ترجمة: ثريا جواد

يتوقع الكثير من محبّي الفن أن تجلب اللوحة الأخيرة للفنان النمساوي (جوستاف كليمت) المعروضة حالياً في مزاد لندن نحو 65 مليون جنيه إسترليني، لأنّها تمثّل وكما وصفوها "قصيدة صادقة للجمال المطلق". 

وتظهر صورة (سيدة مع مروحة) وهي آخر عمل فني قام به الرسام النمساوي الراحل كليمت أثناء عمله في الاستوديو الخاص به عندما توفي بشكل غير متوقع بسبب سكتة دماغية والتهاب رئوي في العام 1918، عن عمر يناهز 55 عامًا.

- علقت دار سوذبيز للمزادات‏ (هي رابع أقدم دار مزاد في العالم) التي تبيع اللوحة بعد ما يقرب من 30 عاما من اقتنائها من قبل مالكيها الحاليين إلى أنّها واحدة

من أرقى وأهم الأعمال الفنيَّة المعروضة في أوروبا.

- تقول هيلينا نيومان رئيسة الفن الانطباعي والحديث في سوثبي إنَّ: هذه اللوحة (سيدة مع مروحة) هي آخر صورة أكملها غوستاف كليمت قبل وفاته المفاجئة عندما كان لا يزال في أوج حياته الفنيَّة وينتج بعضا من أكثر أعماله إنجازًا وتجريبا. 

وهناك العديد من هذه الأعمال وبالتأكيد اللوحات التي اشتهر بها كانت عبارة عن عمولات ورغم ذلك، فإنّها شيء مختلف تمامًا "إنّها جولة فنيَّة قوية  مليئة بالتجارب التي تدفع الحدود فضلا عن أنّها قصيدة صادقة للجمال  المطلق".

- إنّها صورة لامرأة يكشف رداؤها الفضفاض كتفا مكشوفا على خلفية زاهية من الزهور والطيور، ويعكس افتتان الفنان كليمت بالفن والثقافة الصينية واليابانية حيث ملأ منزله بالخزف الصيني والمطبوعات الخشبيَّة اليابانيَّة وغالبًا ما كان يرتدي الكيمونو الحريري أو الجلباب الصيني.  

ومن الجدير بالذكر أنَّ الصورة تمَّ رسمها في شكل مربع تبلغ مساحتها نحو متر مربع واحد، خصّصها كليمت لأعماله الأكثر طليعيَّة.

- يقول توماس بويد بومان رئيس شركة تخفيضات مسائية للفن الانطباعي والحديث في دار سوذبيز: كليمت هنا منح نفسه الحرية الكاملة في تصوير امرأة جميلة بشكل مدمّر على القماش، كتفها المكشوف بشكل استفزازي، اتزانها، وثقتها الذاتية الهادئة تتحد مع التأثير المذهل، ولقد تم الحصول عليها بعد وفاة كليمت بفترة وجيزة من قبل اروين بوهلر، وهو صناعي من فيينا وصديق مقرب للفنان، 

إنّها واحدة من عدد صغير فقط من صور كليمت التي بقيت في أيدٍ خاصة، بيعت لوحة كليمت للمناظر الطبيعية في غابة بيرش في العام الماضي مقابل 104.6 مليون دولار (83 مليون جنيه إسترليني) وحققت صورته لأديل بلوخ باور الثانية  منذ العام 1912، 87.9 مليون دولار (70 مليون جنيه إسترليني) في العام 2008.