لماذا نجلد ذاتنا وننتقص من نتاجنا المحلّي؟

ثقافة 2023/06/01
...

  علي لفتة سعيد

لا استثناء لأي مجتمع في عملية النقد القاسي لكل ما هو محلي لأسباب عديدة لا تخرج عن كونها منافسة أو حسداً أو غيرة أو تحت يافطة مطربة الحي التي لا تطرب، أو حتى رؤية أنه أي المبدع المحلي يراقب من كل الاتجاهات، كونه يتناول البيئة الداخلية أكثر من رؤية الخطأ لبيئة أخرى خارجيَّة.. ولكن بعض النقد يصل إلى  درجة القساوة حتى مرحلة ما اصطلحته (جلد الذات) حين يصل إلى جرف كل ما هو إبداعي ليكون شبه قارّ كأن يقال. لا يوجد شعر ولا يوجد أدب وأن كل ما هو موجود عبارة عن محاولات فيها الكثير من التسهيل وإن هذا (الاديب) أو (الفنان) أسهمت في صناعة شهرته جهات إعلاميّة أو حتى سياسيّة أكثر من مفعول إبداعه.. ولهذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هو: لماذا نلجأ إلى جلد الذات المحلية؟ ولماذا الانتقاص من الشخوص قبل الإبداع؟ ولماذا نحاول التقليل من العمل المحلي لصالح العمل الخارجي؟ ولماذا نبحث عن الخطأ في النص أكثر من البحث عن الجمال؟


وجع المجتمع

الناقد العراقي حيدر علي الأسدي يضع منذ البدء عملة الادراك، ويرى أن الأديب والفنان والمثقف العراقي هو الأرصن والأجود في المنطقة العربية، بل في العالم، إلاّ أنه يستدرك بالقول: لكن مغبة المشكلات التي حدثت في السنوات الأخيرة، ومنها آثار الحرب ونظرة العالم إلى العراق وإلى منظومة الحكم في العراق، إنما هي من غايرت وجهات النظر عن طبيعة هذا المثقّف وصورته. 

ويرى أن الأديب العراقي منتج ومتفائل ومحب للحياة والإبداع، ويعمل بظروف قاسية، ولكن في الوقت ذاته يواجه العديد من الانتقادات والأزمات لعل أولها القطيعة التي بينه وبين (الجمهور)، وبينه وبين (المسؤول)، وكذلك بينه وبينه (منظومة الثقافة العربية بمظاهرها ومستوياتها كافة) لذلك بقي الأديب العراقي ونتاجه حبيس المحلية وتحت سياط الانتقاد، ولا أقول النقد فثمة من يعتقد أن المثقفين والأدباء في العراق يكتبون من أعلى أبراجهم العاجية غير مكترثين لآلام وأوجاع مجتمعاتهم، وهو يعد الأمر خاطئًا على اعتبار أن أغلب من يكتب في العراق هم من صميم أوجاع المجتمع ومن قاع المجتمع الملتهب بالأزمات والمشكلات. ويقف الأسدي عند نقطة هي

التسويق. 

ويضيف: لا نجد لذلك أي أثر، فالأصوات (المتشائمة) غالبا ما تجلد الأديب العراقي وتقرعه وتقلّل من قيمة نتاجه داخل الوطن، رغم أنه يذهب لخارج أسوار الوطن ويعود بالجوائز الأدبية والفنية المختلفة وبشيء من الحسرة والألم على إهمال منظومة الثقافة داخل وطنه له أو لنتاجه، ويعطي مثلا أن العديد المبدعين طبعت نتاجاتهم خارج أسوار البلد بالمجان، بينما بقيت المؤسسات الثقافية ودور النشر العراقية متفرّجة على تلك النتاجات وهي توسم بدور نشر عربية. 

وزيد بالقول أن هناك من كرّموا في بلدان أخرى، بينما تكتفي المؤسسات الثقافية في بلداهم بالتفرّج الصامت على تلك النشاطات والتكريمات، حتى أن العديد من المبدعين فضلّوا ختم مشوار عمرهم في بلاد الغربة، وبعضهم قاطع المؤسسات الثقافية وحتى المجتمع لأنه يشعر بأن لا قيمة معرفية أو جوهرية له (عند هذا المجتمع ومؤسساته الثقافية) وهنا تكمن المشكلة الأكبر، لذا يطرح الأسدي تساؤلا ويقول إنه الاقسى علينا كمثقفين لماذا نقدم الدعوات لفنانين وأدباء من الخارج في بعض مهرجاناتنا ومحافلنا ونهمش الأديب العراقي؟ منوها إلى دعوة أنصاف الشعراء والشاعرات العرب في المرابد السابقة، بينما غيّب العديد من الشعراء المبدعين داخل وخارج العراق.


ميراث تراكمي

الناقدة المصرية فاتن فاروق عبد المنعم تؤكد أن الجميع يمارس جلد الذات على عمومه كأنه عقاب الشخص لنفسه عندما يخفق في تحقيق شيء ما فيبدأ بمحاسبة نفسه متهما بالتقصير وهو ما أدى به إلى التعثّر، وترى أن هذا الفعل جيد جدا لأنّه يجعل هذا الشخص يعيد حساباته متلمّسا جوانب ضعفه التي أفشلت مشروعه أيا كان كي يقوم من كبوته ويعود أقوى مما كان. 

لكنها تستدرك إن كان جلد الذات في نقد الأعمال الأدبية المختلفة على تنوعها فهذا حديث ذو شجون، فبلادنا التي تعج بالفساد الذي امتدَّ إلى كلِّ بوصة فيها قد شمل مجتمع المثقفين بكل أسف، هذا المجتمع يغلب عليه الشلليَّة وما يتبعها من المجاملات والانحيازات الأيديولوجية الفاضحة التي تدفع بأسماء بعينها من دون أخرى يتم حجبها رغم جودة منتجها لا لشيء إلا لاختلاف الذين يتقلّدون المناصب في المؤسّسات الثقافية مع الكاتب فكريا، مما يؤدّي إلى الافتقار إلى النقد الموضوعي الذي يبلور المشهد ويجلي صورته. وترى عبد المنعم أن النقد الانطباعي في بلادنا يسبق النقد الأكاديمي بمراحل، وهذا ناتج من جمود النقاد الأكاديميين المقيدين بالنقاد الأوروبيين ونظرياتهم، ومن المؤسف أن لغة بحجم اللغة العربية لا يوجد لها نظرية نقدية تخصها تكون تكأة ومنطلقا وبها نهتدي إلى مرفأ حقيقي من دون استدعاء لبضاعة الآخر التي قد لا تناسبنا.

وكثيرا ما سمعت من نقاد أكاديميين نقدا لأعمال أدبية يستشهدون بنظريات لفرجينيا وولف وسوزان برنار وغيرهما ليطبقوها على نص ما وأرى أن ما ذكر بعيد كل البعد عن النص الذي هو قيد الدراسة إما لأنه عاجز عن التطبيق الفعلي أو أنه يفتقر إلى مهارة تحليل النص. وتزيد بقولها إن الأمر لا يخلو من ميراث تراكمي ثقيل تم الاشتغال عليه من قبل المستشرقين وهو بثّ فينا الهزيمة النفسيَّة وكسرنا داخليا كي نصاب بالعجز وعدم القدرة على إحداث أية مستجدات من شأنها أن يكون لنا بصمتنا التي تخصّنا، فنظلّ بصفة دائمة في انتظار لمنتجهم أيا كان، وتعتقد أن هذا أدّى إلى نشوء “المثقف المهزوم” الذي يلهث خلف الآخر ويتمسّح به وقد بلغ الأمر ذروته في ثلاثينيات القرن المنصرم أن ادّعى بعض المثقفين في مصر (سلامة موسى ولويس عوض وغالي شكري وطه حسين وعبد العزيز فهمي) أن أصولنا أورومتوسطية ولا بدَّ من العودة لهذه الأصول، بل ودعوا إلى كتابة العربية بالأحرف اللاتينيَّة، وفي المقابل خرج جمعٌ آخر يطالب بالعودة إلى القرن الرابع الهجري فقام الرائع جمال حمدان بوصف الفريق الأول بأنّهم يعانون مركب نقص والفريق الثاني بأنهم يعانون مركب نقص بالمقلوب.


الغيرة والحسد

الشاعر العراقي صادق الطريحي يعد عملية جلد الذات من الظواهر النفسية الشائعة في كل المجتمعات، وهي ظاهرة سلبية تضخّمت نتيجة ممارسة النقد الذاتي الذي يقدمه الإنسان لنفسه، والأصل في هذه الظاهرة أنها فردية. لكنها بلا شك تظهر في المجتمعات المحبطة أو التي تعرّضت إلى التخريب أو الفشل السياسي وغيرها من الأسباب، ولا شك في وجودها داخل المنظومة الأدبية، وربما كانت نسقا مضمرًا لا نشعر بوجوده!! فنقول إن هذا (الأديب) أو (الفنان) أسهمت في صناعة شهرته جهات إعلامية او حتى سياسية أكثر من مفعول إبداعه. 

والحق أنّ هذه الظاهرة كما يشير الطريحي موجودة في معظم المجتمعات تقريبا، ولكن بنسبٍ متباينة، فمثلا كانت الحرب الباردة، وتوابعها في المجتمعات الدائرة في فلك الدول المتحاربة الكبرى سببا في تضخيم بعض الأدباء، للدفاع عما تؤمن به من معتقدات تعدها هي الحقيقة الوحيدة الثابتة. ويمضي بقوله إن الواقع يخبرنا أيضا، أننا لا شعوريًا نحاول إقصاء الأديب المبدع، وإيجاد سببٍ ما لتفسير انتشاره!. وهنا لا يمكننا إغفال الشعور الداخلي عندنا بالغيرة أو (الحسد) لهذا الشخص، ولعل المثل الشعبي الشائع عندنا (مجدي ما يحب مجدي) جاء وانتشر نتيجة هذا الشعور الداخلي الذي نأبى الاعتراف به!!، وربما يمكننا رؤية ذلك بوضوح أكثر بعد إعلان الجوائز الأدبية ذات المردود المادي الكبير، فسرعان ما نتهم لجنة الجائزة أو الداعمين لها بشتى التهم!! ونحاول أن ننتقص من الأعمال الأدبية الفائزة!!!

 ولكن الكثير من الظواهر الأدبية لا يمكننا أن نعدها من الجلد الذاتي، فمثلا، وثّقت معظم الدراسات النقدية، وبخاصة الدكتور عبد العزيز حمودة تبعيَّة النقد العربي الحديث إلى النظريات النقدية الغربية الحديثة، متجاهلين أو غير مطلعين اطلاعا علميا على نظريات النقد الأدبي العربية التي تستطيع أن تحلل وتفسر أدبية النص الحديث، ويبدو أنّ هؤلاء النقاد أنفسهم قد مارسوا جلد الذات حين ظنوا الظنون بنظريات النقد الأدبي العربية وآثروا عليها نظريات مستوردة ربما ليس لها تلك الصلة الوثيقة بالبيئة التي يكتب بها الأدب العربي!.


ذهنيَّة انهزاميَّة

وترى الأديبة الجزائرية آسيا رحاحلية أن جلد الذات أزمة حقيقية يعاني منها عالمنا العربي في كل المجالات، وهي مصنّفة من الأمراض النفسية التي تصيب الأفراد أو المجتمعات. في مجال الأدب. وترى ثمة إزعاج في الأمر حين يتم إنكار أنّ هناك أدبًا محلّيًا لا يخلو قيمة عن الأدب العالمي. وتضيف: ما أسهل أن نطلق الأحكام المسبقة وأن نمحو بجرّة قلم واحدة كلّ ما يُبذل من جهد من طرف الكتّاب وكل ما يصدر من إبداع أدبي في بلداننا.. وتستشهد بقول لصديق من بلدها حين قال ليس لدينا في الجزائر كتابا للقصة القصيرة ولا إبداع فيها سوى ما يأتي من المشرق ومن الغرب، وتشير إلى انها صُدمت خاصة وأنّ الصديق نفسه كاتب قصة جيّد. لذا تتساءل كيف سينتبه العالم لنا إذا كنا نحن نقزّم أنفسنا ونعمل على تحطيم وهدم ذواتنا؟ وكأنّه لا بدَّ أن يعترف بنا الآخر لكي نعترف بأنفسنا؟ وترجح إلى أن السبب يعود إلى انعدام الثقة بالنفس والإحساس بالنقص والدونية وكراهية الذات وتحقيرها وتمجيد الآخر والانبهار بما يكتبه والشعور بأنّه دائما الأقوى الأجمل والأكمل، وأنّ “الحشائش دائما أكثر خضرة على الجانب الآخر من الجبل”، وترى أن الكثيرين هم كما يصفهم أبو الفرج بن الجوزي (يرون العجيب كلام الغريب ** وقول القريب فلا يعجب) وتطرح سؤالا، هل زامر الحيّ فعلا لا يطرب؟، وماذا لو أن المشكلة في الحيّ وليست في الزّامر؟، وتدعو إلى التفكير في هذه الفرضية لأنها لا ترى زمنا للتخلّص من الذهنية الانهزامية التي أورثها لنا الاستعمار ومتى نتخلص من عقدة الغالب والمغلوب. لكنها تستدرك بقولها أنها ضدّ التعميم والتطرّف في الحكم على الأدب فليس كل ما يُكتب بلا قيمة، وليس كلّ ما يُنشر محض هراء وثرثرة وأنّه لا يرقى لأن يسمّى أدبا وأيّ دراسات أجريت، أيّ ملتقيات وكتب اهتمّت فعلا بتقييم كل النتاج الأدبي المحلّي، على أسس نقدية صحيحة ومن طرف مختصين أكفاء حتى نجزم بهذا أو نفنّده؟، لكنها تشير إلى أن هذا لا يعني أن نكتفي بالصمت أمام الغثاء الذي تساعد بعض دور النشر وبعض المحسوبين على النقد في انتشاره، وألا نترك للرداءة المجال لكي تبيض وتفقّس. 

وتشير الى أنها قالت في أكثر من مناسبة: لو لم يكن هناك نقد هدّام لما جاءت عبارة نقد بنّاء.


ماركة مسجلة

الكاتب والصحفي اليمني محمد الدباسي يعيد مقولة أن “زامر الحي لا يطرب ولو كان يحمل مزماراً من مزامير داود”.. ويعتقد أن هذه مشكلة يعاني منها كل مطرب في حيه والمطرب هنا ليس بالضرورة أن يكون فناناً بل قد يكون مهندساً أو نجاراً أو حتى طبيباً عالج حاكم المدينة من داء جهل العالم دواءه. ويستغرب الدباسي من أن لا يطرب ذلك الزامر أهل منطقته رغم أن الكثير من المناطق الأخرى تشهد له بالإبداع والكفاءة حتى ظننا بأن العوامل الجغرافية لها دور في بروز كفاءة ذلك الزامر. ويضع مجموعة أسئلة، لم لا يطربنا ذلك الزامر ونحن الأكثر معرفة به؟ هل لأنه منا ونعرف تفاصيله؟ أم لأننا تعودنا عليه وتشبعنا منه؟ لماذا الغريب هو من نبحث عنه ونمجده ولو كان مغموراً؟ هل حقاً بأننا نجيد انتقاد كل من يبدع من أبناء جلدتنا من دون غيره؟ ويرى أنه لم نطبق قاعدة كلما كان صاحب المهرة غريباً عنا كلما زدنا به طرباً وكأنها معادلة فيزيائية نسي نيوتن تدوينها في كتبه فتذكرناها وحفظنا حقوقها كماركة مسجلة لأهل البلد بحق ابن جلدتهم لتذكره دائماً بأن الاغتراب هو الحل الوحيد لكي يلتف حوله الجميع تصفيقاً. ويؤكد أنها ماركة قمنا بتسجيلها لأننا مجتمع لا يقبل أن يتميز أبناء جلدتنا لأننا نرى ذلك تميزهم دوننا فتميزهم هنا يعني بأننا لم نستطع أن نكون مثلهم ونحن نملك نفس الفرص لأن نكون كذلك، ويطرح من جديد سؤالا للنقاش ماذا كان ينقصنا لنحقق ما حققوا؟ ويجيب بطريقة من يهدئ الروع.. لا بأس بأن نبرّر كل نجاح لأبناء جلدتنا بأنه ضربة حظ أو واسطة لنبرر بها تقصيرنا لنصبح مثلهم. ولا بأس بأن نقول لا توجد لدينا ثقافة ولا طب أو هندسة طالما أن ذلك سيقلل من كفاءتهم فهم جزءٌ من مجتمعنا على كل حال. ولا بأس بأن نبحث عن أدق تفاصيلهم لننقدهم ولو كانت تلك التفاصيل بعيدة عن صلب ما يعملون فالمهم هنا أن ننقص من إنجازاتهم. ولا بأس بأن نقلل من قراءتهم لواقع مجتمعنا لنقلل من سهام نقدهم ونُفَند تفاصيل مشكلاتنا التي وصفوها لنا. ولا بأس ونحن بحاجة لزامر يطربنا بأن نستعين به ونطلبه من مكان آخر لنستطيع الرقص طرباً من دون حياء، فالزامر في نهاية الحفلة سيذهب ويفتخر به آخرون ليسوا بيننا بالتأكيد ليشعروننا بتميز زامرهم عنا. ولا بأس بكل ذلك طالما أن ذلك سيعيننا على إيجاد التبرير المناسب في الزمن غير المناسب.


قيمة المنجز

ويشير الناقد العراقي رزاق الدجيلي إلى أن النقد هو عملية بناء الذات وإيجاد مواطن القوة والضعف في أي عمل نصّي أدبي، إذا كان رواية أو شعرا أو قصة قصيرة، ويقول إن “العملية الإبداعية ترتكز على مقومات عدّة، ومنها النقد البنّاء وليس العكس، اي ما محدود له من إيجاد مواطن القوة والضعف وكل ما يخص البناء الأسلوبي والبعد الأدبي وأحكام الذات لدى المبدع الذي يدرك تماما أن هناك عملية تلقّي واستيعاب لكل ما يقوم به من طرف المثقف الناقد، ومن مرتكزات النقد الأدبي هو عملية الاتصال بين أبناء الجنس البشري ومعرفة آرائهم عن كل ما يدور من المعارف الجماليّة واللغويّة”. ويضيف أن “المسلّم به بأن النقد الأدبي هو نشاط معرفي إنساني يقوم على استخدام اللغة بكل جمالياتها كأداة للتعبير والتحفيز وإيجاد الروح في العمل الادبي”. ويستعين بمقولة لفرويد (إن أي عمل أدبي هو عبارة عن مساحةٍ واسعة من الخفايا والمبهمات النفسيّة والانزياحات الحسيّة التي تسكن داخل النفس البشريّة) وستعين بمقولةٍ أخرى لجاك دريدا في مفهومه التفكيكي (إن الرؤيا ترتكز على تحويل الثابت وتثبت المتحول). ويشير إلى أن هناك من تبنى أسلوب النقد الاجتماعي أو ما يسمى إن صحَّ التعبير المذهب الاجتماعي وخصوصا أحمد أمين، وسلامة موسى، ولويس عوض ومن اتبع المذهب التاريخي كالعقاد، وطه حسين، إذن هي بالتأكيد عملية متكاملة البناء بحد ذاتها وليس فقط (جلد الذات)، مع قساوة المقومات كما يقال. ويرى أن أسس المناهج العديدة كأسس هي التي تحدد قيمة المنجز الإبداعي ليخرج ثانيةً الى الوجود بصورته الأكمل بعد ولادته الأولى ليدخل كاملا غير ناقصٍ بشكله المتجلّي

والأنقى.