نهاية هذا الأسبوع ، وتحديدا ، يوم الجمعة المقبل ، ستعلن الادارة الحالية لاتحاد الادباء والكتاب في العراق عن انتهاء مدة عملها ، ليبدأ الادباء بانتخاب ادارة جديدة ؛ حيث بدأت وفود ادباء المحافظات حزم حقائبها للتوجه الى بغداد .
لكنّ شيئاً من الانصاف يدفعنا للقول بأن الادارة الحالية كانت لها بصمتها الواضحة ، بدءا من الاصرار الوطني على القرارات المصيرية التي تهم البلاد ، ومرورا باصدارات اتحاد الادباء التي ازدهرت جدا هذه الدورة ، وليس انتهاءً بالتشجيع لظهور اسماء ابداعية شبابية جديدة ، من خلال المسابقات التي اقامها الاتحاد .
لقد انجزت الادارة الحالية ماعليها ، او ما وعدت به ، وها هي الانتخابات تفتح بابها ، والتغيير مطلوب ؛ لأن النجاح الذي ذكرناه لايعني ان التشكيلة الحالية لادارة الاتحاد خالية من الذين يجب تغييرهم ، وقد جاءت بهم الانتخابات ، وستعيدهم الانتخابات وتؤهل من هو مؤهل للعمل النقابي بحرص واخلاص .
لذلك ، يرى الادباء ان الادارة الحالية كسرت حاجز الرتابة والركود ، واعلنت عن العمل الجاد ؛ ولأن الانتخابات هي التي ترسم ملامح القيادة الجديدة لاتحاد الادباء ، فإنه لابد من اكمال الخطوات الجريئة الواضحة التي قامت بها الادارة الحالية ، فضلا عن ضرورة التخلص من بعض الاسماء التي كانت نافذة للطعن في هذه الادارة ، اما بسبب عدم اهليتها او بسبب عدم ارتقائها للمسؤولية النقابية .
يريد الادباء من اتحادهم ان يوفر لهم الضمان الصحي وأن يحميهم بقانون يشرع في مجلس النواب ، وان يعامل الأديب في كل مفاصل الحياة العراقية ، وفي كل الدوائر والوزارات ، على انه قيمة عليا ، تمثل وجه البلد المشرق ؛ وينتظر الادباء من اتحادهم ان يرفع من مستوى تفاعله مع قضايا البلد العامة ، وقضايا الاديب العراقي ؛ فمثلما رأينا لهذه الادارة صوتها الصادح في ازمة النشيد الوطني ، وفي قضايا كثيرة ، نريد صوتا صادحا يمنح الأديب حقوقا لاتقل عن تلك التي منحت لبعض النقابات ؛ فضلا عن المطالبة برعاية المبدعين الذين لديهم من المنجز الشيء الكثير لكنه مؤجل اما بسبب انشغالات العمل اليومي المضني ، او بسبب عدم تمكنهم ماليا من الانفاق على ابداعهم واظهاره لكي يفيد منه
المجتمع .
كل الشكر للخطوات الواضحة التي قامت بها الادارة الحالية ؛ وكلنا امل بادباء العراق في ان يكونوا انموذجا ناصع البياض حتى في انتخاباتهم ، لأنهم يمثلون صوت الوطن ويشكلون لوحة وجهه المشرق ، لذلك لابد من الاختيار الدقيق ، وعدم المجاملة ، لأن المجاملة في هذا الامر تعد خطوة الى الخلف ، ونحن في امس الحاجة للتقدم وانتشال الأدب والأدباء والوصول بهما الى شاطئ الابداع والألق .