ذيول ثقافيّةٌ

ثقافة شعبية 2023/06/22
...

كاظم غيلان

يفتخر المرء حين يجد له قدوة في حياته ، لربما يجدها في حيه السكني ، لربما في عائلته ، قبيلته ، لاسيما ونحن نعيش في ظل اجواء قبلية بحتة ، لكن كيف يكون الإنسان ذيلا لانسان مثله في الثقافة - والشعر
تحديدا؟
هذا السؤال دفعني لمراجعة تراثنا الشعبي فوجدت في ( ذيل الجلب - الكلب) خير ما دلني في الوصف ، فهو ملوث بنجاسات ما انزل الله بها من سلطان ، وعثرت على بيت من الابوذية يحذر مما( لايحمد عقباه) كأن يقول :
عبالي اتدوم عشرتكم عبالي
وذيل الجلب يستعدل عبالي
امكــركـش والنجــاسه ذيــج هيه !!!
هنا صرخت مع نفسي: يابوييييه!!
بينما عيني ترصد وتتابع أخبار نشاطات(ثقافية) وجدت في ملامح معظم حاضريها وحاضراتها ما ينسجم مع الجملة الأخيرة من بيت الابوذية حتى كدت اختنق من جراء كراهتي لتلك الرائحة التي لايطيقها سوى
مريديها .
قلت لنفسي مرات ومرات : ابعدي ، ابتعدي ، تحاشي هؤلاء لكن الذي في قلبي يدفعني لأن اصرخ بهم حتى ولو
(بالمتخيل) : - كافي نفاق.!!!-
لا تحاولوا استنطاقي فوضوحي لاينسجم مع ضباب(النقد)وترهات(الفيسبوك)..
انني أرى الآن وجوها مباعة مشتراة، تتلون باستمرار لكنها تحدثنا عن ( عمق) تجاربها المزورة.. انها تزور لنا كل شيء في زمن به من الفجاجة والنذالة لأن يصدر لنا ( ثقافة
التزوير.!!)
قرأت مناشدة شاعر إلى مسؤول  حجبوا عنه اغنية وطنية والا بـ ( شاعر شعبي بامتياز ) يتصدى له مدافعا عن ( المسؤول) ... راجعت سيرة الطرفين فوجدتهما متهمان بجريمة ( التزوير) .. فما كان مني إلا أن استعيد بيت ( الابوذية!!)
مكركش والنجاسه ذيج هيه !!!
اشم رائحة الخراب ، غاية في العفونة، غاية في القرف فأقول لنفسي:
لقد عشت طويلا جدا.