ماريا تحارب التلوث البيئي بالفن

ولد وبنت 2023/06/05
...

  سرور العلي 

 ظهرت موهبة ماريا حميد بالرسم في المرحلة الابتدائية، فنالت الكثير من الدعم من أسرتها، ومدرستها وأساتذتها، إذ تدرس في مدرسة انكليزية، وهي مدرسة "فيوجر سكول"، فتطور فكرها الفني والثقافي فيها، وأصبحت تتحدث ثلاث لغات، الإنكليزية، والعربية، والكردية، وفي بداياتها كانت تطبق أفكارها من خلال الرسم، ثم بعد ذلك اكتشفت موهبتها في فن التجميع، وهي بسن الثانية عشرة.

وأشارت بابتسامة بريئة إلى أن الهدف من موهبتها، هو تنقية وإعادة تدوير الأشياء، والخردة المتوفرة في البيئة، إذ وجدت الفن وسيلة للتغيير، فقد قامت بتحويل البلاستيك المسبب للسرطان حين حرقه أو رميه في البحر، وقتل الحيوانات، وتدمير البيئة، إلى مزهريات وورود ملونة، وغيرها الكثير من الأشكال الفنية.

وتطمح ماريا لتغيير البيئة، إذ تسعى للتقليل من رمي البلاستيك والمواد المسرطنة، والاستفادة منها في صناعة الأعمال الفنية، للحد من التلوث البيئي، ولا تتقيد بالخامات المستخدمة في أعمالها، بل تستخدم كل ما هو موجود حولها من مواد مستهلكة  وتحوله إلى نماذج فنية، وغير ذلك فهي ترسم بالألوان الخشبية والاكرلك.

يستغرق العمل الواحد منها، بحسب نوعه وحجمه وتفاصيله، إن كان بسيطاً قد لا يأخذ من وقتها إلا دقائق، أما إذا كان العمل كبيراً فيتطلب ساعات وأياماً عدة، للوصول إلى الرضا التام عن إنجازها، كما أنها شغوفة في العلوم كثيراً، ولا سيما قراءة وجمع المعلومات المتعلقة بالحيوانات، وجميع تفاصيلها البيئية والمعيشية، وتسعى لتطوير لغتها وتعلم لغات أخرى، كي تزيد ثقافتها الدراسية، وتود إيصال فكرة بأنه يمكن التقليل من تلوث البيئة، بل يمكن تجميلها من خلال تحويل المواد المستهلكة يومياً إلى تحف فنية.

وتستوحي أفكارها من خلال الأشكال، إذ تنظر إلى شكل البلاستيك أو الخشب أو الحديد، وإن كان يشبه نموذجاً فنياً، ثم تقوم بتحويله، وتطبق أفكارها الموجودة في مخيلتها عليه، وتبدع بالعمل النهائي الفني.

أستاذ حصة التربية الفنية براق محمد أكد: "ماريا من الطالبات المجتهدات، وهي صاحبة فكر ورأي ضمن نطاق الطفل في بيئتها المدرسية والمنزلية، وهذا ما يجب أن يمتلكه كل طفل في الحياة، وهي تستحق الدعم وإيصال صوتها وفنها، لكي تكون قدوة أو مصدر تطور فكري لدى الأطفال في سنها، ونحن كملاك مدرسي فخورون بها، وبكل تلميذ يفكر بهذه الطريقة لجعل نمط حياتنا أفضل". 

شاركت ماريا في جميع المعارض الفنية التي أقامتها مدرستها، والمعارض المشتركة بين المدارس الإنكليزية في مدينة خانقين، ونالت عدة شهادات تقديرية، ودعماً كبيراً من مدرستها.