أسواق بغداد.. جمال الأمكنة ونكهة التراث

ثقافة شعبية 2023/06/15
...

 إعداد: سها الشيخلي 

لأسواق بغداد التراثية مكانة تجارية وتاريخية كبيرة، إذ تعد مركزا تجاريا لمدينة مترامية الأطراف، تنوعت أسواقها وأصبحت قبلة للزوار من مختلف انحاء العالم. وفي احيان كثيرة تصبح هذه  الأسواق معلما سياحيا تجذب السائحين منذ سبعينيات القرن الماضي عندما كانت أسواقنا التراثية تعج بأفواج سياحية من دول متنوعة ومن هذه الأسواق الصفافير و السراي و الشورجة وغيرها.

بغداد تضم مجموعة من الأسواق القديمة التاريخية التي يعود تاريخ بنائها إلى عهد الدولة العباسية أو الدولة العثمانية والتي مازالت تواصل الحياة بشكل يومي، ومن أهمها:

(سوق السراي) ويقع في جانب الرصافة من العاصمة بغداد بالقرب من شارع الرشيد وفي نهاية شارع المتنبي، ويشتهر بتجارة الدفاتر والقرطاسية والأوراق والكتب المدرسية، لا يتعدى طوله 300 متر ولا يزيد عرض ممر المشاة فيه على ثلاثة أمتار ويعد من أقدم الأسواق في بغداد و تزامن بناؤه مع بناء جامع الوزير حسن باشا ابن الوزير محمد باشا عام 1660م.

(سوق الشورجة) من أسواق بغداد القديمة والمشهورة، يعود تاريخ انشائه إلى عهد الدولة العباسية، ويمتد موقعه القديم من شارع الكفاح ثم شارع الجمهورية ولغاية موقع جامع مرجان في شارع الرشيد، ويحوي كل ما يتعلق بالتوابل والعطاريات والاعشاب، اضافة إلى الاكسسوارات ومواد الزينة والزهور الاصطناعية.

(سوق الصفافير) الذي ترجع تسميته بهذا الاسم نسبة للصفر (معدن النحاس)، ويشتهر بصناعة الصحون والأواني المنزلية وأباريق الشاي والكاسات والملاعق وإطارات الصور، والفوانيس النحاسية والنقش عليها، والسوق عبارة عن مجموعة من المحال المنتشرة في الأزقّة الضيقة الواقعة في منطقة باب الآغا قريبا من الشورجة في شارع الرشيد، مقابل مبنى جامع مرجان ويجاور شارع النهر، تباع في سوق الصفافيرالمصنوعات والأدوات النحاسية. ويعود تاريخه لعصر الخلافة العباسية ويكاد يكون الوحيد الذي فقد بريقه التجاري بسبب عزوف الناس عن اقتناء منتوجاته، وكذلك قلة وانعدام زيارة السواح العرب والاجانب.

(سوق الغزل) معروف في بغداد يقع قرب جامع الخلفاء في الشورجة، يختص ببيع الطيور الأليفة وبعض الطيور البرية النادرة كالصقور والطواويس، إضافة إلى الكلاب النادرة، وأسماك الزينة، وكذلك محال صغيرة لبيع الحبوب الجافة والبقوليات والأعشاب ومحال أخرى.

(سوق الهرج) يقع وسط بغداد تباع فيه الأدوات المستعملة والأغراض القديمة جداً والتي تكون ذات قيمة تاريخية أثرية، وقد تجد هناك فيه كل نادر وغريب وما لا تجده في غيره من الأسواق، اضافة لبعض المواد المنزلية والملابس المستعملة، وفيهِ الكثير من التحف الفنية الراقية ويرتاده الناس لانخفاض أسعار بضائعه، ويمتاز بافتتاح خاص كل يوم جمعة حيث يكثر فيه الباعة والمتسوقون، ويرجع تاريخ بناء هذا السوق إلى عهد الدولة العثمانية حيث شق الوالي العثماني ناظم باشا شارعاً سمي باسم شارع ( خليل باشا جاده سي ) على اسم خليل باشا حاكم 

بغداد عام 1910.