علي إبراهـيم الدليمي
على قاعة الأورفلي في عمان، أقام المغترب علي رضا، معرضه الشخصي تحت عنوان (بورتريهات معاصرة) الذي ضم أكثر من مئة عمل، لنخبة من الرموز العراقية في جميع الأجناس الأدبية والفنية والثقافية.
وعلي رضا بدأ مشواره الفني برسم البورتريه منذ نهاية السبعينيات، من خلال نشرها في الصحف والمجلات العراقية، التي لاقت صدى طيباً، عند الجميع.
وقد اتّسمت تخطيطاته بالدقة والتمعن والتشريح.. والتعبير النفسي، فكانت ثاقبة إلى بصر وقلب المتلقي من دون استئذان.
عن حيثيات المعرض، يتحدث رضا، إن: فكرة المعرض انطلقت من محاولة كتابة سيرتي الذاتية عبر أدواتي في الرسم ومثلما هو معروف أن سيرة المبدعين تكتب وتتحول إلى كتب وتترجم إلى لغات عدة، أما الفنانون فهم يسجلون سيرتهم الذاتية بالخطوط والألوان والاحاسيس والانفعالات والأفكار المشرقة.
أقول هذا وأنا أكتب سيرتي الذاتية بعد أربعة عقود من الممارسة الفنية مع الخطوط وأنواعها وسماتها وخصائصها ورهافتها وعلاقتها مع الخط المجاور لها ومجموعها تشكل هذا النسيج الساحر في المساحات الخطيَّة وتأثير الظل والضوء عليها وتناغم أشكال البورتريه ومفرداته الجميلة وروحيته التي تتشابك وتتزاوج مع الشكل.
كل هذا وأنا أحاول أن استرجع ذكريات جميلة ورائعة لصديق مبدع لم التق به منذ فترة طويلة ورسم سماته ومحاولة تفكيك هياكل الشكل والتعامل معها كلاً على حدة، يجمعهم الإحساس المرهف والخطوط الرشيقة التي تنسج شكل البورتريه في حوار صامت متوهّج بالفن والمحبة والعطاء المشرق.
ويستشف الفنان: مثل موضوع البورتريه حقلاً شاسعا من الابتكار والتجارب المتنوعة في الفن الأوربي ما جعله مركز استقطاب عالمياً اقتدى به العديد من الفنانين العرب في إطار التنافذ بين الشرق والغرب الذي تحقق منذ عشرينات وثلاثينات القرن الماضي ما بين الشعوب والدول ومن بينهم الفنانون العراقيون الرواد: جواد سليم، فائق حسن، عطا صبري، محمد غني حكمت، حافظ الدروبي، نزيهة سليم، كاظم حيدر، ومن بعدهم: وليد شيت، وفيصل لعيبي، وصلاح جياد، الذين برعوا في تكريس ذواتهم الفنية الابتكارية المتنوعة الاهتمامات والتي لعبت دوراً رئيسياً في ثقافة الأجيال الفنية في العراق وأصبحت مرجعية لهم في أعمالهم الفنية ولكل فنان طريقته وأسلوبه الفني.
وبشأن تجربته هذه: أما أعمالي في رسم البورتريه فإنها ترتكز على تماثل الشكل أولا والتركيز على الدلالات التعبيرية والجمالية والروحية في الشخصية التي أنوي رسمها وتتميز بالخطوط الرشيقة التي تشكل النسيج الخطي لمساحات الشكل المتناغم بالظل والضوء وخصوصية الايهام بالعمق والملمس الخشن والناعم لكل شكل من مفردات البورتريه.
وهو معرض خاص بالبورتريهات لمجموعة من الأصدقاء المبدعين عراقيين وعربا، يوثقه تاريخيا وجماليا كتابٌ يضمُّ كلَّ المجموعة يستضيفه مشكوراً جاليري الاورفلي بعمان.
الفنان علي رضا سعيد، ولد في ديالى العراق 1957، دبلوم فني رسم/ معهد الفنون الجميلة بغداد عام 1977، بكالوريوس رسم/ كلية الفنون الجميلة بغداد العام 1984، ماجستير فنون تشكيلية/ جامعة تونس/ المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس 2004، دكتوراه علوم وتقنيات الفنون/ جامعة تونس/ المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس 2013، عمل مدرسا لمادة الرسم في المعهد العالي للفنون الجميلة جامعة تونس.
وكان معرضه الشخصي الأول في عام 1988 قاعة الرواق، أما الثاني فكان في عام 1992 الأردن/ قاعة عالية، والثالث 1993 تونس/ قاعة ابن خلدون، والمعرض الرابع في العام 1993 ليبيا/ طرابلس، والمعرض الخامس في العام 1995 تونس/ قاعة الاخبار، وغيرها مثل المعرض الثالث عشر جاليري الاورفلي عمان 2020، والمعرض الرابع عشر العراق السليمانية 2022.
كما وشارك في العديد من المهرجانات والملتقيات منها، مهرجان المحرس الدولي، معارض اتحاد التشكيليين التونسيين السنوية، وكذلك المشاركة في البينالي المتوسطي للفنون التشكيلية بنابل، والملتقى العالمي للفنون التشكيلية تونس، وملتقى بيت الزبير الدولي الأول للفنون مسقط، وأيام قرطاج الدولي للفن المعاصر، وغير ذلك الكثير.