كمال الرياحي: الكتابةُ إعلانُ حربٍ على الفساد والتخلُّف والحروب
جاكلين سلام*
في اليوم العالمي لحرية الصحافة التقيت بالكاتب والصحفي التونسي في تورنتو وأجرينا حوارا بالصوت والصورة، كتحية للصحافة العربية الحرة المقاومة للقمع وللديكتاتوريات. وعلى ناصية أخرى في المقهى الكندي أجرينا الحوار شفاهيا ثم أنجزناه كتابياً. من هو كمال الرياحي وماذا سيضيف هذا الحوار؟ يمكنني وصف الكاتب كمال الرياحي بأنه مشاكس مبدع حر في تحديه للصمت الخامل إبداعيا. طموح نشيط يعول بقوة على رفع عتبة الصوت الحر من أجل أن تسود الديمقراطية البيوت والشوارع التي يعيث فيها بعض الحكام فساداً وقمعاً يصل حد التخوين والسجن والتصفيات. كمال الرياحي: كاتب وإعلامي ومدير ورشات كتابة تونسي يعيش في كندا درّس الكتابة الإبداعية في جامعة كارلتون بالعاصمة الكندية أتاوا، وفي جامعة تورنتو. صدر له ما يناهز 15 كتابا بين النقد الأدبي والسينمائي والابداع السردي (قصة قصيرة، رواية، يوميات) والحوار الفكري. هنا مفاصل الحوار:
* إذا نظرنا إلى واقع الثورات والانقلابات التي حدثت في العقدين الأخيرين وأبعد، لماذا نلمس فشل ثوار أو متمردي المنطقة العربية في الإتيان بحكومات بديلة تحقق مطالب الشعب المتعطش إلى الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والعيش الكريم؟، بل نلمس تصاعد المرجعيات الأصولية الإسلامية بكل فصائلها المتطرفة!
- الأسباب كثيرة أولها قوى الردّة السياسيّة والمتغلغلة في مفاصل الدولة عبر الإدارات، وثانياً ضعف مؤسسات المجتمع بما في ذلك الأحزاب المعارضة والصحافة وجمعيات حقوق الإنسان، وثالثاً التخندق الأيديولوجي حيث تبدأ الأنظمة الاستبداديّة بتصفية الخصوم عبر التفتيت وضرب الايديولوجيات ببعضها كضرب اليمين المحافظ، فتتواطؤ مع اليسار ومع السلطة ثم تلتفت اليه لتقضي عليه هو الآخر بعد تصفية اليمين، وهذا أسلوب الديكتاتوريات منذ زمن طويل.
* نعود إلى الأدب، لماذا لا يوجد لدينا مفكر عربي معاصر يتهافت الغرب على ترجمته، كما نتهافت على قراءة وترجمة نعوم شومسكي مثلا، أو نقاد الحركة الأدبية والفلسفية الالمانية والفرنسية؟، يقيني أن الدماغ العربي لا يعاني من خمول في الجينات أو المقدرات الطبيعية للتطور. أين المعضلة؟!
- الواقع الثقافي العربي يعيش لحظة انحطاط كبرى، هذا لا شك فيه لذلك تجدنا اليوم نناقش أمورا بالية كان أجدادنا يناقشونها، فنحن نعيش ردة ثقافية كبيرة، وطبعا هذا سيجعلنا بعيدين تماما عن اهتمامات الشعوب الأخرى. عندما كان هناك ادوارد سعيد كان الغرب كله يركض وراء مؤلفاته ليترجمها للفرنسية والإيطالية والألمانية لكن ادوارد سعيد نفسه هو في جزء منه انتاج غربي. نحن نعيش لحظة ثقافية بائسة يستقيل فيها المثقف من دوره في انتاج المعرفة وفي التصدي للديكتاتوريات ويتحول الى موظف بائس يأخذ أجرا من السلطة ويظل ينتظر الترقيات وزيادات الأجر ليس إلا. وتبقى الاستثناءات قائمة لكنها تعاني من التهميش والاقصاء وحبك المؤامرات ضدها.
* في اليوم العالمي للصحافة وحرية التعبير، كان كتابك الجديد “فرانكنشتاين تونس” كما رأيت في الصورة، مكبلاً بأصفاد حديدية، هل هذه حملة تعذيب للكلمة الحرة، أم حملة دفاع السلطات عن نفسها والخوف من خلق بديل خرافي آخر يقلب موازين الساعة في تونس؟
- الكلمة ما دامت مزعجة فإنها ستظل مستهدفة في كل الأزمنة والأنظمة والأمكنة لكن ردات الفعل على ازعاجها يختلف من سلطة إلى اخرى.
نعم، تزامن الاحتفال باليوم العالمي للصحافة بمصادرة كتابي. وهو كتاب في الصحافة السياسية والثقافية وقد اقدمت مكتبة تونسية عريقة وشهيرة بنضالها ضد المنع وكرد على منعه من معرض تونس الدولي للكتاب إلى وضع كتابي مكبّلا في السلاسل الحديدية في واجهة المكتبة في قلب العاصمة التونسية: مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة أمام وزارة الداخلية متحدية البوليس السياسي الذي كان يلاحق كل من يشتري الكتاب ومتحدية السلطة التي منعته بالمعرض.
تعيش تونس لحظة فارقة في تاريخها في ما يخص الحريات التي صارت مهددة بقوة من السلطة نفسها تلك السلطة التي من المفروض انها تطبق ما وجد بدستور البلاد الذي يؤكد على حرية التعبير كواحد من الحقوق الأساسي لأي مواطن.
* كي نتحدث عن هذا العنوان الذي اختره لكتابك الذي هو عبارة عن مقالات تطرح فيها وجهة نظرك السياسية بالوضع القائم في تونس وفي السنوات الأخيرة، نريد نبذة قصيرة لتقريب فكرة العنوان مع رواية “فرانكنشتاين” المعروفة عالمياً... هل نستطيع أن نقول عنك أنك كاتب مشاكس؟
- أولا الكتابة مشاكسة أدبيّة ولا معنى لكاتب مستكين مسالم، الكتابة اعلان حرب على الفساد وعلى القيم المهترئة وعلى التخلف وعلى الحروب وعلى الجهل والتعصب الديني والقومي وغيرهما، لذلك صفة المشاكس في الحقيقة لا معنى لها في ظل مفهوم الكتابة باعتبارها أيضا ثورة دائما على العادي والمستكين حتى اللغة نفسها والكتابة ذاتها. والكاتب في مشاكسته لا يستثني حتى نفسها فهو ينقدها طوال الوقت أو كما يقول أدونيس يخونها فنحن نخون أنفسنا مع كل نص جديد بمعنى نتقدم ونتجدد ولسنا هويات ثابتة ميتة متصلّبة، بل الهوية كما يعرفها أمين معلوف هوية مركبة ومتحركة.
أما في ما يخص “فرنكنشتاين” في تونس فينطلق من مقاربة فلسفية متعلقة بالشخصيات المفاهيمية التي أنتجها الأدب والفلسفة والتاريخ والسينما وبقية الفنون لقراءة الواقع السياسي والثقافي والاجتماعي، والشخصية المفاهيمية أي التي غادرت موقعها كشخصية أدبية أو تاريخية لتصبح مفهوما، عبارة اجترحها كل من جيل دولوز وفيليكس غواتري.المقاربة العامة تقول إن الشعب التونسي هو الذي صنع الديكتاتور الجديد من خيباته وأن وحش “فرنكنشتاين” التونسي ليس صنيعة أحد غير التونسيين خاصة من ساندوه بعد الانقلاب والذين دفعوه إلى الانقلاب فانقلب عليهم بدوره وسلبهم كل حريتهم وكل مكاسب ثورتهم وهو ذات الأمر الذي حصل مع فيكتور فرنكنشتاين في رواية “فرنكنشتاين” لماري شيلي حيث انقلب الوحش على سيده الذي خلقه وتمرد عليه ودمر كل شيء حوله واعتدى عليه.
واذا تأملنا جيدا في عنوان الرواية “فرنكنشتاين” سنجد أن الوحش استولى حتى على اسم المهندس الشاب فيكتور فرنكنشتاين وهو ما فعله قيس سعيد عندما أصبح يشرع لكل جرم يرتكبه في حق الديمقراطية التونسية الناشئة والثورة التونسية بعبارته الشهيرة “الشعب يريد” فقد اختزل في نفسه الشعب كله وبذلك يكون قد التهم حتى اسمه.
الكتاب أساسا يروي رحلة نشأة الديكتاتور الجديد في تونس ومسؤولية الشعب التونسي مواطنين وأحزابا ونخبا وإعلاما في نشأته واستعادة الديكتاتورية التي ثار الشعب ضدها سنة 2011.
* هل ينتصر لديك الصحفي على الروائي في الإبداع، أم لا؟
لو كان كتابك هذا رواية متخيلة هل كان سيثير حفيظة الرقابة إلى هذا الحد؟
- الهويات عندي تتعايش وتتقاطع وسبب نجاح كتاب «فرنكنشتاين» تونس هو الأسلوب القصصي الذي كتبت به المقالات والتي تصل إلى الكتابة الاوتوبيوغرافية، فكثيرا ما أبدأ مقالاتي بحديث عن حادثة شخصية قد تعود إلى الطفولة لأقارب بها واقعا سياسيا معاصرا، وهذا ما جعل القراء يتفاعلون مع الكتاب لطابعه الحكائي والثقافي في مقاربة السياسي. كما أنّ الحكي موضوع مهم في الكتاب لأنّ الكتاب يرجع فشل مشروع سعيد السياسي نتيجة لفقر خياله وعدم امتلاكه لخيال خلاق يمكنه أن يخلق به واقعا سياسيا ناجحا، وفي الكتاب أمثلة كثيرة ومقاربات ومقارنات بين قيس سعيد الذي بلا خيال وبقصص ضعيفة والزعماء الذي يمتلكون خيالا.
اختياري لفن المقال بدل التخييل أيضا هو اختيار لطبيعة الموضوع والواقع السياسي الضحل فخيرت أن أقوله وأنقده بما يعرف بالنو فيكشن أو اللا خيال. كل كتبي السابقة تخييلية أو غير تخييلية لاقت نجاحا وبعضها حاولوا مصادرته كرواية المشرط مثلا وكلها تتصدى إما للسلطة أو للتطرف اليميني او اليساري لكن هذه الأزمة التي خلقها هذا الكتاب مرجعها أساسا الغباء السياسي الذي واجهت به السلطة الكتاب وورطت نفسها فلم نسمع أبدا في أي مكان من العالم أن السلطة تمنع كتابا مما يجعل رئيس الجمهورية ينزل للشارع مدججا في الأسلحة والقوى الأمنية ليختلق كذبة يحاول بها اسكات الصحافة العالمية ويقول إن الكتاب يباع في مكتبة. تلك المكتبة هي نفسها التي قالت مديرتها انها تتعرض لمضايقات أمنية يوميا بسبب قرارها التصدي لمنع الكتاب بمعرض الكتاب.
* أعود إلى مسألة ترجمة أحد كتبك إلى اللغة العبرية، ورافق ذلك حملة شرسة ضدك في الصحافة التونسية منذ سنوات قصيرة. الغريب في الأمر أن هناك عددا من الكتاب والكاتبات العرب تمت ترجمة كتبهم إلى العبرية من دون لغط وهجوم يكاد يذكر، كيف تقرب لنا ما حدث من خلال تجربتك وآثار هذا الحدث على حياتك الأسرية والمهنية في تونس، كإعلامي له حضور في الصحافة المرئية والمسموعة والمكتوبة؟
- كان هناك تذرع بقصة الترجمة لتصفيتي من المشهد الثقافي من القائمين عليه من وزارة الثقافة وهم موظفون عرفوا بفسادهم وكسلهم وأزعجهم عملي، وما حققته من نجاح عبر مؤسسة بيت الرواية الذي أنشأته في مدينة الثقافة. تزامنت تلك الفترة مع حملة يشنها الرئيس قيس سعيد للتخلص من خصومه ومنافسيه السياسيين والأصوات الثقافية الحرة التي قد تقف في وجهه تمهيداً لانقلابه الذي حصل بعد أشهر فوجهت التهمة لأكثر من شخصية تونسية منها منافسه رئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد بسبب مشاركته في مؤتمر في الامارات العربية يحضر فيه إسرائيليون... كانت البلاد تعيش فراغا سياسيا وكل موضوع يصبح قضية رأي عام وعبر التاريخ كانت تهمة التطبيع التهمة التي ليست لها أي أدلة لكنها ناجعة في اغتيال أي شخصية معنويا أو رمزيا أو حتى فعليا. لم يسمعوا ابدا للأصوات التي تتحدث عن ان الترجمة لا علاقة لها بالتطبيع وعشرات المقالات التي كتبها كتاب محترمون مثل إبراهيم عبد المجيد وانعام كوججه وواسيني الاعرج... كانت الغاية محددة هي تصفيتي لذلك هددت بالقتل والعنف في مناسبات كثيرة بعد أن جيشوا علي الشعبويين وانصار قيس سعيد الذي يرفع شعار «الخيانة العظمى» وفي الوقت نفسه التيار القومي العنيف في البرلمان كان وراء تجييش الشعب عبر محاكمات كانت تنقل مباشرة في التلفزيون الرسمي لكي يُسائلون فيها وزيري الثقافة والخارجية وضرورة محاكمتي وفصلي من العمل. كانت حملة وحشيَّة ليل نهار كما يحدث لي الآن مع كتابي «فرنكنشتاين» تونس.
* في عناوين رواياتك وكتبك مكر وإثارة تشجع على الفضول كـ: عشيقات النذل، المشرط، البيريتا يكسب دائماً، فرانكنشتاين تونس، واحد وصفر للقتيل. هل يستطيع عنوان كتاب أو قصة أن يكون جامعا لثيمة النص؟
- نحت العنوان فن بحد ذاته، بل يرتقي به النقاد إلى مستوى العلم أو ما يسمى بـ «علم العنونة».
ولم يكن تخصيص الناقد الانشائي الفرنسي الكبير جيرار جينيت كتابا كاملا للعتبات من باب المصادفة، فالنصوص لا تظهر إلا بعناوينها وتفشل بفشلها وتنجح بنجاحها عادة.
في نحت العناوين طرق كثيرة منها المحاكاة للنص ومنها الموازي للنص ومنها المخاتل ومنها الرمزي المستفز الذي يشتغل على المشترك المعرفي للمتلقي والكاتب لتمرير رسالة ثالثة.
وهذا ما يعنيني تحديدا في نحت عناوين فالمشرط إحالة على أداة الجريمة لكنه غايته كانت تشريح الذهنية التونسية التي تخلق العنف وكذلك البيريتا المسدس الإيطالي الذي جرت به عمليات الاغتيالات السياسية بتونس، والغوريلا إحالة على كينغ كونغ، وفرنكنشتاين إحالة شخصية مفاهيميَّة شهيرة كما سبق ووضحت وواحد صفر للقتيل في إشارة الى عالم كرة القدم الذي انطلق منه لتحليل الواقع السياسي العربي.
* حصلت على جائزة في أدب اليوميات، وأنت قمت بتدريس هذا الصنف من الكتابة الابداعية في جامعة تورنتو ضمن برنامج التابع لقسم دراسات الشرق الأوسط، كيف نستطيع أن نكتب يوميات بقلم امرأة أو رجل بصدق نسبي، في مجتمع عربي يعيش الازدواجية 24 ساعة في اليوم، ولا يتسامح مع الحريات الفردية إلا هامشياً؟
- ارتبط تاريخيا هذا الفن بالمرأة فاليوميات جنس كتابة نسوي لذلك الدفاتر المطروحة في السوق عادة هي دفاتر نسائية، وكذلك ارتبطت بالمراهقات لذلك سمي في وقت ما بدفاتر الوسائد لأنَّ الفتيات اليابانيات كن يسجلن يومياتهن ويخبئنها تحت الوسائد.
حرية التعبير مسألة فردية تخص المبدع نفسه أو الفرد نفسه وليست متعلقة لا بجنس ذكر أو انثى.
والعالم العربي تغير، وواقع المرأة تغير، لكن الخيارات تبقى شخصية ففي العالم العربي ظهرت غادة السمان وظهرت نوال السعداوي وغيرهما من الكاتبات الجريئات لكن في ذات العالم أيضا راكمت الكثير من الكاتبات هموما حبرية متخلفة تكرس الرؤية الذكوريّة وتثبت أن المرأة هي أم ذلك الذكر وهي التي تصنعه فهي أيضا التي صنعت فرنكنشتاين بتربية ذلك الذكر على الاستحواذ والتفوق على بقية أخواته
البنات.
* من خلال آليات عمل المؤسسة الثقافية والمؤسسة التي تملك السلطة والقوة العسكرية، ما هي في نظرك الخطوات المستقبلية المترتبة على المثقف والآليات التي ستقلب معادلة القمع وتؤسس لمجتمع مدني لائق؟
- لا مستقبل للشعوب العربية في ظل أنظمة شمولية تستثمر في كل شيء إلا المعرفة وتصادر الحريات وتعتقل الصحفيين.
لا مستقبل للشعوب العربية في ظل تناحرها الايديولوجي الذي تستغله السلطة لمزيد من إضعاف المعارضة والاصوات الحرة.
لا مستقبل للشعوب العربية في ظل مجتمع مدني ضعيف ومؤدلج، لا مستقبل للشعوب العربية في ظل إعلام هابط وانظمة سياسية واجتماعية قروسطية ومعارضة كرتونية او انتهازية.
نحتاج في السنوات المقبلة إذا أردنا التغيير الفعلي أن ندعم أصوات العقل وروح التسامح والحوار، تمكين مؤسسات المجتمع المدني، والإرتقاء بالإعلام لتثقيف شعوب جهّلتها السلطة والإعلام التجاري الرخيص.
نحن في حاجة الى إعلام ثقافي ومعرفي لا إعلام أصفر رديء يقدم كل سموم جديدة لمجتمعاتنا.
وعلينا أن نحارب التيارات الشوفينية والمتطرفة وألا نستكين لليأس أو الخوف لأن هذا ما سيجعل الأنظمة القمعية تتمدد وتتجذر
أكثر.
* في ختام المحادثة مع الكاتب كمال الرياحي أقول شكراً، وتعود إلى الذهن تجارب مشابهة في دول الشرق العربي التي تعمل حكوماتها على سجن وتصفية المعارض المسالم المختلف فكرياً أو أدبياً. هذا الحوار وقفة ضد آلهة القمع بمؤسساتها المدنية والدينية المنتشرة في كل
مكان.
* كاتبة وشاعرة سورية من كندا