الهدير

ثقافة 2019/04/26
...

علي حنون العقابي 
بدائيونَ في شوقِنا النبيل
منسيونَ مثل قشٍّةٍ عصفتْ بها الريحُ
أوفياء بتقديرِ هذا الأسى
كنّا نطوي الحزنَ ولا نسأل عمّا سيكون 
فكلُّ شيءِ ينذرُ بالفتكِ
ونحن نرمّمُ جراحَ المكان
تجذبنا الحناجرُ التي هتفتْ
نصوغُ الأماني المفتوحةَ على الأبد
لكنّنا ضعنا في فضاءِ الوهمِ
ولمْ نتراجعْ قط عن حلمِنا الجميل 
وها أنت تشيخُ في البسالةِ 
فمن لنا سواك عندما تنتحرُ العقول
دعْ عنك الرؤى الفضفاضةَ
نريدك تخضرُّ في المجد
ماذا ترتجي؟ 
أنسيت صرختنا؟
لو أنَّ الذي ضاعَ منا تحت وطأةِ هذا الرنين
ينثُّ علينا بالدم 
لما أفقنا هكذا على بقايا الحطام
دلّنا على سراطكَ المضيء
لا تتركْنا نتضوّرُ عشقاً
تلطّفْ بنا 
لنعرف أنّك ما زلت زاهياً
وأنّك لم تختفِ بين حربين
نقسمُ عليك باللوعة
باسم الألقِ القدسيِّ في الحرف
نقسمُ عليك بخالصِ الحزنِ
أن تعيدَ لنا الوهجَ
فقد أنهكتنا المنافي
نحن لا نملكُ الآن غير هذا الهدير.