علماء يحدِّدون عوامل خطر تلوث المفصل

من القضاء 2019/04/26
...

ترجمة: نادية المختار 
حدد باحثون من المعهد الوطني للبحوث الصحية التابع لمعهد انجلترا وويلز وايرلندا الشمالية، أهم عوامل الخطر للاصابة بعدوى شديدة بعد استبدال الركبة. 
ففي دراسة تعد الأكبر من نوعها، توصل الباحثون، الى ان المرضى الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما، من كلا الجنسين وخاصة المصابين بمرض رئوي مزمن ومرض السكري وأمراض الكبد وارتفاع مؤشر كتلة الجسم، فإنهم يواجهون مخاطر كبيرة حيال اعادة تكوين بديل المفصل بسبب تعرضهم لاصابة ما. 
وأظهر البحث الذي يتابع الأعمال المتعلقة باستبدال مفصل الورك، أن بعض المرضى يكونون أكثر عرضة لمخاطر الاصابة المبكرة، بينما يكون آخرون أكثرعرضة للاصابة المتأخرة بعد اجراء عملية استبدال الركبة. 
 
بيانات واحصائيات 
 وقد حللت الدراسة بيانات أكثر من 670 ألف مريض أجرى جراحة بديل للورك، مع مجموعة مرضى بحدود 4 آلاف شخص منهم يحتاجون الى مراجعة الأطباء بسبب تلوث المفصل أو الورك. 
استخدمت هذه الدراسة بيانات من السجل الوطني المشترك المرتبط بقاعدة بيانات احصائيات حلقة المشفيات الوطنية في ويلز وايرلندا الشمالية وانجلترا. 
يعد استبدال مفصل الركبة الذي يستخدم بشكل أساسي لعلاج الألم والاعاقة الناجمة عن التهاب المفاصل العظمي، اجراء شائعا، حيث يتم اجراء نحو 110 ألف عملية جراحية سنويا في المملكة المتحدة. 
وهناك مضاعفات نادرة، الا انها تكون خطيرة بالرغم من أنها تؤثر في نحو واحد بالمئة من المرضى وهي الاصابة العميقة. وهذا يسبب ضائقة كبيرة وغالبا ما يتطلب علاجات طويلة الأمد وبفترات مستمرة، بما في ذلك جراحة المراجعة أو كما يسمى بالتنقيح. 
 وقد أظهرت هذه الدراسة سبب الجراحة ونوع الاجراء الذي تم القيام به، ونوع الأطراف الاصطناعية وتثبيتها، مما أثر على مخاطر الحاجة الى اجراء جراحة مراجعة للتلوث أو الاصابة. اذ وجد أن العمليات الجراحية التي أجريت بعد الجروح والاصابة، أو اعتلال المفاصل الالتهابي، أو ممن لديهم تاريخ من الاصابات السابقة في المفاصل والورك عندما تمت اعادة فعاليتهم فإنه يصبح أكثرعرضة للتلوث والاصابة. وتم استبدال بدائل الركبة الكلية الأسمنتية للاصابة مقارنة بالمرضى الذين يعانون من عمليات جراحية غير مستزرعة. 
وأخيرا، تمت زيادة خطر التنقيح للمرضى الذين لديهم جراحات استزراع ثابت، أو  استزراع مقيد، بالمقارنة مع أولئك الذين لديهم عمليات استزراع ثابت بحاملات من اجريت لهم عمليات دعائم استنادية غير مقيدة. 
فيما لم يكن لتجربة الجراحة المعروفة اختصارا بتسمية “الاستزراع الطبقي” بالمقارنة مع المرضى الذين اجريت لهم عمليات استزراع غير ثابت لمحيط ومركز تقويم العظام أي آثار ولو صغيرة لاصلاح وتقويم الاستناد المفصلي (الرباط الصليبي) الثابت الحامل للزرع أي خطر للتلوث أو الجروح.
وعلى الأرجح، لوحظ ان استبدال الركبة الكلي عزز من تنقيح التلوث للمرضى بالمقارنة مع الذين أجريت لهم عمليات استزراع الأونسيمينتيد.
وبشكل فريد، حدد البحث، أن هذه العوامل المهمة لها تأثير مختلف اعتمادا على فترة ما بعد الجراحة، إذ تزيد أمراض الكبد أو اعتلال المفاصل الالتهابي من مخاطر التنقيح للتلوث والاصابة على المدى الطويل. ولكن المرضى الذين يجرون عمليات استبدال ركبة كلية فخذية واحدة، فإنهم يكونون أقل خطرا لعمليات التنقيح المتأخرة للاصابة والتلوث. وهذا عامل مهم يجب مراعاته عند اجراء مزيد من البحث في هذا المجال، حيث ان مجرد التفكير في المخاطر الكلية أو المخاطر قصيرة المدى قد تعني أن الآثار المهمة لم يتم تفويتها
 بالكامل. 
 
أدلة واستنتاجات 
يقول البروفسور مايكل وايتهاوس، المستشار في مجال جراحة الصدمات وجراحة العظام في وحدة أبحاث العضلات والعظام بجامعة بريستول الطبية: 
 “لقد حدد هذا العمل خصائص المريض والصحة الانتقالية الرئيسية التي تؤثر في خطر المراجعة للعدوى التالية حين استبدال الركبة، وتحديدا مخاطر اجراء مزيد من العمليات الجراحية للعدوى بعد عامين أو أكثر من العملية الأولية. وهذه المعلومات تزودنا بالأدلة القوية التي نحتاجها لمناقشة خطر الاصابة مع المرضى الذين يخضعون لعمليات استبدال الركبة، وتساعدنا في تحديد الاستراتيجيات لتقليل الاصابات الخطرة بالنسبة لهم”.
ويضيف الدكتور ايريك لينجويراند، في وحدة أبحاث العضلات والعظام: “هذه النتائج تتفق مع نتائج العدوى لدينا بعد دراسة استبدال مفصل الورك ويمكن تطبيقها على مجموعة واسعة من المرضى الذين يخضعون لجراحة زرع مختلفة. فمعظم عوامل الخطر التي تم تحديدها ترتبط عموما باستبدال ركب مبدئي معقد، يتوجب فيها على الجراحين التفكير في ذلك عند التخطيط للجراحة لتقليل المخاطر على مرضاهم. ولدينا الآن أدلة قوية على تطوير موارد بمعلومات أفضل لمساعدتهم على المناقشة مع الجراح”.  
ووجد الباحثون أن خطر مراجعة العدوى بعد استبدال الركبة الأساسي يتأثر بعدة عوامل متباينة، ولكنها مدفوعة بشكل رئيسي بعوامل المريض والجراحة. لذا ينبغي النظر في القضايا المحتملة المحددة في هذه الدراسة من قبل الأطباء عند إعداد المرضى لجراحة استبدال الركبة. 
كما يجب اجراء مزيد من البحوث لمعرفة ما إذا كانت التغييرات في إدارة هذه الحالات يغير من خطر التلوث. ومن المهم بنفس القدر بالنسبة للأطباء النظر في القضايا التي لا يمكن تغييرها والعوامل التي تظهر تأثيرات محددة على خطر الاصابة بتلوث مفصل الأطراف الاصطناعية، ودعم المرضى بشكل مناسب في اتخاذ القرارات قبل الجراحة وبعد خضوعهم لاستبدال الركبة. 
 
عن ساينس ديلي