كارثة الصحة العامة الصامتة

اسرة ومجتمع 2023/06/03
...

  ترجمة: ثريا جواد

وفقا لتحليل جديد يبين الأطباء أن إتاحة الإجراءات العادية السابقة البسيطة للولادة للجميع، بإمكانها أن تنقذ مليون طفل سنويا في جميع أنحاء العالم النامي يمكن التحقق من «كارثة صحية صامتة»، من خلال إنفاق أقل من مليار جنيه إسترليني لهذه الاجراءات، إذا أتيحت للأمهات إمكانية الوصول إلى تدابير صحية بسيطة ومنخفضة التكلفة مثل الفيتامينات ومضادات الملاريا والأسبرين.

- تشيرالدراسة التي ركزت على «كارثة الصحة العامة الصامتة» للأطفال الذين يولدون «صغارًا جدًا أو مبكرًا جدًا»، تأتي في الوقت الذي تحذر فيه الأمم المتحدة من أن التقدم المحرز في الحد من وفيات المواليد الجدد والإملاص (الطفل الذي يموت بعد 28 أسبوعاً من الحمل)، قد توقف منذ العام 2015 ويقع اللوم جزئيًا على الرعاية السابقة للولادة غير المنتظمة، والتي تعاني من نقص التمويل ويقدر مؤلفو التحليل المنشور في مجلة ذا لانسيت الطبية، أنه يمكن تجنب 476000 حالة وفاة حديثي الولادة و 566000 حالة وفاة ميتة في كل عام، إذ تم تنفيذ عدد قليل من تدابير ما قبل الولادة بشكل كامل في 81 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل.

على الصعيد العالمي انخفض عدد وفيات الأطفال حديثي الولادة  (الأطفال الذين يموتون في غضون 28 يومًا) بأكثر من النصف في العقود الثلاثة بين عامي 1990 و 2020  من 5 ملايين إلى 2.4 مليون لكن في جميع أنحاء العالم النامي، لا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا،  فلا تزال الأرقام مرتفعة، وأظهر تقرير للأمم المتحدة صدر هذا الأسبوع أن معدل التقدم قد ظل راكدًا منذ العام 2015 بسبب انخفاض الاستثمار،  حيث يسجل كل عام منذ أكثر من 2 مليون حالة وفاة بين الأطفال حديثي الولادة و 1.9 مليون حالة وفاة ميتة (مصنفة من قبل منظمة الصحة العالمية على أنهم أطفال يموتون بعد 28 أسبوعًا من الحمل).

يقول الدكتور أنشو بانيرجي مدير منظمة الصحة العالمية لصحة وشيخوخة الأمهات والمواليد والأطفال والمراهقين في منظمة الصحة العالمية: «إذا كنا نرغب في رؤية نتائج مختلفة  فعلينا أن نفعل الأشياء بشكل مختلف.  «هناك حاجة الآن إلى استثمارات أكثر وأكثر ذكاءً في مجال الرعاية الصحية الأولية، حتى تتمتع كل امرأة وطفل، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه بأفضل فرصة للصحة والبقاء على قيد الحياة.» والتدابير الموصى بها في السلسلة المنشورة في ذا لانسيت مستخدمة بالفعل في البلدان ذات الدخل المرتفع من مساعدة النساء الحوامل على الإقلاع عن التدخين، إلى إعطائهن الأسبرين، عندما يَكُنَّ معرضات لخطر الإصابة بتسمم الحمل، لكن لا يتم استخدامها بشكل منهجي في العديد من الأماكن، لا سيما في البلدان التي لديها أنظمة صحية تحت ضغط كبير من حالات الطوارئ الإنسانية مثل أفغانستان أو جنوب السودان.

وجد تقرير للامم المتحدة أن أقل من 60٪ من النساء في البلدان الأشد تضرراً تلقين أربعة فحوصات قبل الولادة أوصت بها منظمة الصحة العالمية، وعلى الرغم من حجم التحدي، فإن تكلفة تطبيق التدابير عبر 81 دولة ستبلغ حوالي 1.1 مليار دولار (870 مليون جنيه إسترليني) كما يقول المؤلفون، وهو مبلغ وصفه أحدهم بأنه «جزء صغير» مما تتلقاه البرامج الصحية الأخرى ومع ذلك، فقد يجادلون بأن التأثير قد يكون هائلاً، ومن المحتمل أن يمنع 5.2 مليون طفل سنويًا من الولادة المبكرة أو الصغيرة بالنسبة لعمر الحمل أو بوزن منخفض عند الولادة (يُعرف بأنه أقل من 5.5 رطل) وتشير التقديرات الأولى على الإطلاق حول هذا الموضوع إلى أن مشكلة الأطفال حديثي الولادة المعرضين للخطر أكبر مما تم إدراكه سابقًا، وهي كارثة صحية عامة صامتة تؤثر في مجرى الحياة،  وفي العام 2020  قدر المؤلفون أن أكثر من نصف وفيات الأطفال حديثي الولادة في جميع أنحاء العالم تُعزى إلى أن الأطفال هم من الأطفال حديثي الولادة وكتبوا: «من خلال عدم معالجة هذه الأولوية ، فإننا نعرض مستقبلنا الجماعي للخطر».

عن الغارديان