لؤي أمين
{من حقي}
صدر عن دار المسرة للأطفال في بغداد كتاب موجه للأطفال بعنوان (من حقي).
من اعداد وإشراف المتخصص بأدب الاطفال عادل بلاسم، والهدف منه تعريف الطفل بحقوقه التي كفلها له الدستور، وقانون حقوق الطفل العالمي بشكل مبسط ولغة شعرية جميلة، خصوصا اذا ما عرفنا ان الكاتب هو الشاعر الراحل محمد جبار حسن الشاعر العراقي المبدع في مجال الشعر المخصص للأطفال.
رسم الصفحات الرسام قاسم محمد، وهو من إخراج وتنفيد أصيل داوود.
يخاطب المؤلف الاطفال فيقول: الحياة حديقة جميلة وأنتم عصافيرها التي تعودنا على سماع اغانيها العذبة كل صباح، ولكي لا يسكت صوت غنائكم ويظل صداحا... عليكم ان تعرفوا جيدا حقوقكم في هذه الحياة، كي تعلموا كيف تدافعون عنها لأنها مفاتيح أبواب السعادة في كل زمان ومكان، ولكي يسهل عليكم حفظها، فقد كتبت لكم شعرا يجمع بين المتعة والفائدة في آن واحد، فتعالوا نرددها ونحفظها
معا.
حيث تسعى اتفاقية حقوق الطفل إلى حماية الأطفال من الأذى، وتوفير الخدمات اللازمة لنموهم وتطورهم، وتمكين مشاركتهم في المجتمع.
وتنص إحدى فقرات الاتفاقية الالتزام بتثقيف الأطفال والبالغين حول حقوق الطفل، فالجهل في هذه الحقوق يشكل خطرا كبيرا على المجتمع لما يمثله من إساءة والتمييز المجحف والاستغلال.
{أرض جديدة وسماء جديدة}
لغرض دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، أصدرت جمعية "أخوية المحبة" كتاباً موجها للأطفال من تأليف: أحلام دانيال ومراجعة: أ.د.يوسف توما وهو بعنوان "ارض جديدة وسماء جديدة"، وقد تضمن قصتين قصيرتين، فضلا عن شعر جميل بعنوان: (يا زارع الحب) لشاعر الأطفال الراحل محمد جبار حسن الحاصل على الجائزة الأولى في مسابقة جائزة الدولة لنصوص أغنيات الطفل في دولة قطر عام 2008.
القصة الأولى في هذا الكتاب هي بعنوان (الزهرة الحمراء)، وهي تتحدث عن زهرة جميلة ومعاناتها في البحث عن أرض جديدة وسماء جديدة، وعن احساسها والغربة والالم والعزلة، وعندما تسمعها النخلة الباسقة وتساءلت عن سبب شكواها، فكان الجواب بأنها حزينة، بسبب عوقها وعدم استطاعتها أن تكون كالآخرين، فساقها نحيلة لا تقوى على حملها.
وهنا تتدخل الحمامة البيضاء في نقاشهما، لتصرخ الزهرة الحمراء بفرح وعيناها تشعان أملا: وجدتها.. وجدتها!، نعم يا نخلتي الباسقة بالصواب تكلمت.. نعم عرفت ما المفيد في ساقي النحيلة، التي لا تتمكن من حمل الأزهار دون أن تتأرجح.. هكذا أستطيع أن أنشر عطري لمسافة أبعد مما لو كنت ثابتة في مكاني.
تكتمل القصة بحديث الزهرة: من اليوم لن أخجل من التأرجح وأنا حمل أزهاري بساقي النحيلة، حتى ولو لم يشعر الآخرون بقيمتي وقيمة ما أفعل.
القصة الثانية هي: لبهلوان الجميل، حيث تستيقظ المخلوقات المائية، ذات صباح وهي تشاهد دولفيناً يرتدي زي البهلوان، وهو يسبح بطريقة غريبة، كما أنه يلعب ألعابا بهلوانية، تسعد الناظرين وتبعث فيهم الفرح والحماس.
بعد أن أكمل استعراضه صفقت له الحيوانات مجتمعة، وهم يصيحون بصوتٍ واحدٍ رائع.. رائع.. اجتمع المشجعون من حوله متسائلين عن اسمه فأجابهم: اسمي طيب.. تمر الأيام ويرتبط الجميع بصداقة قوية وجميلة.. وفي الربيع يفتقد الجميع غياب الدولفين المهرج، ويبدأ الجميع بتقليد حركاته، ليتمكنوا بعد ذلك من تقديم عرض غاية في الجمال، الذي شعر الجميع بأن الفضل في نجاحهم هو هذا الدولفين الطيب، لقد كان بينهم دون أن يشعروا به، فلم ينتبه عليه أحد، لأنهم تعودوا أن يروه وهو واضع القناع على وجهه ومرتدٍ زيّ البهلوان.
تستمر مغامرة الدولفين الذي يمر بمغامرة لطيفة لتكون خاتمة الكتاب بمجموعة مستمدة من سياق القصتين والشعر. لتحث الأطفال بكلمة: كن مشرقاً.. وساهم في بناء مجتمع يحتضن الجميع دون تمييز في الشكل، الدين، القدرات، المعتقدات، فنخلق لنا أرضاً جديدة وسماء جديدة.
كما تمت إضافة صفحة تعنى بتوضيح فقرات من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي تخص الطفل. وليم ختام الكتاب بفسحة لمتعة الأطفال بصفحات (ارسم ولوّن) واختبارات جميلة، فضلاً عن الاختبارات اللغوية والأحاجي الملونة، بقيَّ أن نذكر بأن الكتاب من رسوم المبدع: عماد يونس.