حيرة العرب في قممهم

آراء 2023/05/24
...

 سعد العبيدي 

 

نجح العرب، أو نجحت جامعتهم العربية في انتزاع موافقات صعبة لدولها على عقد مؤتمر للقمة العربية يوم الجمعة التاسع عشر من الشهر الحالي للعام (2023)، ونجحت المملكة العربية السعودية في تنظيم المؤتمر، وضيافة المشاركين وجمع الأضداد، وكان النجاح الأكثر لهذه القمة يحسب لعودة سوريا إلى محيطها العربي، على الرغم من عدم الرضا الأمريكي والأوروبي واضح المعالم. 

ومع كل هذه النجاحات التي يعدها القادة العرب نجاحات مبهرة في زمنهم قليل النجاحات، الا أن الناتج من هذه القمة لما يتعلق بمشكلات الأمة لم يكن مبهراً، بل كان محيّراً، أبقى الواقع العربي كما هو في حالة تيه، وأبقى القادة العرب ملوكاً ورؤساء أقرب إلى العجز في مسائل التعامل مع قضايا أمتهم: فالعلاقة البينية مع سوريا والدول العربية تركت تقديراتها على الدولة المعنية، وأبقت ساحتها الداخلية ساحة صراع يتحرك في ربوعها الكثيرون بينهم مسلمون وعرب، ومشكلة السودان لم يتم الخوض في أغوار أسرارها، ولا في اتجاهات التدخل في مسارها من جهات العرب والأفارقة وغير العرب، وما يجري في ليبيا من مشكلات وانقسامات بقيت على حالها، ورفاه الأبناء العرب ومساعيهم للهجرة من ديار العرب لم يتم التطرق اليها، وأمور كثيرة تهم الأمن القومي العربي استمرت فاعلة كما كانت من قبل.

إن العرب في وضعهم الحالي يبدو غير مؤهلين عملياً لحل مشكلات جمعهم، وان جامعتهم العربية في وضعها القائم غير مؤهلة فعلياً إلى التحرك بين صفوفهم، لتقديم اقتراح الحلول المناسبة لمشكلاتهم، التي تمتد غالب متغيراتها خارج حدودهم الإقليمية، ويعود ذلك ببساطة إلى سبب رئيسي يرتبط بطبيعة إدارات بلدانهم التي تنقصها الديمقراطية، لأن من تنقصه معايير الديمقراطية الحقيقية، يخشى على موقعه في الحكم، ويغض النظر عن تدخل الكبار في شؤون دولته، ويقدم التنازلات في تحديد حلفاء حكمه، وبالمحصلة يفقد قدرته على اتخاذ القرار المستقل شرطاً هو الأهم، في تكوين مواقف موحدة لحل مشكلات العرب.