دعواتٌ لإنشاء حزامٍ أخضر يحمي من العواصف الترابيَّة

استراحة 2023/06/07
...

 السماوة: احمد الفرطوسي

 تصوير: خضير العتابي


شرعت أغلب الحكومات المحلية في العراق بإنشاء حزام أخضر حول  المدن، ليحميها  من العواصف الترابية ويساعد على تلطيف وترطيب الهواء، إضافة إلى وظيفته الجمالية، وعلى غرار تجارب الدول المتقدمة، لكن بمرور الزمن لم يبقَ من هذه المشاريع  سوى الوعود، لعدة أسباب، منها: اندثار وسائل السقي وضعف المتابعة الميدانية، أو عدم جدية القائمين على هذه المشاريع . 

التدريسي في كلية الزراعة بجامعة المثنى د. عزيز علي قال لـ(الصباح):” إن وقوع العراق جغرافيا  على حافة الصحراء زاد مشكلة التصحر وعقدها، وهذه المناطق هي امتداد لصحراء السعودية  والأردن، إلّا أنه في سبعينيات القرن الماضي كان لدى الدولة توجه لحفر الآبار الارتوازية وعمل السدود وإنشاء مساحات خضراء، وإنشاء مجمعات سكنية، والهدف منها هو تسكين البدو الرحل وخلق عمليات التنمية الزراعية، لكن  البلد دخل  في حروب عبثية وتوقفت كل الخطط  عن التنفيذ”. 

ويضيف إن الخطط الزراعية التي تضعها الجهات التنفيذية، لا تستند إلى أسس علمية من حيث اختيار الموقع للحزام الأخضر وطبيعة الأشجار المختارة، لأنه في أغلب الأحيان يجب أن يكون حائط مصد، إذ لا يمكن زراعة أشجار الفواكه والنخيل والحمضيات كأحزمة خضراء، بل يجب زراعة أشجار ذات كثافة ورقية وارتفاع مناسب مثل شجرة القالب توز والاثل والكاربس”.

بينما قال المزارع سعد علي الجياشي لـ(الصباح): “نخسر سنوياً ملايين الدنانير بفعل الأتربة التي تصيب المحاصيل الزراعية، خاصة الصيفية منها والناجمة عن الكثبان الرملية المتحركة والتي تصيب الحقول”، مشيراً إلى” أن غياب الحزام الأخضر أثّر في التربة من الغلات الزراعية، وأصبح انتاج الدونم الواحد لا يحقق الأرباح، بل في بعض الأحيان لا يسد التكاليف الأساسية، التي خسرها الفلاح في عملية الزراعة من بذور ومبيدات وتكاليف حراثة ومصاريف أخرى، ما دفع أغلب الفلاحين إلى هجرة الأرض والبحث عن مصدر آخر للمعيشة”.