بغداد: وائل الملوك
من الهوايات التي انتشرت في الآونة الأخيرة، توجه الشباب والشابات لممارسة الرياضة، خصوصا ألعاب القوى وبناء الاجسام التي تساهم في إعطاء شكل متناسقا وجميلا يتباهون به، إلى جانب قضاء أوقات الفراغ بعد الانتهاء من امتحاناتهم العلمية بمختلف المراحل الدراسية، والبعض الآخر اختارها من أجل المنافسة، وهذا ما اكد عليه مدرب بناء الاجسام خليل القيسي، خلال حديثه لـ”الصباح”.
أن الرياضة بدأت تشهد تطورا ملحوظا، من خلال اقبال الشباب والشابات بمختلف اعمارهم على ممارستها في المراكز التدريبية الاهلية ببغداد وبقية المحافظات، مشيرا إلى أن جميع المدربين واللاعبين يأملون الاهتمام بالألعاب الفردية، لأنها تحقق الانجاز على الصعيد العربي والآسيوي وحتى العالمي، لافتا إلى أن العراق يزخر بالمواهب، لكنها تحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي، من اجل تطوير تلك المواهب، وأن هنالك العديد من الابطال قد هجروا رياضاتهم، بسبب الإهمال وصعوبة الاستمرارية والتنسيق بين إجراء الوحدات التدريبية اليومية وكسب الرزق. وأشاد القيسي بانتشار المراكز الاهلية ببناء الإجسام، لا سيما التي يشرف عليها مدربون دوليون، وهي الرافد الحقيقي بالفترة الحالية للاندية والمنتخبات بسبب وجود الأجهزة الحديثة، وأفضل طرق تسهم في تنزيل الوزن وغيرها من سبل التكنولوجيا لدى الذكور والاناث، إلى جانب أن بعض الشباب في الفترة الاخيرة بدا ينمو في مخيلته كيفية تقليد بعض الأبطال المعروفين من جانب البناء الجسماني، وفيها الشيء الايجابي ان هذه المخيلة دعته لممارسة الرياضة، لكن عليه الابتعاد عن تحديد البطل وأن يكون هو البطل في بناء جسمه رياضيا، وحتى فكريا من خلال المعرفة والتمعن في الرياضة، إضافة إلى عدم اهمال دراستهم.
بينما أوضح المدرب نبيل الزبيدي، ان للقاعات الرياضية ايجابياتٍ وسلبياتٍ حالها حال بقية النشاطات الاجتماعية، ومن فوائدها أنها فرصة جيدة لاستغلال وقت الفرغ لدى الكثير من الشباب، لا سيما خلال فترة الصيف وفترة توقف المدارس والجامعات، وبالتالي يبحث الشباب والبنات عن مكان لقضاء أوقاتهم، وبالتأكيد هو افضل بكثير من عادات سيئة انتشرت بشكل كبير في الفترة الاخيرة ومنها ارتياد المقاهي وتناول الأراجيل المضرة بالصحة، لذلك نتمنى الاهتمام اكثر بالقاعات الرياضية، اما من الناحية السلبية، فإن بعض القاعات الرياضية تروّج لتعاطي عقارات منشطة ممنوعة، مستغلة هوس الشباب بهذه الألعاب، الأمر الذي أدى إلى حدوث حالات وفاة، وحذر المختصون في اللعبة من وجود إفراط في تناول المنشطات والأدوية المحظورة، من قبل بعض الرياضيين، من أجل تنمية عضلات أجسامهم، مما ينعكس سلباً على صحتهم، ويهدد حياتهم، داعين الحكومة العراقية ووزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية إلى “تفعيل لجان مختصة لمراقبة الأسواق، ومنع دخول المنشطات والمخدرات التي تهدم حياة شباب العراق”.
اما الشاب كرار حسن، وهو في مرحلة الخامس الاعدادي، كشف أنه يسعى من خلال ممارسته لهذه الرياضة للسيطرة على وزنه، خصوصا بعد ان بدأت آثار البدانة واضحة على ملامحه وجسده، وقرر الالتحاق بإحدى القاعات الرياضية القريبة من محل سكنه، قائلا: كان لا بد الاستفادة من العطلة الصيفية بالشكل الصحيح، خاصة ان وزني تصاعد يوما بعد يوم، إذ تجاوزت المئة كيلوغرام، وهنا شعرت بفقدان السيطرة، وجعلت لنفسي هدفا وهو ممارسة الرياضة، علما سبق وإن عرض عليَّ العديد من أقربائي والأصدقاء أن أخضع لعملية قص معدة، لكنني رفضت بشكل قاطع، وقررت أن أختار طريق الرياضة، كي أحصل على الوزن المثالي والصحة الجيدة، وبالفعل تسلحت بالإرادة والعزيمة، وبدأت رحلتي الطويلة كي أحقق أهدافي، إلى جانب اتباع نظام غذائي يسهم في تحقيق الرشاقة.