كيف صار ذيل الكلب أعوج؟

ثقافة 2023/06/06
...

عن دار البنان في بيروت صدرت للشاعر محمد كاظم جواد قصة كيف صار ذيل الكلب أعوج؟
تزينها رسوم الفنانة السورية ضحى الخطيب، تتحدث القصة عن قرية يعيش سكانها في أمان، ويحرسها كلب اسمه نبهان كان يقظا يراقب كل من يدخل إلى القرية ليلا، ما أن يقترب شخص غريب، حتى يملأ القرية بالنباح فيستيقظ أهل القرية ويستطلعون المكان، ولهذا لم يقترب اللصوص من هذه القرية الآمنة.
مرت فترة طويلة لم يقترب أحد من أجل سرقة بعض المحاصيل الزراعية، قرر نبهان أن ينام في الليل ما دام الوضع آمنا، لكن كيف عرف اللصوص أن الكلب يغط في سبات عميق؟
رمى أحد اللصوص من بعيد حجرا قرب نبهان، لكنه لم ينتبه بسبب نومه العميق، فتسلل اللصوص قبل الفجر بهدوء وسرقوا بعض الأشياء، دون أن ينتبه الكلب نبهان، وانسحبوا بهدوء، وفي الصباح استيقظ أهل القرية على صياح الديك فوجدوا أنهم قد سُرقوا، وأن الكلب يغط في نوم عميق، فقرروا أن يستبدلوا نبهان بكلبٍ آخر اسمه سهران، الذي فرح كثيرا بهذه المهمة، وبدأ باستعراض مهارته في النباح طول الليل، فيستيقظ اهل القرية ويفتشون المكان، دون أن يجدوا أي شيء، ومضى على هذا الحال، فقرر أهل القرية ان يناموا مطمئنين ما دام الكلب سهران ينبح طول الليل، ولن يتجرأ اللصوص بالاقتراب من القرية.
انتبه أحد اللصوص إلى نباح سهران المستمر، دون أن يرى أحدا يقترب من القرية، فليس من المعقول أن يستمر بالنباح بهذا الشكل.
كان سهران حينما يصيبه النعاس يعض ذيله، من أجل أن يستيقظ، لكن التعب أصابه وأن نباحه كان بسبب الألم في ذيله، عرف اللصوص أن مثل هذا النوع من النباح، يكون كاذبا فتسللوا إلى القرية ليلا وسرقوا بعض الأشياء، دون أن ينتبه الكلب سهران إلى ذلك، بل كان منتبها إلى ذيله الذي صار أعوج.. فقال رجل كبير في السن لقد سرقنا هذه المرة، بسبب انشغال سهران بذيله، على الرغم من نباحه المستمر انظروا إلى ذيله الذي التف بسبب الالم.