المنتخب الأولمبي

الرياضة 2023/06/22
...

علي حنون
لا ريب، أن ظفر منتخبنا الأولمبي بلقب بطولة غرب آسيا لكرة القدم تحت 23 عاماً على حساب نظيره المنتخب الإيراني، هو مع الإنجاز، فإنها مُجرد بداية، ذلك أن حسابات الشروع بمنافسات البطولة لم تكن تحمل معها تلك التطلعات، ولاسيما بعد التصريحات - الذكية - لقائد الجهاز الفني راضي شنيشل، الذي سَوّق لوجهة نظره، مبينا فيها أن الفوز باللقب مطلوب لكنه لا يُمثل في حساباته الفنية نهاية الطريق وهو أراد بذلك أن يرفع الضغوطات عن كاهل اللاعبين خاصة وأنهم لم ينخرطوا في رحلة إعداد حقيقي وأن تجمعهم لم يبلغ منتهاه..من هنا - برأينا- كانت نقطة التحوّل، حيث بدا جليا تحرر اللاعبين أدائياً، وكانت لمساتهم الفردية واضحة و(انصهرت) الإمكانات الفردية لأغلبهم في أجواء المباريات بصورة مُلفتة دافعها الرغبة في التمتع بالأداء وكسب الرهان، فشاهدنا من عينة منهم تميزا واضحا وحتى من تعثر لا تعود الأسباب الى أجواء البطولة بقدر ما هي نتيجة لتأخر انسجامه مع روح العطاء الجماعي.
ومع الإشادة بما تحقق والفوز النهائي لمنتخبنا الاولمبي، فإن هذا الأمر لا ينبغي أن يُبعدنا عن الرصد، الذي دوّن عطاء كل لاعب ومُؤشر بذله  خلال مباريات المُنافسات لأن استيعاب هذا الأمر كفيل بوضع عجلة أولمبينا على سكة التوفيق في الاستحقاقات الرسمية، ولاسيما في التصفيات المؤهلة لأولمبياد 24. ويقيننا أن الجهاز الفني بقيادة المدرب راضي شنيشل يُدرك ذلك جيدا وهو يُركز باستمرار على خلق تشكيلة مُؤهلة لبلوغ النهائيات الاولمبية وهو هدف لن نراه واقعا، إلا من خلال دراسة تفصيلية لمشاركتنا في بطولة غرب آسيا والعمل على استقطاب الأسماء المُكملة من اجل الفوز بالغاية الأهم وهي بناء صحيح لقائمة قادرة على إصابة التطلعات.
والذي يجعلنا نقف على جادة التفاؤل أكثر بما يُمكن أن ينتجه منتخب كالتشكيلة الأولمبية بقيادة شنيشل ورفاقه في الجهاز الفني، هو أن الرؤية الفنية، التي طُرحت من قبلهم على طاولة مجلس إدارة الاتحاد العراقي للعبة، كانت رؤية واضحة ومُزدانة بمعايير استراتيجية تنم عن عمل من شأن دعمه أن نرى فريقا يستطيع ان يصل بنا الى مراحل متقدمة على طريق ليس فقط بلوغ شواطئ أولمبياد باريس، وإنما الخروج من نهائيات البطولة بمشاركة مُشرفة..تأسيساً على ذلك نتطلع لأن يُمنح الفريق بأسرته فضاء من حرية تطبيق الأفكار، التي ينتهجها وأن تكون عملية الدعم قائمة بصورة مُستدامة، طالما أن بدايات العمل سَوّقت لنجاح لم يكن مُتوقعا بالصورة الجلية.
ولأجل مُواصلة مسيرة التصحيح الخاصة بالمنتخب الأولمبي وإيجاد الحلول للهفوات، التي وقعت فيها التشكيلة في بطولة غرب آسيا، مع كسب اللقب، لا بد من توفير أجواء الإعداد المناسبة أمام أسرة الفريق من خلال إقامة المعسكرات التدريبية وخوض المباريات التجريبية مع منتخبات من الوزن الفني الثقيل، لأنها وحدها الكفيلة بتحصين لاعبينا من رهبة الظهور أمام الكبار..وبعد ليلة (الثلاثاء) المُفرحة صار الأمر الآن بيد اتحاد كرة القدم عبر ضرورة ركونه الى قراءات إيجابية لأول ظهور لمنتخبنا الاولمبي والسعي لمساندة الفريق، الذي يُمثل مُستقبل المنتخب الوطني الأول، والاستماع الى فلسفة جهازه الفني، التي تعكس رؤيته في تحضير الاولمبي وإعداه لظهور أفضل في التصفيات الأولمبية.