بين الاكسسوار والذهب.. هل تغيّرت زينة الفتيات؟

ولد وبنت 2023/06/12
...

  سرور العلي
يقول المثل الشعبي {الذهب زينة وخزينة}، لكنْ هل فتيات اليوم ما زلنَ يتبعن هذا المثل؟ تؤكد الموظفة زينب كريم: اعتدنا منذ سنوات على شراء المصوغات الذهبيَّة، كونها زينة للمرأة وكذلك وسيلة للادخار، لا سيما أن هناك من يشترين الأطقم الذهبيَّة الثقيلة من أجل اكتنازها واستثمارها لاحقاً.
اليوم ومع انتشار مغريات الحياة الكثيرة، وطرق وأساليب أخرى تبْرِزَ جمال المرأة نجد تراجعاً بأنْ تتزين الفتاة بخاتمٍ ذهبي أو أقراط، وبدلا من ذلك يقع الخيار على إجراء عملية تجميليَّة، أو شراء مساحيق تجميل باهظة الثمن من ماركة مشهورة، بل صرن يجهلن قيمة الذهب ويلجأن لشراء الاكسسوارات العاديَّة، كما أنَّ بعضهنَّ يفضلن شراء الذهب البرازيلي والتزين به".
في حين أشارت الطالبة الجامعيَّة عذراء حسن إلى أنَّ "الذهب يبقى أهم زينة للفتاة، بالرغم من أنَّ هناك من يحرصن على ارتداء الثياب ذات العلامات التجاريَّة العالميَّة، أو الخضوع للعمليات الجراحيَّة التجميليَّة".
أما زميلتها رواء محمد فتبين: "بالرغم من أنَّ لدي مجموعة من القطع الذهبيَّة، إلا أنني لا أستغني عن شراء الاكسسوارات، لتنوعها وتميزها بالحداثة والتجدد".
وفي السياق ذاته ترى فاطمة رسول أنَّ "أناقة الفتاة وأنوثتها قد لا ترتبط بتزينها بالاكسسوار أو الذهب، بل بهندامها أيضاً وحشمتها وحيائها وبساطتها، وتبقى الأنثى هي الأصل والأمور الأخرى مجرد كماليات"، مضيفة: "بالنسبة لي فأنا أفضل شراء الاكسسوارات البسيطة، كونها رخيصة الثمن مقارنة بالذهب، وغير مكلفة، كما أنَّ موديلاتها كثيرة ومتنوعة، وتشعرني بالتغيير والإيجابيَّة، والجميل فيها يمكن التزيّن بها بشكلٍ يومي لأنها أكثر عمليَّة، وتبقى لكل فتاة طريقتها الخاصة بإبراز جمالها، من خلال اختيار الثياب والعطور، وطريقة تصفيف الشعر".
الفاشنيستا مينا عادل أشارت إلى أنَّ "الاكسسوارات هي إحدى الإضافات المهمة، والتي تبرز شخصيتنا وأناقتنا، وتحول بها الأزياء العادية الباهتة إلى استثنائيَّة، فابتداع الاكسسوار بأنواعه وألوانه وأحجامه، يجعل الأنثى مميزة ومتجددة مع كل قطعة من الثياب الموجودة لديها، وهناك حيلة ذكيَّة وهي التنوع بالاكسسوارات بشكلٍ مستمر، ما يجعل الآخرين ينظرون للفتاة بأنها كثيرة الشراء والأناقة، ومن هذه الاكسسوارات الحقائب والأحذية، والأحزمة والسكارفات والحجابات والنظارات والخواتم والحلق، والساعات والأساور، والقبعات، كما من الضروري أنْ تكون البنت قادرة على اختيار الاكسسوار الذي يليق بها، ويتلاءم مع ما ترتديه، وما يشبه شخصيتها وذوقها، الى جانب حرصها أنْ يناسب بشرتها".
صائغ الذهب أحمد كريم أوضح أنَّ "ارتفاع أسعار الذهب في الآونة الأخيرة، دفع بالكثير من النساء والفتيات إلى استبدال زينتهنَّ بالاكسسوارات المختلفة، لا سيما أنها تلائم جميع المناسبات، فضلاً عن رخص ثمنها، ورواجها في وقتنا الحالي بشكلٍ واسع لتصبح موضة".
الدكتور عبد الكريم خليفة (أخصائي إرشاد نفسي وتربوي) قال: "المؤكد أنَّ ملامح الجمال اختلفت لدى الفتيات بالوقت الحاضر، لأنَّ الذهب سابقاً والاكسسوارات علامات دالة للمرأة، أما اليوم فأصبحت مساحيق التجميل والعمليات التجميليَّة والعدسات اللاصقة والفلر والبوتوكس، وغيرها من الأمور هي سمة خاصَّة لها، وبذلك تحاول بهذه الطرق لفت النظر الى أناقتها، لأنَّه بدخول الذهب البرازيلي والاكسسوار المصنع فقد الذهب جزءاً كبيراً من قيمته، والكثيرات استطعن الاستغناء عنه إلا ما ندر، ونلاحظ في دول العالم الثالث اهتماماً كبيراً بجانب الاكسسوارات ومساحيق التجميل، كون الرجل الشرقي دائماً ينجذب لتلك الأمور أكثر من اهتمامه بالفكر والعقل، كما هو معمول به في الدول الأوروبيَّة، لذلك دول مثل الصين واليابان تصنعها، لتصدرها للبلدان العربيَّة والإسلاميَّة، لكنْ من الضروري تشجيع البنات على عدم التخلي عن تطوير أنفسهنَّ والتسلح بالثقافة والعلم والخلق الحسن، الى جانب البحث عن الجمال بمختلف السبل لتحقيق الحضور والمكانة شكلا ومضموناً".