الشباب وعلاقات الحب

ولد وبنت 2023/05/29
...

  سرور العلي

يشعر مرتضى كريم (24 عاماً)، بالسعادة والبهجة كلما خاض علاقة حب جديدة، ويقول عن ذلك مبتسماً إن هذا الامر يحسسه بالأمان، ويشبع احتياجاته من العواطف، بل يكاد يبعد عنه القلق والتوتر، ويجعله أكثر إيجابية، وبالتالي فإنه يساهم بتحسن مستواه الدراسي.

كذلك حوراء باسم (طالبة علم نفس)، لها  الرأي نفسه، فترى أن علاقات الحب تجعلنا أكثر إنتاجية، وتزيد من عطائنا المهني، وتحدث لنا تغيرات كبيرة ناجحة في حياتنا، وبها تتجه أمزجتنا نحو الأفضل، إلى جانب  دعم صحتنا البدنية والنفسية، حيث تعمل على انخفاض خطر الإصابة بضغط الدم، وتحد من أمراض القلب.

المشكلة تكمن لدى الطالب الجامعي أحمد  نصير في حالات الانفصال، حيث يؤثر فراق الحب بشكل سلبي على الوضع الكلي، فيتراجع المستوى الدراسي، وتقل الإنتاجية والإقبال على الحياة، حتى تظهر أحيانا بعض الإصابات بالآلام الجسدية والنفسية، الأرق، والصداع، وأمراض القلب، والشعور بمزاج سيئ، والدخول بمرحلة الاكتئاب، وفقدان الشهية، وقلة النوم، وفقدان الوزن، كما أن هناك من تتكون لديهم أفكار وقناعات جديدة، كفقدان الثقة، والعزوف عن التفكير بتأسيس أسرة، اذ إن إدمان علاقات الحب، يشغل الشخص عن فعل الأشياء المهمة والضرورية في حياته، فيبقى يعيش  باحتياج دائم إلى العاطفة، وفي الغالب يكون سريع التعلق بالطرف الآخر.  

د.  ناز بدر خان السندي الباحثة النفسية والتربوية أوضحت:"حقيقة هذه من المواضيع المهمة جداً، خاصة أننا في مجتمعنا العراقي، نلاحظ أن قضية علاقات الحب التي تحدث بين الشباب والشابات أحياناً تكون غير صحيحة، والسبب في ذلك يعود للتربية الخاطئة والمفهوم المغلوط للحب، فلا بدَّ من طرح بعض التساؤلات، وهو كيف يفهم الشاب الحب والشابة كذلك؟

وهل هي علاقات تكون اختيارات فقط دون إدخال العقل فيها؟

ولماذا نربي أطفالنا دائما على أشياء متعلقة بالعاطفة أكثر من الأشياء العقلانية؟

ولماذا لا نجعلهم يفكرون بعقولهم أكثر؟

وما هو العمر المناسب حتى يكون الفرد علاقة به؟

وكيف يختار الشريك؟". 

مضيفة أن التقارب الذي يحصل بين الشاب والشابة، لا سيما المحرومين عاطفياً، وبشكل مفاجئ يصبح بينهما لقاء، فنلاحظ أن الجانب العاطفي يسيطر عليهما أكثر من العقلاني، فيرى الشاب أن الحب شيءٌ مهمٌ يرغب بأي طريقة في الحصول عليه، والشابة كذلك، لا سيما اذا كانا يعانيان من نقص عاطفي بداخلهما، ولن يعتادا سابقاً على مثل هكذا لقاء وتعارف، تصبح العواطف مسألة طبيعية وسهلة بالنسبة لهما، لذا فقد يعزى ارتفاع حالات الطلاق اليوم كنتيجة العلاقات الخاطئة التي تؤدي الى زواج فاشل، فيحدث طلاق سريع، لذا يجب مراقبة ومتابعة الطفل  خصوصا في سنواته الأولى ومراهقته، وهذا يضع ضمن مسؤولية الأسرة، حتى لا تكون علاقاته بالمستقبل الغرض منها إشباع رغبات 

فقط.

ولفتت السندي إلى أن المشكلة تكمن في أننا شعب يقلد الآخرين، فليس لدينا شيء خاص بنا، والشباب يتأثر بالدراما والأعمال السينمائية، والواقع الغربي والأوروبي، وبالأشياء البعيدة عن مجتمعنا وتقاليدنا وأعرافنا، وبالتالي نصطدم أن هذه الأمور التي نحن نتأثر بها لا تشبهنا ولا تشبه موروثنا، لذلك السبب تحدث الصدمة الكبيرة، فيتأثر الشباب بمسلسل تركي غرامي، وأحياناً يبحثون عن الحب وهذا خاطئ، فالحب سمة وحالة شعورية، وعاطفة وتتم بشكل صحيح، وبالوقت المناسب، فلا ينبغي أن نبحث عنه ويصبح كل همنا، لأن ذلك يتسبب في حصول المشكلات الحقيقية لدينا، جراء الاختيار الخاطئ، لأننا نبحث عن أشياء ليست بوقتها، والشباب اليوم يفكر بأمور أخرى بعيدة عن تحقيق أهدافهم ومستقبلهم، إذًا نحن يجب أن نفهم ونعمل على تربية الطفل تربية سليمة، وتوضيح المفاهيم له بشكل صحيح، ولا نجعله خائفا ومتقوقعا على نفسه، وفجأة يلتقي بالجنس الآخر، فيكون متعطشا لاقامة اي علاقة، وينمو على هذا الأساس، ويصبح بالتالي ضحية لها، بل علينا أن ندفعه لكي يعيش حالة طبيعية وتلقائية، ويشغل العقل والعاطفة معاً، حتى نطمئن على وضعه النفسي وخياراته المستقبلية، التي يفترض أن تكون آمنة غير مرضية 

أو سامة.