دروس مستفادة

الرياضة 2023/06/21
...

د عدنان لفتة
انتهت بطولة غرب آسيا الرابعة وكسب العراق بطولة أخرى ينظمها ويقدم نفسه فيها حاضنة مهمة لاستضافة أكبر الأحداث الرياضية برقم مهم يبقى عراقياً متميزاً يسجله جمهورنا الرائع الجميل الذي كحل العيون وبرد القلوب بحضوره الزاهي المؤثر وأعداده القياسية ودعمه المتواصل لبلدنا وكرتنا ومنتخباتنا.

الحضور الجماهيري العراقي هو الأكبر في تاريخ البطولة ويضع الدول الأخرى في حرج بعدم إمكان كسر أرقام العراق القياسية المُلهبة للحماسة والتي تؤكد حجم الوعي والثقافة التي يتمتع بها مشجعونا وحرصهم على دعم العراق بكل الصور.

الشكر، والتقدير لكل الجنود المجهولين من القدرات الشبابية العراقية التنظيمية التي قالت كلمتها في جميع أرجاء البطولة وشاركت فيها تسعة منتخبات، تفاعلوا في أعمالهم لتقديم كل الإسهامات في إنجاح البطولة والفوز برضا المشاركين، ثابروا وتفانوا وسهروا لساعات طويلة وقاموا بالواجبات التي أبدعوا فيها طوال الأيام الثمانية التي استغرقتها المنافسات.

لكن ثمة ملاحظات لابد من الوقوف عندها يجب تلافيها في الاستضافات المقبلة وأولها أن شعار البطولة لم يحمل أية أشارة بصرية للعراق تدلل على إقامة البطولة في أرضنا، كان يمكن استخدام الألوان الرسمية لبلدنا أو محاكاة رموزه الحضارية كي تؤطر الشعار.

الملاحظة الثانية ضرورة إقامة القرعة في العراق وليس مقر اتحاد غرب آسيا في عمان وعبر (اونلاين) فالعالم غادر كورونا بإذن الله ولم يعد مناسبا إقامة القرعة بهذه الطريقة دون الاحتفاء ومنح البطولة الزخم والحيوية بحفل يعبر عن العراق وقيمه وموروثه الحضاري.

توقيتات البطولة مرهقة للمنتخبات وأسهمت في كثرة إصابات اللاعبين وكان على العراق أن يوضح رؤيته لاتحاد غرب آسيا ويطلب إقامة المباريات بالنسق الدولي المعتاد بإجراء مباراة واحدة كل 3 أيام للاستفادة ودعم المشاركة والحرص على منح المدربين فرصة لاستشفاء لاعبيهم وعدم إنهاكهم في ظل هذه التوقيتات المكثفة جدا.

وبرغم الجهد الإداري، الواضح للجان البطولة فإنه فاتتهم لمسة بسيطة كانت تعطي الجمال ودقة التنظيم للمشاركين وهي حافلات المنتخبات المشاركة التي كانت حافلات محلية لا تحمل أي شعار للبطولة أو التعريف بالمنتخبات وهي نقطة سلبية تسجل على المنظمين.

السلبية الكبرى هي سوء أرضيات الملاعب التي أجريت فيها البطولة فملعب المدينة في بغداد لا يملك أرضية مثالية وظهر مليئاً بالحفر والمساحات الترابية الخالية من اللون الأخضر وزادت الأضرار فيه جرَّاء إقامة مباراتين فيه بين يوم وآخر مما تسبب في عدم توفر أرضية مساعدة للاعبين يمكنهم تنفيذ واجباتهم وتمرير كراتهم فيها.

ولا يختلف الأمر في ملعب كربلاء الذي كانت أرضيته بحجم كبير من الضرر وهي أمور طالما تحدثنا عنها بان ملاعبنا قد تتدمر قريباً لعدم توفر الملاكات المناسبة في كل ملعب المكلفة بالعناية بها والإدامة المستمرة للحفاظ عليها.

الزخم الإعلامي للبطولة غائب تماماً عن الشوارع والساحات فلم نشهد ملصقات أو صور أو شعارات تدلل على أن البطولة في العراق وتحظى بالأهمية لديه.

نتمنى الاستفادة من دروس البطولة التنظيمية للنجاح بشكل أكبر في المناسبات المقبلة لكي نظهر بأجمل الصور التنظيمية الداعمة لبلدنا وسمعته ونجاحاته كواجهة مشرقة تعطي الأمل بالتعافي والقوة وتحول العراق إلى ملتقيات مهمة في مختلف التوجهات تؤكد استعادة بلادنا لمكانتها في المنطقة وإشراقاتها التي تضيء الحياة.