الأنمي تجذب الشباب وتثير اهتمامهم

ولد وبنت 2023/06/19
...

  سرور العلي 

شغف أحمد أكرم (25 عاماً)، بثقافة الأنمي منذ طفولته، فلم يكتف بمتابعة رسومها المتحركة على شاشات التلفاز، بل بدأ بتجميع النماذج والمجسمات الخاصة بشخصياتها منذ نعومة أظفاره، ويشير إلى أن تلك الشخصيات تثير اهتمامه، كونها تحمل قصصاً ممتعة، وعوالم كثيرة وأبطالا قد لا نجدهم في الواقع، كما أنها تجعلنا نتعرف على ثقافة أخرى غير ثقافتنا العربية.

مضيفاً "ومن شخصياتي المفضلة هي، ريوزاكي أل، مونكي دي لوفي، ناروتو، ساكاتا، هاتشيمان، هاتاكي، كونان".

من جانبها ترى الشابة نور حسن أن الشباب ينجذبون لتلك الثقافة، لمحاولة تقليد شخصياتها، بثيابهم وأزياءهم التنكرية، ومغامراتهم وحتى تضحياتهم، كما أنها مصنوعة بشكل احترافي، من حيث المؤثرات السمعية والبصرية ودقة الصور، وتصميم الشخصيات بشكل فريد، كذلك احتوائها على الأكشن والأثارة.

يقول غسان سعد، صانع مجسمات أنمي، ومهتم بهذا المجال: "الأنمي يشمل عدة أنواع، وهي التلفزيوني الذي يعرض على التلفاز، ويكون بشكل حلقات تسلسلية، والأنمي الذي يكون فيلما يعرض في صالات السينما، و(أوفا)، وهو أنمي أصلي يصدر على الفيديو، و(اونا)، وهو أنمي يعرض على المواقع الخاصة بالأنميات في شبكة الإنترنت". وبشأن تاريخ الأنمي، بينّ سعد إلى أنه يعود إلى دولة اليابان، حين قام الفنانون هناك بصناعة رسوم ثلاثية الإبعاد متحركة، تعرض للأطفال ومقتبسة عن الشخصيات التاريخية والاسطورية والملحمية، ليبدأ بالانتشار في السنوات اللاحقة. أما عن الفرق بين الأنمي والكرتون، فأكد سعد "بينهما اختلاف كبير، فالأنمي هو انميشن خاص باليابان وتتجه الشركات اليابانية هناك، أما الكرتون فيمكن لمعظم الدول أن تقوم بصناعته وإنتاجه، كما أن الأنمي يكون مخصصا لجميع الأعمار، على عكس الكرتون الذي يكون موجه للأطفال". 

وتمضي تلك الثقافة لتؤخذ منحى آخر، وهو أطلاق مصطلح "اوتاكو"، على مدمني الأنمي والمهووسين به، ومن يقضون معظم أوقاتهم في مشاهدة الأفلام، والفيديوهات الخاصة بهذا العالم، إذ لفت الطالب في مرحلة الثانوية حسين علي إلى أنه اعتاد مع مجموعة من أصدقائه تشكيل حلقات فيما بينهم، لمناقشة آخر إصدارات هذه الفئة، والاهتمام بكل ما هو جديد، كذلك تبادل المجسمات والرسوم والموسيقى الخاصة بشخصياتهم المفضلة.   

التربوي اياد مهدي عباس أوضح: 

"الإنسان من أكثر المخلوقات تأثراً بالظواهر المحيطة به، فهو كائن يتأثر ويؤثر في آن واحد، ومن بين أهم الأشياء التي يتأثر بها، هي البث الإعلامي والبرامج التلفزيونية، ومنها القصص والشخصيات الأنمية الكارتونية، والأنمي هو اختصار لمصطلح (الأنيمشن) بالإنجليزية، اي الرسوم المتحركة، إذ تنعكس هذه المحتويات التلفزيونية على سلوك الفرد، وبنائه الثقافي والفكري بشكل سريع، فيأخذ هذا التأثير اشكالاً مختلفة، منها مايكون سلبيا على المتلقي، بسبب تعارض محتواها مع ثقافته الاجتماعية والدينية والبيئية، التي تربى فيها ونشأ عليها، لا سيما في البيئة الاسلامية أو العربية المحافظة، لأن البيئة اليابانية أو الغربية التي نشأ فيها صانع المحتوى الأنمي غالباً ما تكون هي مصدر إلهامه ونسيج خياله، وهي تختلف كثيراً، من حيث نمط الحياة الاجتماعية مع بيئة المتلقي، وفي دراسة أجرتها جامعة كامبردج، مفادها أن اليابان تأتي في المرتبة الخامسة عالمياً، من حيث نشر قيم الالحاد واللادينية، فمن الطبيعي تنعكس تلك العقائد، والقيم من خلال شخصيات الأنميات على المتابع لها، وفي الوقت نفسه منها ما تكون ذات محتوى إيجابي، إذ تنمي عند المتلقي القيم الإنسانية، كالتضحية، والشجاعة، وحب الآخرين، والصداقة، والايثار وغيرها، وبما أن فئة الشباب، هي الأكثر تأثراً وانجذاباً لهذه البرامج والشخصيات الأنمية اليابانية، بسبب ما تتضمنه من أثارة وتشويق، فمن الطبيعي ان تكون عاملا مهما من عوامل تكوين شخصية الشباب، بحكم تعلقهم فيها واستمرارية مشاهدتها.