ليلى مراد سرحان

مستمتعاً بلذة الفن مبتعداً عن الوسط الفني والثقافي، يعتزل الفنان التشكيلي علي نعمة الحياة في محرابه الفني (مرسمه) غير منتمٍ إلى أيَّة مدرسة فنيَّة أو أكاديميَّة، وغير مبالٍ بما يدور من صراعات في عالم الفن. ولكن يبقى أسلوبه الفني يعكس من خلال لوحاته الفنيَّة أفكارا تبهر الناظر إليها وتشدّه من النظرة الأولى فلوحاته عبارة عن حركة لونيَّة، ويعتمد في أسلوبه هذا على إيصال فنّه إلى أبسط شريحة في المجتمع متوخياً أن لا يكون مقتصراً على النخبة في إيصال رسالته الفنيَّة.

- علي نعمة من مواليد 1971 / بغداد، وينحدر من أسرة فنيَّة فأخوته أسماء معروفة في عالم اللون والفرشاة وهم عبد الرزاق الزيدي رحمه الله ورياض نعمة وتحسين الزيدي. ولهذا نشأ على حب الرسم منذ نعومة أظفاره وبدأ يرسم وهو لا يزال بعمر الخامسة، وتطورت موهبته الفنيَّة في حقبة التسعينيات.

وتعدُّ تجربة الفنان نعمة من التجارب الغرائبيَّة فهو فنان يميل إلى المغامرة بتجاربه الفنيَّة ويزاوج في عمله الفني بين المنهج الواقعي والمنهج التعبيري، محافظاً على الملامح والتفاصيل بطريقة تصميميَّة لهذا نجده للوهلة الأولى واقعيّاً في أعماله ولكنّه بعد ذلك يزحزح المعادلة فنراه يحاول أن يبني ثم يعمل على تفكيك البناء بطريقة شبه هندسيَّة تعتمد إضافة أبعاد حركيَّة لأنَّها تتصل بالبعد الزمني والبعد الحركي أو السينمائي بوصفه رؤيا جماليَّة.

- أما بالنسبة للنصوص البصريَّة التي ينتهجها بشكلٍ عام فهي تعتمد على ثلاثة عناصر: العنصر الأول – المادة الخام/ الوسيط الناقل وهو ما يتدرّب عليه الفنان وما يجول في خاطره، والعنصر الثاني – هو الشكل (التكوين الخلقي/ سطح اللوحة وأخيراً العنصر الثالث – هو الغاية النهائيَّة/ التعبير.

في حديثه عن الفن والآراء التي يؤمن بها في إيصال رسالته الفنيَّة يقول: "بالنسبة لي أرى بأنَّ الأهم في عملية الرسم يتمثل في ضخ أعلى قدر ممكن من الطاقة الفنيَّة بغض النظر عما سيكون عليه العمل الفني مما يؤسس لحوار نفسي بين اللوحة والمشاهد. 

ويعدّ أنّ كلّ ما يخرج من بين يديه من أعمال فنيَّة هي مجرد تجارب تتراكم مع كل عمل جديد مضاف، ولهذا يظل يعيش مرحلة التجريب التي يؤمن أنّها لا تفارقه أبداً ولكنّه ينأى بأعماله عن التقليد الفج لأساليب الآخرين الفنيَّة. 

وفي العديد من لوحاته يعكس التحكّم الخفي بالمجتمع والتلاعب به. كما يحرص في أعماله الفنيَّة على عرض قضايا المجتمع 

عامة.