بغداد: عواطف مدلول
للبنات اهتمامات واسعة وكثيرة ينشغلن بها، بمختلف الجوانب والمجالات وغالباً ما يتفقن كلهنَّ حولها، إلا السياسة من النادر أنْ نجدهنَّ يجتمعن لمناقشة قضيَّة بذلك الخصوص لوحدهنَّ من دون مشاركة رجل معهنَّ، وحتى وإنْ حصل فلن يكون بالحجم الذي يستحقه الموضوع السياسي، وكأن الأمر خارج نطاق حياتهنَّ.
ترى الناشطة السياسيَّة رانيا وليد محسن أنَّ "من بين النقاط السلبيَّة التي تسجل ضد البنات الشابات، هي ابتعادهنَّ عن الأمور السياسيَّة وحتى عدم الرغبة في دخول حوارات بخصوصها، معتقدات أن هذا الشيء ليس من ضمن مسؤوليتهنَّ أو أن لا شأن لهنَّ بذلك وهذا أكبر خطأ يقعن به، وقد يؤدي الى تجارب وحكومات فاشلة بسبب انسحابهنَّ أو عزوفهنَّ عن الانتخابات جراء ذلك".
فقد ينتج عن هذا أخذ صوتهنَّ لصالح شخصٍ آخر ربما من قبل الأهل أو الزوج أو حتى جهة سياسيَّة، حيث توجد العديد من الإحصائيات لدى بعثة الأمم المتحدة عن عدم اهتمام الفتيات بالأمور السياسيَّة من دون ضغط أو مسبب معوق لهنَّ.
من جهة أخرى تعلل محسن سبب تخوف الشابات من السعي للحصول على فرصة المشاركة بالحياة السياسيَّة بالبلد "كونهنَّ يصطدمن بعقبات عديدة، حتى وإنْ تكونت لديهنَّ رغبة وتصميم على الانخراط فيها، إلا أن المصاعب تزداد أمامهنَّ".
فمن بعض المشكلات التي تواجههنَّ في التصويت بالانتخابات مثلا هي عدم حرية الاختيار، بحسب قناعتهنَّ للشخصيات المرشحة ويتمُّ ذلك في الغالب وفق ما يتماشى ومصلحة أو رغبات الأهل أو الزوج.
وتؤكد أن "من ضمن الهموم التي قد تتعرض لها الشابة إذا أرادت أنْ تمارسَ حقها بالترشيح، هي التحرش أو التشهير والتسقيط في سمعتها وهذا ما حدث في انتخابات العام 2018 مع عدة نائبات من محافظات النجف والديوانيَّة، الأمر الذي دفعهنَّ للانسحاب والاختفاء بعيداً عن الأنظار بسبب اختراق هواتفهنَّ الشخصيَّة وانتشار صور أسرية خاصة لهنَّ".
وبالرغم من ذلك في كل سنة انتخابيَّة نجد هناك تحولا كبيراً وتحدياً واضحاً، من خلال زيادة نسبة مشاركة النساء الشابات في العمل السياسي، من ناحية الترشح لمناصب قياديَّة أو مناصب ذات قرار أو في الانتخاب بكل حريَّة.
ودعت محسن الى "عدم التركيز فقط على الجانب السلبي من الموضوع فهناك الكثير من الأشياء الإيجابيَّة التي تعد بصالح النساء، ومنها ما حصل في انتخابات العام 2021 فقد كان عددُ الأشخاص المرشحين فيها حسب إحصائيَّة منظمه تموز (التي هي مراقبة على الانتخابات منذ العام 2005) 3523 من بينهم 951 امرأة مرشحة على مقاعد البرلمان وتعدُّ هذه النسبة جيدة جداً".
وتشير رانيا محسن: "من الإيجابيات التي تبشر بالخير أيضاً، توجد ثلاثة أحزاب الآن تترأسها نساء فاعلات، ولا ننسى أنَّ المرأة شغلت منصباً مهماً ويعد سيادياً متمثلا بوزارة الماليَّة، وذلك يشكل تقدماً كبيراً وعاملا مشجعاً من ناحية مشاركة الشابات في الانتخابات سواء بالترشيح أو المراقبة".
متمنية في السنين المقبلة أنْ "تصل نسبة مشاركة النساء في البرلمان العراقي الى ما فوق 50 %".