورنيش الاعظمية والجادرية”.
وتابع أن”احد المقترحات كان بجعل الدوام الرسمي للكليات الاهلية والحكومية على ثلاثة اوقات يبدأ من الساعة السابعة وحتى التاسعة وتوزيع الاستراحات على يومي الخميس والسبت، اذ ان التفاوت يخدم التخفيف من الزخم ضمن المناطق التي توجد فيها تلك الجامعات، ووجدنا استجابة من غالبية
الجامعات”.
والمح “ الى ان الشوارع في جانب الكرخ من العاصمة بغداد احدث تصميما واوسع من شوارع جانب الرصافة التي تتسم بالقدم وتواجد الكثير من الوزارات والدوائر المهمة والرئيسية التي تشهد الكثير من المراجعات والجامعات المهمة مما يجعل منها الاكثر كثافة عن الجانب الاخر”.